ليس هناك رابح في الحرب التركية في عفرين
هل تتوسط واشنطن بين أنقرة وأكراد سوريا؟
إسطنبول: نوح بونسي/الشرق الأوسط/03 شباط/18/
من غير المرجح أن يخرج منتصر من المعارك الجديدة المكلفة بين تركيا والقوات الكردية السورية في شمال غربي سوريا. تشمل الصعوبات التي تواجهها القوات التركية؛ معاداة السكان لها، وتضاريس جبلية أكثر ملاءمة لأعدائها المتمردين المتمرسين في المعارك. كما أن الهجوم يضيف توتراً جديداً إلى علاقات تركيا المتوترة أصلاً مع حليفتها الاستراتيجية الرئيسية، الولايات المتحدة.
كان هجوم تركيا على «وحدات حماية الشعب» الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، متوقعاً منذ وقت طويل. لدى «الحزب» و«الوحدات» ارتباطات آيديولوجية وتاريخية مع حزب العمال الكردستاني، وتركيا تنظر إليها كتنظيم واحد عابر للحدود. بالنسبة إلى معظم المراقبين، فإن السؤال لم يكن ما إذا كان الهجوم سيحدث، بل متى، وأين، وفي ظل أي ظروف.
الآن باتت الإجابات موجودة: في أعقاب تصريح أميركي استفزازي (تم تعديله لاحقاً) فيما يتعلق بتعاون واشنطن مع قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها «وحدات حماية الشعب»، أطلقت تركيا هجوماً جوياً وبرياً ضد عفرين الذي تسيطر عليه «وحدات حماية الشعب» في شمال غربي سوريا.
من المرجح أن تثبت هذه المعركة أنها غير حاسمة ومكلفة لكلا الطرفين. باتت تشكل أصلاً صداعاً مؤرقاً لواشنطن، حليفتهما المشتركة، وتضع ضغوطاً هائلة على علاقات تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بالولايات المتحدة. ما لم يقم الجميع بتعديل استراتيجياتهم، بما في ذلك من خلال العودة إلى عملية سلام أوسع فيما يتصل بتمرد حزب العمال الكردستاني القائم منذ عقود في تركيا، فإنها قد تثبت أيضاً أنها مؤشر على أن الأسوأ قادم.
كان من الواضح منذ وقت طويل أن نهاية الهجمات الرئيسية المدعومة من الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش ستشكّل لحظة حساسة في الشمال السوري. أنقرة، الغاضبة جداً منذ عام 2015 لأن الدعم الأميركي زاد من قوة «وحدات حماية الشعب» (العمود الفقري العسكري لقوات سوريا الديمقراطية) في الوقت الذي يخوض فيه حزب العمال الكردستاني تمرداً نشطاً في تركيا؛ كانت تأمل أن حليفتها في حلف شمال الأطلسي ستخفض دعمها لقوات سوريا الديمقراطية بعد الاستيلاء على معاقل تنظيم داعش.
يبدو أن واشنطن قررت أن تفعل العكس تماماً، أي أن تظل موجودة في المنطقة، وأن تستمر بالاستثمار في شركائها على الأرض. الولايات المتحدة تعتبر «إثبات الاستقرار» في المناطق التي تم انتزاعها من تنظيم داعش أمراً جوهرياً لمنع عودة المتطرفين؛ ولا تريد أن تتخلى عن حليف يمكن الركون إليه ضد تنظيم داعش أمام هجوم قد يشنه النظام السوري في المستقبل؛ وتأمل باستخدام وجودها العسكري للضغط من أجل تحقيق انتقال سياسي في دمشق واحتواء النفوذ الإيراني. إن الهيكليات الداخلية المتماسكة لـ«وحدات حماية الشعب»، وعمليات اتخاذ القرار فيها التي تتسم بالكفاءة، وأداؤها العسكري الكفء يجعلها الجهة المحلية الوحيدة التي يمكن الركون إليها في المحافظة على الأمن وتأمين آلية للحكم. وما من سبب يدعو للاعتقاد أن قوات سوريا الديمقراطية والمجالس المحلية المتصلة بها يمكن أن تستمر من دون «وحدات حماية الشعب» خلال المستقبل المنظور.
أعلنت الولايات المتحدة عن نياتها في 11 يناير (كانون الثاني) 2018، عبر إفادة لمساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد، وفي خطاب وزير الخارجية ريكس تيلرسون بعد 6 أيام. هذا الإعلان عن السياسة الأميركية للمرحلة القادمة، وليس البيان الأميركي الصادر في 13 يناير حول بناء «قوات أمن حدود» تحديداً، هو الذي أثار إحباط تركيا. أنقرة تعارض بقوة استمرار الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب»، حيث ترى فيه تمكيناً لحزب العمال الكردستاني من خلال تعزيز قوة حكم فرعه السوري لمساحة كبيرة على حدودها الجنوبية، وإضفاء الشرعية على هذا الحكم بالأمر الواقع، ومنح النفوذ الدبلوماسي والاحترام الدولي للمنظمة الأم.
رداً على ذلك، شنت أنقرة أكبر عمل عسكري حتى الآن ضد «وحدات حماية الشعب»، في المكان الوحيد الذي تستطيع فعل ذلك فيه دون أن تواجه مباشرة حليفتها في حلف شمال الأطلسي، وهو عفرين. ليس للولايات المتحدة وجود عسكري في هذا الكانتون المعزول جغرافياً والذي تسيطر عليه «وحدات حماية الشعب» في شمال غربي سوريا، والذي وصفته واشنطن دائماً بأنه خارج إطار جهودها لمحاربة تنظيم داعش.
لأن عفرين غير محمية بالمظلة الأمنية الأميركية في شمال سوريا، فهي تشكل هدفاً أسهل لتركيا من المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا. وموسكو، لا واشنطن، هي التي كانت قد وفّرت في الماضي درجة من الحماية الضمنية للمنطقة. روسيا تسيطر على المجال الجوي فوق ذلك الجزء من سوريا، واحتفظت بوجود عسكري ضئيل في عفرين. وكان يُعتقد على نطاق واسع أن موافقتها (أو على الأقل عدم معارضتها) شرط أساسي لأي عملية عسكرية هناك. وبالفعل، فإن رئيس المخابرات التركية حقان فيدان، ورئيس هيئة الأركان العامة خلوصي أكار، زارا موسكو عشية الهجوم. بعد الزيارة، اعترفت روسيا بمخاوف تركيا الأمنية، وحمّلت مسؤولية الأزمة لـ«العمل الأحادي» الذي قامت به الولايات المتحدة (فيما يبدو أنه إشارة إلى السياسة التي أعلنها تيلرسون)، ونقلت قواتها في عفرين إلى مناطق لا تتعرض فيها للأذى. في الوقت الراهن، ألحق هذا القرار ضرراً كبيراً بعلاقاتها الودية السابقة مع «وحدات حماية الشعب»، لكن بالنسبة إلى موسكو فإن ذلك كان ثمناً زهيداً يمكنها دفعه مقابل إثبات عدم إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة؛ بل على العكس، فإن قدرة روسيا على التحكم بالأحداث على الأرض جنباً إلى جنب مع تركيا، كان ذا قيمة أكبر.
لكن من الناحية العسكرية، فإن عفرين تشكل منطقة تطرح تحديات ذات طبيعة خاصة بالنسبة إلى تركيا. «وحدات حماية الشعب» تتمتع بسيطرة عسكرية ولها جذور محلية عميقة. وعلى عكس معظم الشمال الشرقي الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، فإن عفرين منطقة مليئة بالأشجار، وجبلية نسبياً وذات كثافة سكانية عالية. وفي حين أن و«وحدات حماية الشعب» محاطة بقوات معادية –تركيا إلى الغرب والشمال، ومجموعات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا إلى الشرق، والنظام السوري إلى الجنوب الشرقي، وجهاديو هيئة تحرير الشام إلى الجنوب– فإن ثمة طريقاً يربط عفرين بالمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي عبر مناطق يسيطر عليها النظام. وقد تتمكن «وحدات حماية الشعب» من التفاوض مع دمشق على استخدام الطريق لنقل التعزيزات.
من المرجح أن تجد تركيا وحلفاؤها من مجموعات المعارضة المسلحة، التي لاقت صعوبات أحياناً في التقدم خلال هجومها المسمى «درع الفرات» ضد تنظيم داعش في أواخر عام 2016 ومطلع عام 2017، المعركة أصعب بكثير ضد «وحدات حماية الشعب» الأفضل تدريباً وقيادة. وبعد أسبوعين من شن العملية، فإن تقدم القوات التركية وحلفائها يبقى محدوداً، في حين تشير تقارير إلى قتل أكثر من مائة مقاتل في صفوف كلا الطرفين، بالإضافة إلى عشرات الضحايا المدنيين الذين سقطوا في القصف والضربات الجوية التركية.
حتى لو سيطرت تركيا وحلفاؤها السوريون على عفرين، فإنه يبقى من غير الواضح كيف ستتمكن أنقرة من تأمين منطقة يقطنها سكان معادون لها، وذات تضاريس ملائمة لحرب العصابات. الحصيلة الأكثر رجحاناً هي أنه سينتهي الأمر بتركيا في معركة طويلة ضد تمرد قوي ويتسم بدرجة عميقة من الدافعية.
يمكن أن تسوء الأمور على نحو خاص إذا وسّعت تركيا عملياتها إلى منبج، وهي مدينة تقع على الحافة الغربية للمنطقة التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» في الشمال الشرقي، والتي أشار الرئيس إردوغان إلى أنها ستكون الهدف القادم لأنقرة. منبج منطقة متنازع عليها وتتسم بالحساسية. الولايات المتحدة ساعدت قوات سوريا الديمقراطية في انتزاع السيطرة عليها من «داعش» في عام 2016، وأكدت لتركيا حينذاك أن «وحدات حماية الشعب» ستنسحب من المدينة والمناطق المجاورة لها غرب نهر الفرات بعد الاستيلاء عليها. لكن عملياً، «وحدات حماية الشعب» مسيطرة هناك من خلال شركاء محليين. واشنطن، التي تعي أن تعهدها لم ينفَّذ بالكامل، نشرت قواتها الخاصة في بعض الأحيان في المنطقة لردع هجوم تركي. إذا قررت تركيا توسيع هجومها الحالي هناك، فإنها ستوسع بذلك انكشافها أمام هجمات وحدات حماية الشعب، وستخاطر بإلحاق أضرار أكثر عمقاً بعلاقتها مع واشنطن، حيث يمكن للقوات التركية والأميركية أن تصطدما.
قد يؤدي هجوم عفرين إلى تعزيز قوة القيادة التركية في الداخل مؤقتاً. لكنه ينطوي على مخاطر كبيرة ومن غير المرجح أن يضعف «وحدات حماية الشعب» كثيراً؛ بل إن الهجوم قد يشجع حتى حزب العمال الكردستاني على القيام بتفجيرات في المدن التركية، وهو تكتيك أحجم عنه الحزب على مدى العام الماضي (على الأرجح بناءً على طلب من واشنطن نُقل من خلال وحدات حماية الشعب). من غير المرجح أن تكون نهاية هذه المعركة لصالح أي طرف، بل إنها تُبرز مدى إلحاح الحاجة إلى معالجةٍ بشكل بنّاء أكثر الصراع بين تركيا (من ناحية) وحزب العمال الكردستاني و«وحدات حماية الشعب» (من ناحية أخرى)، والتناقضات المرتبطة بذلك في السياسة الأميركية.
تمكنت أنقرة من إلحاق خسارة كبيرة بحزب العمال الكردستاني في السنوات الثلاث من القتال جنوب شرقي تركيا، والذي أعقب انهيار محاولات التوصل إلى سلام في عام 2015. إلا أن ذلك كلفها غالياً. ولا يزال حزب العمال الكردستاني واثقاً في مقره في شمال العراق، وتواجه تركيا احتمالات أكثر قتامة –وقيوداً جيوسياسية هائلة– داخل سوريا. تستطيع تركيا شن هجمات تلحق ضرراً كبيراً وتزعزع الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، لكنها لا تمتلك مساراً واضحاً نحو النصر العسكري هناك.
بالنسبة إلى حزب العمال الكردستاني، فإنه خسر «جيلاً» من المقاتلين (كما قال لي أحد كوادره) في المعركة التي يمكن القول إنها عززت من قوة خصومه سياسياً. وما من سبب يدعوه لتوقع نتائج أفضل من حملات مسلحة أخرى في تركيا. يمكنه أن يستمد القوة والشجاعة من استمرار نجاح فرعه السوري، الذي تلوح أمامه احتمالات سياسية وعسكرية واعدة، لكن، كما ذكرت مجموعة الأزمات في مايو (أيار) 2017، فإن ذلك يعتمد على إيجاده وسيلة مناسبة لتحاشي هجوم تركي طويل.
بدلاً من السعي المكلِّف نحو أهداف دونكيشوتية، حيث أوراقهم فيها الأضعف، فإن من مصلحة تركيا وحزب العمال الكردستاني و«وحدات حماية الشعب» الدخول في بعض المقايضات المصلحية، أي تنازلات عسكرية لحزب العمال الكردستاني في تركيا (مثل وقف إطلاق نار وسحب الأسلحة من التراب التركي)، مقابل عودة أنقرة إلى عملية السلام وقبولها باستمرار سيطرة «وحدات حماية الشعب» داخل جزء كبير من الشمال السوري.
العقبات كبيرة جداً، لكن ليس من المستحيل التغلب عليها. وخلال قيام المسؤولين الأميركيين بجولات مكوكية بين حلفائهم المتحاربين في محاولة لاحتواء القتال الحالي، عليهم أن يبدأوا باستكشاف الإمكانيات المحتملة لإبرام صفقة نهائية يقدم فيها حزب العمال الكردستاني تنازلات على أحد جانبي الحدود مقابل تنازلات تركية على الجانب الآخر. من دون مثل هذا التفاهم، فإن مقاربة واشنطن الجديدة في سوريا ستلحق الضرر بحليفيها كليهما، وهما اللذان تحتاج إلى تعاونهما إذا أرادت أن تلعب دوراً في تسوية الحرب في سوريا.
– باحث «مجموعة الأزمات الدولية» للشؤون السورية. النسخة العربية خاصة بـ«الشرق الأوسط»
No Winners in Turkey’s New Offensive into Syria
Istanbul – Noah Bonsey/Asharq Al Awsat/February 03/18
No victor is likely in costly new battles between Turkey and Syrian Kurdish forces in north-western Syria. Difficulties faced by Turkish troops include a hostile population and hilly territory that favours its battle-hardened insurgent foes, and the offensive puts new stress on Turkey’s already strained relationship with its main strategic ally, the US.
A Turkish attack on the Kurdish “People’s Protection Units” (YPG), the Syrian affiliate of the Kurdistan Workers’ Party (PKK), was long expected. For most observers, the question was not if, but when, where, and under what circumstances.
Now we have the answers: seizing on an inflammatory (and subsequently amended) US statement concerning Washington’s cooperation with the YPG-led Syrian Democratic Forces (SDF), Turkey has launched an aerial and ground offensive against the YPG-held enclave of Afrin in north-west Syria.
The battle is likely to prove indecisive and costly for both sides. It is already a tremendous headache for Washington, their mutual ally, and putting huge strain on North Atlantic Treaty Organisation (NATO)-member Turkey’s relations with the US Unless all involved adjust their strategies, including a return to a broader peace process in the PKK’s decades-old insurgency in Turkey, it may also prove a sign of worse to come.
It has long been clear that the conclusion of major US-backed offensives against the ISIS would prove a sensitive moment in northern Syria. Ankara, furious since 2015 that US backing has empowered the YPG as the military backbone of the SDF even as the PKK wages active insurgency in Turkey, hoped that its NATO ally would wind down support for the SDF following the capture of ISIS strongholds.
Washington appears to have decided to do quite the opposite: to stay and continue to invest in its partners on the ground. The US views the “stabilisation” of areas captured from ISIS as essential to prevent extremist resurgence; does not want to abandon a reliable ally in the fight against ISIS to regime assault; and hopes to leverage its military presence to promote a political transition in Damascus and contain Iranian influence. The YPG’s coherent internal structures, efficient decision-making and capable performance make it the US’ only plausible local counterpart for maintaining security and delivering governance. There is little reason to believe that the SDF and local bodies could hold up without it.
The US made its intentions public on 11 January 2018 in a testimony by Assistant Secretary of State David Satterfield, and in Secretary of State Rex Tillerson’s speech six days later. It was this statement of policy, rather than the poorly-conceived 13 January US statement about building “border security forces”, that heightened Turkey’s frustration. Ankara strongly opposes continued US support for the YPG, which it sees as enabling the PKK to consolidate and legitimise its affiliate’s de facto rule along a large part of its southern border, bestowing diplomatic clout and respectability on the mother organisation in the process.
In response, Ankara has launched its most significant action yet against the YPG, in the one place it can do so without directly confronting its NATO ally: Afrin. The US has no military presence in this geographically isolated YPG-held canton in north-west Syria, which Washington has always described as outside the framework of its counter-ISIS efforts.
Unprotected by the US security umbrella in northern Syria, Afrin is an easier target for Turkey than SDF-held territory to the east. It is Moscow, not Washington, that had previously provided some degree of implicit protection for the area. Russia dominates the airspace over that part of Syria, and has maintained a small military presence in Afrin. Its approval (or at least acquiescence) was widely perceived as a prerequisite for any major Turkish operation there. Indeed, Turkish intelligence head Hakan Fidan and Chief of the General Staff Hulusi Akar visited Moscow immediately prior to the offensive. After the visit, Russia acknowledged Turkey’s security concerns, blamed the crisis on US “unilateral action” (an apparent reference to the policy announced by Tillerson), and moved its troops in Afrin out of harm’s way. For now, this decision has severely damaged its previously cordial relations with the YPG but for Moscow that apparently was a small price to pay: proving the US’ unreliability and, by contrast, Russia’s ability to control events on the ground in tandem with Turkey, was of greater value.
Militarily, however, Afrin presents particularly challenging terrain for Turkey. The YPG has both military control and deep local roots. Unlike most of the SDF-held north east, Afrin is wooded, partially mountainous and densely populated. And while the YPG is surrounded by rival forces – Turkey to the west and north, Turkey-backed rebels to the east, the Syrian regime to the south east and the jihadists of Hei’at Tahrir al-Sham to the south – a road connects Afrin to SDF-held territory in the north east via regime-held areas; the YPG may be able to negotiate with Damascus use of that road to transport reinforcements.
Turkey and its rebel allies, who at times struggled to gain ground during their “Euphrates Shield” offensive against ISIS in late 2016 and early 2017, are likely to find the going much tougher against the better-trained, better-led YPG. Even if they seize the enclave, it remains unclear how Ankara hopes to secure an area inhabited by a hostile population and with a topography suitable for guerrilla warfare. More likely, Turkey will end up in a prolonged fight against a potent, deeply-motivated insurgency.
Things could get especially messy if Turkey expands operations to Manbij, a city at the western edge of the SDF’s north-eastern territory, which President Erdoğan has suggested could be Ankara’s next target.
Manbij is sensitive, disputed territory. The US helped the SDF seize it from ISIS in 2016, and assured Turkey that the YPG would withdraw from the city and adjacent areas west of the Euphrates River following their capture. In practice, however, the YPG has retained control there via local partners. Washington, aware that its pledge was not fully implemented, has on some occasions deployed its own forces to the area to deter Turkish attack. If Ankara decides to extend its current offensive there, it will broaden its exposure to YPG insurgency and risk far deeper damage to its relationship with Washington, as US and Turkish forces could collide.
The Afrin offensive may boost temporarily the Turkish leadership at home. But it entails major risks and is unlikely to significantly weaken the YPG overall. The attack may even encourage the PKK to revert to bombings in Turkish cities – a tactic the organisation has shied away from over the past year (likely due in part to Washington’s exhortations, delivered via the YPG). This fight is unlikely to end well for anyone, and it highlights the urgency of addressing the Turkey-PKK/YPG conflict – and the associated contradictions of US policy – more constructively.
Ankara has largely routed the PKK in the three years of fighting in south-eastern Turkey that have followed the breakdown of peace efforts in 2015. However, it did so at great human cost. The PKK is still confident in its northern Iraq headquarters, and Turkey faces much bleaker prospects – and formidable geopolitical constraints – inside Syria. Turkey can mount damaging attacks against and destabilise YPG-held areas, but it has no discernible path to military victory there.
For its part, the PKK has lost “a generation” of fighters (as one of its cadres told Crisis Group) in combat that has arguably strengthened its adversaries politically. It has no reason to expect better results from future insurgent campaigns in Turkey. It can take heart in the continued success of its Syrian affiliate, which has brighter political and military prospects – but, as Crisis Group reported in May 2017, that depends on it finding sustainable means of averting prolonged Turkish attack.
Rather than costly pursuits of quixotic objectives where their respective hands are weaker, Turkey and the PKK/YPG would be better served by a quid pro quo: PKK military concessions in Turkey (eg, an immediate ceasefire and withdrawal of arms from Turkish soil) in exchange for Ankara’s returning to the peace process and acquiescence to continued YPG control within much of northern Syria.
The obstacles are formidable, but not insurmountable. Even as US officials shuttle between their warring allies in an attempt to contain the fighting, they should begin exploring the potential for an eventual deal in which the PKK makes concessions on one side of the border in exchange for a compromise from Turkey on the other. Without such an understanding, Washington’s new approach to Syria will end up harming both its allies whose cooperation it needs if it is to play a role in settling Syria’s war.
**Crisis Group’s Senior Analyst on Syria