مفهوم الموت في الإيمان المسيحي
من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس/الفصل 15/من 12حتى58/وما دمنا نبشر بأن المسيح قام من بين الأموات، فكيف يقول بعضكم إن الأموات لا يقومون؟ إن كان الأموات لا يقومون، فالمسيح ما قام أيضا. وإن كان المسيح ما قام، فتبشيرنا باطل وإيمانكم باطل، بل نكون شهود الزور على الله، لأننا شهدنا على الله أنه أقام المسيح وهو ما أقامه، إن كان الأموات لا يقومون. فإذا كانوا لا يقومون، فالمسيح ما قام أيضا. وإذا كان المسيح ما قام، فإيمانكم باطل وأنتم بعد في خطاياكم. وكذلك الذين ماتوا في المسيح هلكوا. وإذا كان رجاؤنا في المسيح لا يتعدى هذه الحياة، فنحن أشقى الناس جميعا. لكن الحقيقة هي أن المسيح قام من بين الأموات هو بكر من قام من رقاد الموت. فالموت كان على يد إنسان، وعلى يد إنسان تكون قيامة الأموات. وكما يموت جميع الناس في آدم، فكذلك هم في المسيح سيحيون، ولكن كل واحد حسب رتبته. فالمسيح أولا لأنه البكر، ثم الذين هم للمسيح عند مجيئه. ويكون المنتهى حين يسلم المسيح الملك إلى الله الآب بعد أن يبيد كل رئاسة وكل سلطة وقوة. فلا بد له أن يملك حتى يضع جميع أعدائه تحت قدميه. والموت آخر عدو يبيده. فالكتاب يقول إن الله أخضع كل شيء تحت قدميه. وعندما يقول: أخضع كل شيء، فمن الواضح أنه يستثني الله الآب الذي أخضع كل شيء للمسيح. ومتى وضع كل شيء للابن، يخضع هو نفسه لله الذي أخضع له كل شيء، فيكون الله كل شيء في كل شيء. وإذا كان الأموات لا يقومون، فماذا ينفع الذين يقبلون المعمودية من أجل الأموات؟ لماذا يتعمدون من أجلهم؟ ولماذا نتعرض نحن للخطر كل حين؟ فأنا أذوق الموت كل يوم. أقول هذا، أيها الإخوة، بما لي من فخر بكم في المسيح يسوع ربنا. فإذا كنت صارعت الوحوش في أفسس لغرض بشري، فما الفائدة لي؟ وإذا كان الأموات لا يقومون، فلنقل مع القائلين: تعالوا نأكل ونشرب، فغدا نموت. لا تضلوا: المعاشرة السيئة تفسد الأخلاق الحسنة. عودوا إلى وعيكم السليم ولا تخطأوا، لأن بعضكم يجهل الله كل الجهل. أقول هذا لتخجلوا. ويسأل أحدكم: كيف يقوم الأموات، وفي أي جسم يعودون؟ يا لك من جاهل! ما تزرعه لا يحيا إلا إذا مات. وما تزرعه هو مجرد حبة من الحنطة مثلا، أو غيرها من الحبوب، لا جسم النبتة كما سيكون، والله يجعل لها جسما كما يشاء، لكل حـبة جسم خاص. وما الأجسام الحية كلها سواء، فللإنسان جسم وللحيوان جسم آخر، وللطير جسم وللسمك جسم آخر. وهناك أجسام سماوية وأجسام أرضية. فللأجسام السماوية بهاء، وللأجسام الأرضية بهاء آخر.
الشمس لها بهاء والقمر له بهاء آخر، وللنجوم بهاؤها، وكل نجم يختلف ببهائه عن الآخر. وهذه هي الحال في قيامة الأموات: يدفن الجسم مائتا ويقوم خالدا. يدفن بلا كرامة ويقوم بمجد. يدفن بضعف ويقوم بقوة. يدفن جسما بشريا ويقوم جسما روحانيا. وإذا كان هناك جسم بشري، فهناك أيضا جسم روحاني. فالكتاب يقول: كان آدم الإنسان الأول نفسا حية، وكان آدم الأخير روحا يحيي. فما كان الروحاني أولا، بل البشري، وكان الروحانـي بعده. الإنسان الأول من التراب فهو أرضي، والإنسان الآخر من السماء. فعلى مثال الأرضي يكون أهل الأرض، وعلى مثال السماوي يكون أهل السماء. ومثلما لبسنا صورة الأرضي، فكذلك نلبس صورة السماوي. أقول لكم، أيها الإخوة، إن اللحم والدم لا يمكنهما أن يرثا ملكوت الله، ولا يمكن للموت أن يرث الخلود. واسمعوا هذا السر: لا نموت كلنا، بل نتغير كلنا، في لحظة وطرفة عين، عند صوت البوق الأخير، لأن صوت البوق سيرتفع، فيقوم الأموات لابسين الخلود ونحن نتغير. فلا بد لهذا المائت أن يلبس ما لا يموت، ولهذا الفاني أن يلبس ما لا يفنى. ومتى لبس هذا المائت ما لا يموت، ولبس هذا الفاني ما لا يفنى، تم قول الكتاب: الموت ابتلعه النصر. فأين نصرك يا موت؟ وأين يا موت شوكتك؟ وشوكة الموت هي الخطيئة، وقوة الخطيئة هـي الشريعة. فالحمد لله الذي منحنا النصر بربنا يسوع المسيح. فكونوا، يا إخوتي الأحباء، ثابتين راسخين، مجتهدين في عمل الرب كل حين، عالمين أن جهدكم في الرب لا يضيع.
Concept of Death In Christian Theology
Paul’s First Letter to the Corinthians 15/35-58: “But someone will say, “How are the dead raised?” and, “With what kind of body do they come?” You foolish one, that which you yourself sow is not made alive unless it dies. That which you sow, you don’t sow the body that will be, but a bare grain, maybe of wheat, or of some other kind. But God gives it a body even as it pleased him, and to each seed a body of its own. All flesh is not the same flesh, but there is one flesh of men, another flesh of animals, another of fish, and another of birds. There are also celestial bodies, and terrestrial bodies; but the glory of the celestial differs from that of the terrestrial. There is one glory of the sun, another glory of the moon, and another glory of the stars; for one star differs from another star in glory. So also is the resurrection of the dead. It is sown in corruption; it is raised in incorruption. It is sown in dishonor; it is raised in glory. It is sown in weakness; it is raised in power. It is sown a natural body; it is raised a spiritual body. There is a natural body and there is also a spiritual body. So also it is written, “The first man, Adam, became a living soul.” The last Adam became a life-giving spirit. However that which is spiritual isn’t first, but that which is natural, then that which is spiritual. The first man is of the earth, made of dust. The second man is the Lord from heaven. As is the one made of dust, such are those who are also made of dust; and as is the heavenly, such are they also that are heavenly. As we have borne the image of those made of dust, let’s also bear the image of the heavenly. Now I say this, brothers, that flesh and blood can’t inherit the Kingdom of God; neither does corruption inherit incorruption. Behold, I tell you a mystery. We will not all sleep, but we will all be changed, in a moment, in the twinkling of an eye, at the last trumpet. For the trumpet will sound, and the dead will be raised incorruptible, and we will be changed. For this corruptible must put on incorruption, and this mortal must put on immortality. But when this corruptible will have put on incorruption, and this mortal will have put on immortality, then what is written will happen: “Death is swallowed up in victory.” “Death, where is your sting? Hades, where is your victory?” The sting of death is sin, and the power of sin is the law. But thanks be to God, who gives us the victory through our Lord Jesus Christ. Therefore, my beloved brothers, be steadfast, immovable, always abounding in the Lord’s work, because you know that your labor is not in vain in the Lord.