نوفل ضو: من اغتال الحريري يواصل اغتيال لبنان ورغم كل التضحيات لا يزال هناك فريق سياسي يصر على اغتيال الوطن
اغتيال الحريري نقل لبنان من مرحلة الى أخرى
رغم كل التضحيات لا يزال هناك فريق سياسي يصر على اغتيال الوطن
الانتخابات مناسبة يجب ألا نفوت الفرصة فيها لإحداث تغيير
ليبانون ديبايت/14 شباط/18
من لاهاي حيث يشارك أعضاء من المحكمة الدولية مجريات التحقيقات مع صحفيين لبنانيين لكشف مرتكبي جريمة اغتيال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري بعد 13 عاما، يقول الكاتب السياسي نوفل ضو لـ”ليبانون ديبايت” معلّقا على مسار العدالة، وما اذا كان سيؤدي الى زج المرتكبين خلف القضبان، إن “رؤية الجناة خلف القضبان بالمفهوم المادي للكلمة، قد يأتي هذا اليوم وقد لا يأتي. لكن المهم ان نرى الجناة خلف قضبان الحقيقة، ولو لم يكونوا موقوفين. ومن الواضح ان المحكمة بمسارها المتبع، متجهة لوضع النقاط على الحروف من جهة المسؤوليات، أما في ما يتعلّق بالعقاب والمحاسبة، فسيكون عقاب سياسي للجهة المسؤولة عن الاغتيال”.
ويرى ضو ان “كل ما نشهده اليوم على الساحة اللبنانية من محاولات استقواء، واستكبار، ومحاولات تجاوز هذه الجريمة السياسية الكبرى، التي سمّيت جريمة العصر، سيأتي يوم وتتوقف، وسينقلب السحر على الساحر، وتتوقف الاستباحة لمنطق الدولة والقانون والسيادة، لمصلحة مصالحة حقيقية. ولا يمكن ان تتم كما هي اليوم، أي على قاعدة تجاوز ما جرى. والحكم وحده قادر على تحديد المسؤوليات للانطلاق من جديد بمصالحة وطنية حقيقية وفتح صفحة جديدة”.
اغتيال الحريري نقل لبنان من مرحلة الى أخرى، وقلب استشهاده موازين القوى السياسية والتحالفات، وبعد 13 عاما عادت تلك الموازين لتميل الى ما كانت عليه قبل اغتياله، في هذا السياق يشير ضو الى ان “من الواضح ان اغتيال الحريري لم يكن يستهدف شخص الحريري فقط، بل كان اغتيال مسار سياسي طويل عريض في البلد، واغتيال مفهوم البلد والوطن. والفريق الذي اغتال رفيق الحريري واصل طيلة هذه الأعوام اغتيال لبنان في محاول نقل هويته السياسية من مكان الى آخر”.
ويؤكد ضو ان “رئيس الحكومة سعد الحريري يستخدم الأسلوب نفسه ونهج والده مع حلفائه من ناحية التضحية في بعض السيادة في سبيل الاستقرار، والتضحية في القانون في سبيل الأمر الواقع. لكن كل هذه التنازلات لم تنفع آنذاك مع الشهيد لأنه رغم كل سياسة تدوير الزوايا التي اعتمدها، ورغم كل التغطية السياسية التي أمنها لحزب الله وللنظام السوري في ذلك الوقت، تم اغتياله، على أمل ألا تعاد تلك التجربة اليوم”.
ويتأسف ضو على انه “رغم كل التضحيات لا يزال هناك فريق سياسي يصر على اغتيال الوطن، وعلى عدم اعطاء السياديين في لبنان دورهم في عملية بناء الدولة. والموضوع المطروح اليوم والمطلوب هو استسلام كامل للسلاح غير الشرعي، لكن بعض الفرقاء السياسيين لا يزالون يعتقدون ان باستطاعتهم كسب الوقت، في حين أن مسألة الوقت لم تعد لمصلحة السيادة في لبنان”.
أما عن مسار التقدم في محاكمة القضايا الأخرى التي رافقت قضية اغتيال الحريري، يلفت ضو الى انه هناك تقدم في كل القضايا، وما هي الا ايام أو اسابيع قليلة ونكون أمام قرار اتهامي جديد، يتردد انه يتناول محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، وكل من الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الشهيد جورج حاوي، والوزير السابق الياس المر.
وفي ما يتعلّق بأجواء الانتخابات النيابية، توجّه ضو لأهالي كسروان بالقول: “الانتخابات مناسبة يجب ألا نفوت الفرصة فيها لإحداث تغيير جديد وفرض امر واقع يتخطى ذلك الذي يحاول حزب الله وحلفاؤه فرضه، الذي لا يمكن بأي من الأشكال الاستسلام له. لذا علينا خوض هذه الانتخابات لمواجهة منطق السلاح، لأن الموضوع لم يعد فعل روتيني يجري كل 4 سنوات لأنه هذه المرة القضية هي تحديد مصير الوطن, والهوية اللبنانية, ورفض وضع يد حزب الله على الدولة, وهذا هو المعنى الحقيقي للانتخابات”.
وخلافا لمرشحين آخرين ، يشدد ضو على انه “لا مجال لتحالفات سياسية موضعية مؤقتة لأهداف انتخابية، اما لائحة انتخابية سيادية بامتياز، وإما لن أخوض الانتخابات”.