على طريق العزلة
الدكتورة رندا ماروني/17 شباط/18
ما ورد من مواقف على لسان مسؤولين لبنانيين بعد الغارات الأخيرة على سوريا متضمنة وجوب إلتزام إسرائيل بالقرار 1701 ووجوب عدم إختراق السيادة اللبنانية، قابله مواقف إسرائيلية داعية لبنان إلى الإلتزام الكامل ببنود القرارين الدولين 1701 و1559، مبدية عدم رغبتها بالدخول في حرب مع لبنان مفضلة تنفيذ القرارين، وقد حمل تيلرسون في زيارته إلى لبنان موقف الإدارة الأمريكية من حزب الله اللبناني الذي يعتبره حزبا إرهابيا ولا فرق بين جناحيه العسكري والسياسي ودعاه للانسحاب من حروب المنطقة ومن سوريا تحديدا، وإعتبر أن سياسة النأي بالنفس اللبنانية ليس لها أي صفة تنفيذية لأن حزب الله لم يلتزم النأي بالنفس حسب التقارير الرسمية الواردة إلى واشنطن وهو أمر من شأنه إضعاف شبكة الأمان والحماية الدولية للبنان في حال حصول تطورات في المنطقة أو على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فهل لبنان اليوم يسير على طريق العزلة الدولية بعد عزلته العربية؟
لقد تضمن موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس تخوفا من إندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله واصفا إياها بالكابوس لأنها سوف تدمر جزءا كبيرا من لبنان، وكأنها رسالة مضافة لما تقدم به تيلرسون بشكل صريح وواضح ومعلن حملت في معناها وجوب تنفيذ القرارات الدولية بشكل حاسم، فأتت زيارته بشكل أساسي لتصب في هذا الإطار أكثر مما هي بحثا حول الملفات النفطية ولعب دور الوساطة في هذا الملف بين لبنان وإسرائيل.
لم يحظ موضوع البلوك 9 سوى ردا أميركيا مختصرا في هذا الموضوع، حيث إعتبر أنه يتطلب جهدا دبلوماسيا لكي لا يؤدي إلى تطورات أمنية، كما موضوع النازحين السورين، الذي إعتبره أنه يتطلب تعاونا بين لبنان والامم المتحدة والدول المانحة لكي يصار الى عودة تدريجية وآمنة للنازحين على المدى المتوسط، فيما كان موقف تيلرسون حاسما في ربط مصير خطي الهدنة والأزرق بالقرار 1701، كما كان حسمه معلنا في موضوع حزب الله، واعتباره منظمة إرهابية، وواضحا تمام الوضوح في رأيه حول سياسة النأي بالنفس اللبنانية، حيث إعتبرها أن لا صفة تنفيذية لها، وأبلغ المسؤولين اللبنانيين أن بلاده تبلغت أكثر من مرة في الأشهر الماضية أن إسرائيل تشتكي من عدم إلتزام لبنان الكامل بالقرارين 1701 و1559، بما معناه وضع لبنان أمام خيارين، إما الإلتزام بالقرارات الدولية أو الخروج عنها، لا خيار ثالث لهما، أما التداعيات فهي حرب على لبنان بغطاء دولي.
موقف مستجد حاسم وخطير لم يحظى بالإحاطة اللازمة درءا للمخاطر المحدقة بلبنان، إنطلاقا من الإستقبال المؤخر للسفير، ثم بالتأكيد الرسمي لشرعية سلاح حزب الله وربطه بعودة الفلسطنيين إلى بلادهم ونسف القرارت الدولية في هذا الإطار لتستكمل الصورة نفسها مع إعلان السيد حسن نصرالله نفسه المدافع الوحيد عن لبنان من خلال الصواريخ التي يمتلكها، وليعلن لبنان دولة قوية قادرة على المنازلة الحربية وليعيد إلى الأذهان حرب تموز في العام 2006 وتداعياتها التي سجلت حوالي 1200 قتيل وعشرات الآف الجرحى وحوالي المليون نازح وتدمير للبنى التحتية وخسائر مالية تقدر بمليارات الدولارات عدا عن قبول حزب الله نفسه بالقرار الصادر عن الأمم المتحدة 1701، فهل سيشهد لبنان في الشهور المقبلة تدهورا أمنيا خطيرا، حيث يستكمل وجهته على طريق العزلة الدولية؟
طريق العزلة
نسيرها عازمين
نتصدر المنابر
نغزو الميادين
نتحدى نهدد
نعلن اليقين
بنصر محتم
ودحر الظالمين
دون وزن
لقدرة الموازين
نعلن أرضنا
معسكرا حصين
نطلق الصواريخ
نلعن اللاعنين
نعلن نفسنا
أسياد السلاطين
نقص القصة
نقدم البراهين
نستبصر الآتي
نقرأ الفناجين
ثم نفيق
في واقع حزين
على مذبح الجهل
نقدم القرابين
حكمة مفقودة
ورشة طحين
طريق العزلة
نسيرها عازمين
نتصدر المنابر
نغزو الميادين.