سليمان فرنجية لمرسال غانم: حظوظي الرئاسية إما صفر أو مئة بالمائة
الياس بجاني/24 تشرين الثاني/15
في مقابلة تلفزيونية للنائب سليمان فرنجية السنة الماضية مع الإعلامي مرسال غانم عبر برنامج “كلام الناس” ورداً على سؤال حول حظوظه الرئاسية قال حرفياً: “حظوظي هي إما صفر أو 100%”.
وشرح يومها النائب فرنجيه بعفويته المعهودة وببساطة متناهية ما عناه بمعادلته هذه وهو باختصار أن بقاء نظام بشار الأسد وانتصاره على الثائرين بوجهه سورياً وعربياً ودولياً يرفع حظوظه الرئاسية إلى نسبة 100%، أما العكس فيهبط بها إلى درجة الصفر.
في إطار ما قاله فرنجية وعملاً بالمعادلة التي طرحها كيف يمكن بالمنطق والعقل فهم معاني وأهداف لقاء رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري في منزل جيلبرت الشاغوري في باريس مع النائب فرنجية؟
كيف يمكننا تفسير أهداف الاجتماع الرئاسية والحريري متحالف 100% مع الثائرين بالسلاح من السوريين بوجه نظام الأسد، ومع السعودية ومع كل الدول العربية وغير العربية التي تعمل على القضاء المبرم على الأسد ونظامه إما مباشرة أو مواربة، في حين أن فرنجية لا يزال ثابتاً على كل مواقفه اللبنانية والسورية والعربية والدولية واللاهية المقاومتية، والأهم والأخطر في الأمر أنه لم يقول حتى الآن لا بالعلن ولا بالخفاء أن معادلته الرئاسية قد تغيرت أو حتى تم تعديلها؟
بحسابات العقل والمنطق والواقع الملموس والمعاش إن قبول سعد الحريري، “المستقبل السني”، أي السعودية ومصر ودول الخليج العربي بالنائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية اللبنانية، في حين أن هذا الأخير لا يزال راسخاً وثابتاً ومفاخراً في موقعه الأسدي واللاهي المقاوماتي والتحريري والممانعاتي” وفي خطه “العروبي” إياه، هذا يعني ببساطة ودون أي شك أن نظام الأسد ومعه المحور الأسدي-الملالوي والحزب اللاهي قد انتصروا في كل الساحات العربية وأن كل من هو في مواجهتهم قد هزموا شر هزيمة.
على الأرض، أي عسكرياً وفي سوريا تحديداً، هل انتصر نظام الأسد؟
بالطبع لا، وكل المفاوضات الدولية والإقليمية بندها الأول هو إيجاد مخرج مشرّف للأسد لترك الحكم ومغادرة سوريا.
لبنانياً، هل احتل الحزب اللاهي الإيراني، أي حزب الله الإرهابي، البلد بأكمله وبات الحاكم بأمره والأوحد الواحد للبنان، وبات ولي فقيهه اللبناني السيد نصرالله الآمر والناهي؟
بالطبع لا، والحزب اللاهي متورط حتى أذنيه في الحرب السورية العبثية، وغارق بدماء شباب بيئته الذين يعودون إلى لبنان قتلى بشكل يومي.
باختصار لا النظام السوري ومحور الشر والحزب اللاهي انتصروا، ولا الثورة بوجه الأسد انهزمت حتى الآن.
من هنا فإن استسلام “تيار المستقبل السني” بشخص رئيسه النائب سعد الحريري لمحور إيران- الأسد-حزب الله، والقبول بعد رفض لسنوات برئيس من هذا المحور أمر غير مفهوم وغير منطقي.
علماً أن تيار المستقبل ومنذ مدة غير قصيرة هو في حالة من الضياع المحلي، والشح المالي، وفي صراع شبه علني بين أجنحته المتناحرة، كما أن علاقته غير سورية وغير ندية مع القوات اللبنانية، أقوى الحلفاء المسيحيين له في 14 آذار.
يبقى أن وصول النائب سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، هو عملياً وواقعاً وصول الرئيس بشار الأسد الشخصي لهذا الموقع، مهما قيل وقد يقال عن التزامات وتعهدات من فرنجية نفسه، ومن الرئيس بري والنائب جنبلاط والحزب اللاهي.
المطلوب اليوم من “تيار المستقبل السني” (لأنه عملياً ليس عابراً للطوائف كما يدعي)، وبالتحديد وضع اللبنانيين في حقيقة انقلابه “الغبي” “والانتحاري” على نفسه وعلى دماء الشهداء الذين في مقدمهم الرئيس رفيق الحريري، وعلى كل ما كان يسميها ثوابت وطنية وسيادية.
المسألة لم تعد “ربط نزاع”، كما يبرر باستمرار بعض قادة المستقبل مسلسل تنازلاتهم اللاوطنية واللا منطقية واللاسيادية للحزب اللاهي ولمحوره، بل أصبحت المسألة بكل وضوح هي ربط لهذا التيار بسلاسل وأصفاد مشروع إيران في لبنان إما عن معرفة أو جهل لا فرق.
في الخلاصة، إن سليمان فرنجية في حال أصبح رئيساً للجمهورية اللبنانية لن يكون أسوأ من الرؤساء الذين عينهم المحتل السوري الأسدي، الهراوي ولحود وسليمان، بل على العكس قد يكون أفضل من الثلاثة لأنه أسدي ع المكشوف ومقاوماتي لاهي بامتياز ويبشر ليلاً نهراً بخطه “العربي” الغير شكل وصياد ماهر ومصور من الجو يُشهد له، كما أنه عفوي وشفاف ومتصالح مع نفسه ولم يتلون في مواقفه في أي يوم من الأيام ودائماً يفاخر بأسديته وخطه.
أما الهزيمة فهي ستكون مدوية للخط السيادي عموماً، ولتيار المستقبل تحديداً الذي في حال جاء بفرنجية رئيساً فهو عملياً يوقع ورقة “نعوته” “وانتحاره” الوجودي السياسي كتيار سني على الساحة اللبنانية.
*الكاتب ناشط اغترابي لبناني
عنوان الكاتب البريدي
phoenicia@hotmail.com
الجنرال ميشال عون اغتال نفسه بنفسه سياسياً ولم يغتاله أحد
الياس بجاني/24 تشرين الثاني/15
http://newspaper.annahar.com/article/286943-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%88%D9%86?fb_action_ids=10153747206577766&fb_action_types=og.comments
الجنرال ميشال عون للأسف هو من اغتال حظوظه السياسية بنفسه، وهو عن سابق تصور وتصميم من أوصل نفسه إلى الحالة السياسية العدائية التي هو في أوحالها والغرق. إن مواقف الرجل كافة، تلك المستحدثة والهجينة واللالبنانية واللاسيادية من بعد عودته إلى لبنان والتي قيل وكتب عن أسرارها وخلفياتها والاتفاقات الكثير هي التي أدت إلى انتحاره السياسي لأنه هجر ذاته وتخلى عن كل طروحاته ونحر ماضيه. كما أن تحالفاته منذ العام 2005 كانت ولا تزال اغتيالية وانتحارية ذاتية على كافة الصعد كونها ناقض كل ماضيه وشعاراته من خلالها وقتل مصداقيته. يبقى أن الاغتيال الانتحاري الذاتي والأخطر الذي اقترفه بنفسه وأدى إلى قرب نهايته السياسية وقتل كل حظوظه الرئاسية فهو غرقه النهم “الفجعان” في كل أوحال المنافع الذاتية والنرسيسية وفي خطيئة تقاسم المغانم وهرطقة جعل أصهرته هم القضية متناسياً القضية الأساس التي هي الوطن والمواطن والدستور والقانون. باختصار ميشال عون هو من نحر نفسه بنفسه يوم أضاع البوصلة الوطنية والإيمانية ومعهما الرجاء والتواضع. عون نحر نفسه يوم توهم أنه فوق مستوى الآخرين وبالتالي لم يغتاله أحد بل على العكس نفر الجميع وأبعدهم عنه. كما أن حلفاء عون من المحور السوري-الإيراني هم من عجلوا في نهايته السياسية وفي ابعاده عن كرسي الرئاسة. في المفهوم الإيماني إن الرجل وقع في التجربة، وحتى التوبة وتأدية الكفارت في الوقت الراهن لم يعودا يفيدان.
*الكاتب ناشط اغترابي لبناني
عنوان الكاتب البريدي
phoenicia@hotmail.com
في أسفل المقالة التي هي موضوع تعليقنا في أعلى
الاغتيال السياسي لميشال عون
غسان حجار/النهار/24 تشرين الثاني/15
لا تودي المعادلة اللبنانية عادة باللاعبين الى غالب أو مغلوب. التسوية سيدة الموقف. والتسويات صفقات، تجرى ما بين المتحكمين بالعباد وبكل مسارات الأمور في البلاد. وفي التسويات يتقاسمون الحصص، ويقع الخلاف في كل مرة يطمح أحدهم الى الفوز بحصة أكبر من الحصة المقرّرة له. الظلم يؤدي الى انفجار، أو ثورة، أو حرب أهلية، كما حصل في لبنان مراراً عبر التاريخ. وقد انخرط في الحرب من شعروا أنهم خائفون على مصيرهم، او مضطهدون، أو محرومون ومستضعفون. ثم ما لبثوا أن ارتضوا الاتفاقات المعقودة برعاية خارجية بعدما أعيد توزيع الجبنة بشكل أكثر عدالة. والحقيقة تقال إن الموارنة فازوا على الدوام، قبل الحرب، بحصة الأسد، منذ قيام دولة لبنان الكبير برعاية فرنسية خصوصاً. لكن الذي حصل بعد انتهاء الحرب، ورفض مسيحيين الدخول في تسوية اتفاق الطائف، بعدما اعتبر البعض أنها مجحفة، هو أن المسيحيين في شكل عام، دفعوا ثمن هذه الانتفاضة على قرار دولي، فتم سجن سمير جعجع، ونفي ميشال عون وأمين الجميل (مع حفظ الألقاب)، وهم الأقوى والأكثر تمثيلاً على الساحة المسيحية، سواء اعترف بهم البعض وأحبهم أم لا، ولم يعط البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ما يستحقه جراء موافقته على الطائف، إذ أنه رفض الوصاية السورية مدخلاً الى تطبيق الطائف، فكانت محاولات لإقصائه سياسياً. أما اليوم فالواقع مغاير تماماً، وهو ما دفع الى التقارب ما بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، اذ ان التحالفات التي أعطت هذا الطرف أو ذاك، بعض مقاعد نيابية بأصوات السنة أو الشيعة، لم تبدل كثيراً في الواقع الذي نشأ في زمن الوصاية. فلم يمضِ الأطراف بقانون انتخاب يناسب المسيحيين، وموقع رئاسة الجمهورية شاغر، وقد حكم الرئيس ميشال سليمان ست سنوات من دون أن يتم تعديل الدستور لمصلحته ليصار في كل وقت الى استغلال هذه النقطة اللادستورية والضغط عليه. في الأيام الماضية، بدأت حملة ترويج للنائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، لتعميق الخلاف بينه وبين العماد عون، وفك التحالف بينهما، وكرد على “إعلان النيات” بين عون وجعجع، وجاء لقاؤه بالرئيس سعد الحريري، كأنه تهديد لطرفي “إعلان النيات” أكثر منه رئاسياً. وسواء تم الاتفاق على اسم محدد للرئاسة الأولى، أو كانت مناورات سياسية، فإن الأكيد أن ما يجري منذ زمن، يهدف الى اغتيال العماد عون سياسياً، فهو لم يصبح رئيساً على رغم الدعم المعلن له، ولم يتمكّن من تعيين قائد للجيش، ولا من التمديد لصهره العميد (المتقاعد حالياً) شامل روكز، ولا تمت مناقشته في قانون الانتخاب، وتشن الحملات على صهره الآخر الوزير جبران باسيل من كل حدب وصوب. كأن المراد اغتياله سياسياً، وتوجيه رسالة مماثلة الى جعجع، وإسقاط كل محاولة مسيحية للانتفاضة على الواقع المرير.