تظاهرة “حمراء” للحراك المدني من برج حمود إلى ساحة الشهداء المشاركون اقتربوا من البرلمان والقوى الأمنية لم تستخدم القوة
عباس الصباغ/النهار/21 أيلول 2015
مرّة جديدة تستفزّ صور لرئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط مناصرين، فتتحول التظاهرة المطلبية الى اعتداءات على المتظاهرين على مرأى من الجميع، ولكن حال الهرج والمرج التي شهدتها ساحة الشهداء، وتحديداً امام مبنى “النهار”، لم تمنع الحشود من الاستمرار في الهتاف ضد “الطبقة السياسية الفاسدة”، ولا الدعوات الى رحيل الحكومة، على وقع الاغاني الوطنية لمارسيل خليفة وغيره. تظاهرة الحراك المدني انطلقت مساء امس من برج حمود الى ساحة الشهداء مروراً بالجميزة، وتخللتها وقفة امام مؤسسة كهرباء لبنان، وسط حماسة المشاركين المنتمين بمعظمهم الى تيارات يسارية والحزب الشيوعي واتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني، اضافة الى مستقلين وناشطين في المجتمع المدني، لبوا جميعاً دعوة حملتي “طلعت ريحتكم”، و”بدنا نحاسب”، و”جايي التغيير” وغيرها من الجمعيات التي وحدتها المطالب الحياتية، وفي مقدمها حل ازمة النفايات، عدا عن المطالبة باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق و”محاسبة” وزير الداخلية نهاد المشنوق و”انتخابات نيابية تسمح بالتمثيل الديموقراطي”.
“انتم فاسدون وفاشلون”
قرابة الخامسة بدأ تجمع المشاركين في التظاهرة في مار مخايل، وكان الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين اول الواصلين، ثم وفد قيادي من الحزب الشيوعي اللبناني رأسه الامين العام خالد حدادة واعضاء المكتب السياسي. وحضر مناصرون للحزب الشعبي الديموقراطي رفعوا مجسمات تمثّل العمال والفلاحين ولافتات تدعو الى التغيير، أما مناصرو حملة “طلعت ريحتكم” فكانوا في مقدم المسيرة ورفعوا لافتاتهم التقليدية الداعية الى رحيل “الفاسدين” وحمل احد المتظاهرين لافتة ضخمة كتب عليها “انتم فاسدون … انتم فاشلون، يا حكامنا”، و”لا للحرق، لا للطمر”، في اشارة الى رفض الطمر وحرق النفايات بدل الفرز والتدوير، فيما رفع “التيار النقابي المستقل” برئاسة حنا غريب لافتات دعت الى “انتخابات نيابية على اساس النسبية”. وقرابة السادسة وصلت التظاهرة الى ساحة الشهداء. وقبل الوصول، فضل احد المتظاهرين استغلال الوقت وأسرع في الوصول الى قبالة مبنى “النهار” حيث رفع صوراً كان حاول رفعها في برج حمود ومنعه المنظمون، لكنه أفاد من عدم وجود المنظمين ورفع صورا للرئيس بري تجمعه مع الرئيس الحريري والنائب جنبلاط، مذيلة بعبارة “رموز الفساد والسرقة”، وكذلك رفع صورتين للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والامام السيد موسى الصدر،مذيلتين بعبارة “أنظف الناس”، ولم تمض لحظات حتى وصل شبان على متن دراجات نارية وانهالوا عليه بالضرب، ثم اعتدوا على المتظاهرين الذين كانوا وصلوا الى الساحة، ودارت مناوشات قرب “النهار” وفندق “لو غراي” قبل ان تتدخل القوى الامنية وتوقف احد المعتدين. لكن الاشكال تجدد وتوسع على وقع هتافات للمهاجمين “الشياح والغبيري الثورة مش لغيري”، وسقط عدد من الجرحى. وحاولت القوى الامنية وقف الاشكال ثم نجحت في ذلك وسط استياء المتظاهرين مما سموهم “انحياز القوى الامنية لمناصري بعض القوى السياسية”، وبعدها أوعز قائد شرطة بيروت العميد محمد الايوبي الى العناصر الامنية بحماية المتظاهرين ومنع دخول الدراجات النارية الى ساحة الشهداء.
ثم هدأت الامور ولم يسلم الاعلاميون من الاعتداءات، وتم تحطيم كاميرا الـ”ال. بي. سي”، وأخرى لـ”الميادين”، وتعرضت مراسلة “أو تي في” الزميلة ريما حمدان للضرب، وكذلك المصور انطوني غصين. ونحو الثامنة تراجعت القوى الامنية الى ما بعد الحاجز المؤدي الى ساحة النجمة، عندها تقدمت مجموعة من المتظاهرين إلى محيط الجامع العمري الكبير، علماً ان تدافعاً محدوداً حصل بين عدد منها والقوى الأمنية. وبعيد التاسعة انسحبت القوى الامنية من شارع ويغان وتقدم المتظاهرون الى شارع المصارف على وقع الاناشيد الثورية. ولم تسجل خلال التظاهرة اشكالات تذكر مع القوى الامنية التي لم تستخدم الهراوات ولا القوة عملاً بالتوجيهات التي أعطيت لها.
قوى الأمن ومسار التظاهرات
وزعت شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي بياناً ليل أمس جاء فيه: “يقوم عدد من المتظاهرين بمحاولة خرق السياج الأمني لدخول ساحة النجمة. يهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن تعلن للرأي العام ما يأتي: أولاً: حق التظاهر السلمي مصون وفقاً للقانون، وتحفظ قوى الأمن الداخلي هذا الحق للمواطنين. ثانياً: يحق للسلطة المختصة تعديل مسار التظاهرات ونقطة النهاية، وهذا ما يحصل في مختلف دول العالم الديموقراطي. فالمهم أن تكون حرية التعبير مؤمّنة بغض النظر عن اي مكان. ثالثاً: إن مخالفة هذا القرار تعتبر انتهاكاً لحرية التعبير وتعدياً على القانون.
يرجى من القيمين على التظاهرات إبداء مزيد من التعاون مع القوى الأمنية الساهرة على أمن المواطنين والممتلكات العامة والخاصة على حدٍ سواء”.
مسيرة سلمية للحراك المدني تخللتها إشكالات و القوى الأمنية أكدت حق التظاهر وحفظه
خالد موسى/المستقبل/21 أيلول/15
نظمت «لجنة تنسيق حراك 29 آب» مسيرة أمس، انطلقت من شارع أرمينيا في برج حمود مروراً أمام شركة كهرباء لبنان في مار مخايل النهر وصولاً الى ساحة الشهداء، التي شهدت حالة من الهرج والمرج ما بين المتظاهرين والقوى الأمنية، بعد محاولتهم الدخول الى ساحة النجمة حيث مجلس النواب.
وكانت مسيرة الحراك المدني انطلقت من برج حمود، رفضاً للمطمر هناك، بحسب ما قال ناشطون لـ «المستقبل»، مشيرين الى أن «المسيرة ستكون سلمية من بدايتها حتى نهايتها». وحمل المشاركون لافتات كتب عليها: «يسقط الدين العام«، «طاولة الحوار = طاولة البينغ بونغ«، «ما بدنا نموت على أبواب المستشفيات«، «انتخابات نيابية على أساس النسبية«، «لا للمحاكمات العسكرية للقاصرين«، «يجب أن تكون هناك حركة نقابية تحمي وحدة البلد وتطالب بحقوق الفقراء«، «أعيدوا أموال بلدية برج حمود«، «لا للحرق ولا للطمر نعم لمعالجة بيئية للنفايات». وكان في مقدمة المسيرة الوزير السابق شربل نحاس ورئيس التيار النقابي المستقل حنا غريب ونقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض. وسلكت المسيرة طريق مار مخايل النهر والجميزة وصولاً الى ساحة الشهداء، وتوقفت قليلاً أمام شركة الكهرباء، مطالبة بمحاسبة الفاسدين في هذا القطاع، وسط مواكبة أمنية مشددة على طول مسارها. وتخلل المسيرة فور وصولها قرب مبنى «النهار«، إشكال بين عدد من المشاركين، على خلفية رفع صور لقيادات سياسية ودينية. وتعرض شبان لشخص كان يحمل صوراً لقادة سياسيين، وضربه أحدهم بمكبر الصوت، منتزعاً قميصه. وسرعان ما تدخلت القوى الأمنية، وأنهت أعمال الشغب التي حصلت لحظة وصول التظاهرة الى الساحة، وأبعدت مسببيها من محيطها، وانتشرت عناصرها حول المتظاهرين لحمايتهم. وشهدت الطريق الممتدة من أمام مبنى «النهار« الى بلدية بيروت، حالة من الهرج والمرج بين المتظاهرين والقوى الأمنية، بعد محاولتهم اختراق الحاجز البشري الذي كانت وضعته القوى الأمنية لحماية المتظاهرين، وهم يهتفون «توت توت توت عالساحة بدنا نفوت»، في إشارة إلى ساحة النجمة. وألقوا بعبوات مياه باتجاه العناصر الأمنية، ما استدعى تعزيزات إضافية للقوى الأمنية، التي حاول المتظاهرون الإحتكاك معها ودفع عناصرها الى الأمام في محاولة للدخول الى ساحة النجمة. وسمحت القوى الأمنية لهم بالتقدم بضع خطوات الى الأمام وصولاً الى الجامع العمري وسط تصفيق وتهليل وهتافات «سلمية .. سلمية»، ثم عادت وأقامت حاجزاً بشرياً ضخماً منعاً لوصول المتظاهرين الى مدخل ساحة النجمة.وأعلنت قوى الأمن الداخلي في بيان أن «حق التظاهر السلمي مصان وفقاً للقانون، وتحفظ قوى الامن الداخلي هذا الحق للمواطنين»، مشيرة الى أنه «يحق للسلطة المختصة تعديل مسار التظاهرات ونقطة النهاية، وهذا ما يحصل في مختلف دول العالم الديموقراطي، فالمهم أن تكون حرية التعبير مؤمّنة بغض النظر عن أي مكان».
وشددت على أن «مخالفة هذا القرار يعتبر انتهاكاً لحرية التعبير وتعدياً على القانون»، مطالبة القيمين على التظاهرات بـ «إبداء المزيد من التعاون مع القوى الأمنية الساهرة على أمن المواطنين والممتلكات العامة والخاصة على حدٍ سواء».
وسبق هذا البيان، سلسلة تغريدات لقوى الأمن الداخلي على حسابها على «تويتر»، أعلنت فيها عن «تسجيل حالة إغماء في صفوف عناصرها، نتيجة تدافع المتظاهرين معهم في وسط بيروت»، مشيرة الى أنها «أوقفت المدعو ح. ف (مواليد 1988)، للاشتباه به بالمشاركة في الاشكالات في ساحة الشهداء».
وأعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، «إصابة 26 شخصاً، في الاشكالات التي حصلت خلال تظاهرة اليوم (أمس) في وسط بيروت، 12 منهم أسعفوا ميدانياً من قبل الصليب الأحمر، 5 مصابين نقلوا إلى مستشفى الجامعة الأميركية: اثنان نقلهما الصليب الأحمر والثلاثة الآخرون بوسائل مدنية، بينما نقل 9 مصابين إلى مستشفى رزق بوسائل مدنية«. وتلا الناشط في حملة «إقفال مطمر الناعمة» أجود عياش، كلمة باسم حملات الحراك، مؤكداً أن «فتح مطمر الناعمة لن يمر»، مطالباً بـ «إخراج جميع الموقوفين لدى القوى الأمنية في جميع التظاهرات». واعتبر أن «من حق الشعب الدخول الى ساحة مجلس النواب، وتغيير هذا المجلس واستبداله بآخر يستطيع إنتخاب رئيس جديد للجمهورية»، مشيراً الى أن «الحراك المدني مستمر حتى تحقيق جميع مطالبه«. ودعا جميع «اللبنانيين الى المشاركة في التحركات المقبلة».
وبعد وصولهم الى الشارع المؤدي إلى ساحة النجمة، غادر عدد كبير من المتظاهرين الشارع، من أمام مبنى «النهار»، عائدين الى منازلهم. الى ذلك، انبثقت أمس حملة جديدة بعنوان «بكفّي»، وعقدت ظهراً مؤتمراً صحافياً في ساحة رياض الصلح، تحدثت فيه الناشطة ندين كحيل، فقالت: «نظراً الى التخبط والعجز السياسي الذي وصلنا اليه في لبنان وخوفاً من الفوضى الهدامة، لمسنا نحن شباب وشابات من المجتمع المدني ومواطنين لبنانيين بعد عدة مشاركات لنا في التظاهرات الأخيرة أن الأمور يجب أن تحل بطريقة ما، ولا يمكننا الإستمرار بطريق كهذا للتعاطي مع الأزمات، لأن الهوة بين المجتمع المدني والسلطة تزيد يوماً بعد يوم بما يزيد الأمور تعقيداً أكثر ويدفع وطننا الى نفق مظلم ومصير مجهول، لذلك نقترح على السلطة السياسية وكل ما تحمل من أحزاب وكل المجتمع المدني وما يحمله من جمعيات وحركات، وضع اليد (يداً بيد) والتضامن والتكافل في ما بيننا للخروج من جميع الأزمات التي تضرب بلدنا الحبيب لبنان».
وكانت حملة «الشعب يريد اصلاح النظام» المؤلفة من الشق القانوني للحراك المدني، أعلنت تأجيل مؤتمرها الصحافي، الذي كان سيعقد عند السادسة من مساء أمس، بمشاركة حملتي «طلعت ريحتكم» و»بدنا نحاسب»، لمدة 48 ساعة.
مسيرة لـ”الحراك الشعبي” من برج حمود الى ساحة النجمة.. ومناصرو بري يعتدون على معتصمين في ساحة الشهداء
نهارنت/20 أيلول/15/انطلقت مسيرة للحراك الشعبي عصر الأحد من برج حمود باتجاه ساحة النجمة توقفت بعض الوقت عند مؤسسة كهرباء لبنان، فيما وقع اشكال أمام مبنى جريدة “النهار” اعتدى فيه مناصرو رئيس مجلس النواب نبيه بري على المتظاهرين الموجودين على خلفية لافتة. وعند الرابعة تقريبا بدء الشباب من مختلف المشارب بالتجمع في برج حمود رافعين شعارات منددة بالطبقة السياسية على وقع أناشيد واغاني ثورية. ورفع المشاركون لافتات تعبر عن أكثر من مطلب ، سواء في ملف النفايات او الكهرباء او الايجارات أو سلسلة الرتب والرواتب أو قانون حماية المرأة من العنف الاسري. في غضون ذلك، كانت ساحة الشهداء تشهد اشكالا بدأ حين اعتدى احد مناصري رئيس مجلس النواب على ناشط في الحراك المدني وضع لافتة تحمل صور كل من بري وجنبلاط والحريري، كُتب عليها “الاجرام والفساد والسرقة”، تطور الى اشكال كبير. وقد اعتدى مناصرو بري بالعصي والسكاكين على المعتصمين فيما عملت عناصر مكافحة الشغب على تطويق الاشكال وتوقيف أحد المعتدين. وقالت وسائل الاعلام ان القوى الامنية تأخرت في التدخل لتطويق ما حصل. وتمكنت مجموعة من المتظاهرين من خرق الطوق الأمني أمام مبنى النهار. لاحقا تمكن المتظاهرون من الدخول إلى الشارع الذي يؤدي إلى ساحة النجمة، بعد تدافع حصل بينهم وبين قوى الامن. وأفادت وسائل الاعلام عن أن الصليب الأحمر نقل عددا من الناشطين وتم تسجيل حالة اغماء في صفوف قوى الأمن. وأثناء مغادرة بعض الأشخاص الذين كانوا يشاركون في التظاهرة، اعتدى بعض الشبان عليهم لدى مرورهم من ساحة بشارة الخوري، ما ادى الى اصابة عدد منهم بجروح بحسب قناة “الجديد”. وحذر بعض الشبان عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تجمعات لانصار بري على طريق “بشار الخوري”، يتحضرون للاعتداء على المغادرين من التظاهرة. وتأتي التظاهرة هذه بدعوة من لجنة متابعة الحراك الشعبي وفي طليعته مجموعة “طلعت ريحتكم” التي أطلقت تظاهرة 29 آب المطلبية.
ويطالب الحراك باستقالة كل من وزير البيئة محمد المشنوق والداخلية نهاد المشنوق ومحاسبة الاخير على “العنف المخطط له” الذي حصل الاربعاء الفائت. كم يدعو الى تحرير أموال البلديات تمكينا لها القيام بدورها في ملف النفايات. وبالتزامن مع انعقاد جلسة الحوار في مجلس النواب الاربعاء تظاهر مئات الشبان في ساحة الشهداء، وحصل حينها صداما مع القوى الامنية التي استخدمت القوة ضدهم واعتقلت العديد تم الافراج عنهم لاحقا. واطلقت أزمة النفايات صرخة الشارع اللبناني ضد الطبقة السياسية التي عجزت عن ايجاد حل لملف بدأ مع اقفال مطمر الناعمة في 17 تموز ليضاف الى أزمات حياتية كثيرة يعيشها المواطن من بينها أزمة انقطاع الكهرباء.