رد على مقالة للكاتب راشد فايد نشرت اليوم في جريدة النهار
اين الموضوعية يا صديقنا الأستاذ راشد فايد وأنت من رموزها وحاملي مشعلها
الياس بجاني/08 كانون الأول/15
غريب مقالك يا أستاذ راشد وأنت المعروف عنك الرصانة والموضوعية والتعقل وعدم السير بالانفعالات كيف تجاهلت سبب الثورة الكلامية الحالية التي جاءت بسبب استدارة الرئيس الحريري وعمله في العتمة مع الرئيس بري والنائب جنبلاط ومنذ سنة على طبخة بقيت كل مكونات 14 آذار دون علم بأمرها وتحديداً الأحزاب المسيحية.
أهكذا يتم احترام الحلفاء والشركاء، وهل في هذا التصرف ما يوحي بحل مشكل أو بخلق مشاكل؟
للأسف إن كل أوردته من تبريرات غير منطقية كلها غير ذي صلة بخطيئة الاستدارة وقد انحزت كلياً إلى الرئيس الحريري دون حتى الإشارة إليه وأخرجته من المشكل الذي هو مسببه وسببه. هذا عمل إنكاري بامتياز وفيه أيضاً الكثير من الإسقاط الواعي.
علماً أن الثورة الشعبية “الفايسبوكية والتوترية” ليست مسيحية فقط، بل بمعظمها سنية وأنت أدرى من الكل بشموليتها حتى بين المسؤولين الكبار في تيار المستقبل والمناصرين له.
خرجت من إطار المشكل الأساس الذي خلقه الحريري وغصت في أخطاء وخطايا قادتنا الموارنة وما أكثرها وهي ليست بخافية حتى على أصحابها ولكنها ليست سبب المشكل الحالي، وكأن كل ما أوردته والذي لا علاقة أو صلة له بالمشكل الحالي وأمس قاله أيضاً الإعلامي المميز نديم قطيش هو كان مكبوتاً وجمر تحت الرماد وخرج إلى العلن بقوة ليبين حتى للعمي أن التحالف بين المستقبل والقوات وكأنما كان زواجاً بالإكراه. فهل هذا ما اردتما أنت وقطيش إيصاله إلى اللبنانيين؟
نذكرك أن المشكل ليس مع النائب سليمان فرنجية فهو مرشح من بكركي، ولكن المشكل في طبخة ترشيحه في العتمة وبالسيناريو الحريري المهين لكل ال 14 آذاريين وبالنمط الاستعلائي والإستفرادي واللاغي للحلفاء المسيحيين والمتميز بالغدر وبقلة الوفاء والأكروباتية الفاقعة، ونقطة على السطر.
لا عتب على الطباخين الآخرين جنبلاط وبري فهما ليسا في 14 آذار ولكن العتب وكل العتب على الغدر الحريري، ونصر على مفردة الغدر.
في الخلاصة: الغدر هو المشكل وكل باقي ما أوردت ومعك قطيش هو غوص في هوامش وتفاصيل لا علاقة لها بالمشكل فيا حبذا لو تتعاملون بفروسية مع المشكل الحالي وفقط معه.
مقالة الكاتب راشد فايد موضوع الرد في أعلى عودة “التكاذب الوطني”
راشد فايد/النهار/8 كانون الأول 2015
كان منتظراً أن يشق احتمال ترشيح سليمان فرنجية جبهتي 8 و14 آذار، وهو إن بدا جلياً لدى الثانية، فإنه يتفاعل لدى الأولى، وفي الاثنتين انكشف ما كان يسميه بيار الجميل الجدّ بالتكاذب الوطني، وهو “رياضة” لبنانية بامتياز، أقرب الى التقية والباطنية المعروفتين.
ترشيح فرنجية واقعي وليس رسمياً، وغير محسوم، وهو أعلن من بكركي باللائحة الرباعية، التي كانت أولى ضحاياه وفضحت ما قيل عن نيات الرباعي “الطيبة”، أحدهم تجاه الآخرين. فلقد تبين أن دونها “خرط القتاد”. فعدا صف أول وصف ثانٍ، هناك المصالح الانتخابية وزعم أحقية هذا وذاك، وتردد حزب الأمين العام بين حليفيه، وانتظاره حسم طهران موقفها التائه بين تأييد صامت لفرنجية، قبل أسبوع، وعودتها الى نغمة “ما يريده المسيحيون” اليوم، بعدما نقل عن بشار الأسد أن الأمين “العام” هو من يقرر موقف أهل الممانعة.
أما جبهة 14، فليست في أفضل حال، واذا كان أبو الهول في معراب حريصاً على إعطاء الوقت وقته، فإن ذلك لم يمنع خروج الجمهور على قواعد أدب التحالف، ببث أحقاد، من مخلفات الحرب الأهلية، على صفحات التواصل الاجتماعي.
وإذا كان من ايجابية لأزمة قوى 14 آذار اليوم، فهي انها مناسبة لسؤال قادتها عما قدموه لتكون جبهة سياسية متماسكة. فهم “صادروا” قرار الجمهور المليوني، ورفعوا عناوين استراتيجية خلاّبة، منها الدولة المدنية، التي دعوا للعبور إليها، من دون أن يتفقوا على كنهها، ومن دون أن يرسموا خطوات الوصول اليها، بل العكس هو الصحيح، من مشروع القانون الأرثوذكسي، الى المغالاة في الكلام على “المجتمع المسيحي”. فلا برنامج سياسي طرح، ولا ترجمة جدية باتجاه دولة مدنية، ولا تخطيط، ولا شبكة عمل تنظيمي. على العكس من ذلك، سعت قوى في داخلها الى تعطيل الأمانة العامة، وحالت دون ان يكون المجلس الوطني للمستقلين فاعلاً، عدا عملها على اخراجه الى الوجود مسخاً يصفق “للقيادات الرشيدة”، وكأن الفيديرالية لم تغادر الأفكار، وكأن الخلاف مع القوة المسيحية المواجهة، شخصي، وليس على قاعدة رؤية وطنية.
والحال هذه، بتنا بين فريق يقوده أمين عام لا يتحدث سوى بلغة مذهبية، مبثوثة في كل جملة ينطقها، ويغطيها بمسحة وطنية، يعرف الجميع أن منتهاها، عنده، جمهورية ولاية الفقيه، كما أكد بنفسه، ولم يتراجع عن تأكيده أو ينقضه أو ينفيه، وبين رجع له، في حذائه، وفي مواجهته، يساهم معه في تفتيت الهوية الوطنية. الرباعي المسيحي لم يقبل برئيس توافقي، وبعضه يرفض اليوم رئيس تسوية، وكله يرفض بعضه، كأنما السعي المضمر هو الرهان على توازن إقليمي – دولي يتوهم كل من الـ4 أنه سيحمله إلى بعبدا.
في المقابل يعتاد اللبنانيون دولة بلا رأس. ويحدثونك عن حقوق المسيحيين.