هنيبعل صهر البلد
عمـاد مـوسـى
لبنان الآن/15 كانون الأول/15
كيف يُخطَف صهر البلد السيّد هنيبعل معمّر القذافي، ويُجرجر ويُهان ويُحقّق معه ثم يُسلَّم لفرع المعلومات من دون أن تتكشّف هوية المتورطين بخطفه ونقله من دمشق إلى البقاع؟
هل لدى صهرنا (متأهّل من ألين سكاف جارتنا في أدما) ملفّ قضائي في لبنان، أو مشاكل قانونية؟ أو أنّ الرجل متّهم بتبييض أموال كي يتم توقيفه في بيروت؟ أو أنّ الأمر يقتصر فقط على الإستماع إلى ما لديه من معلومات أخفاها تتعلّق بقضية الإمام الصدر ورفيقيه؟ علماً أن “الهانيبعل” كان في الثالثة من العمر يوم أُخفي سماحة الإمام على الأراضي الليبية.
في مطلق الأحوال لا بأس من أن يستمع القضاء اللبناني إلى أقوال “الصهر” مرةً ثانية بعد التحقيق الأولي على أيدي محترفين أوسعوا الشاب المدلل، المرخيّ الشعر، ضرباً وشتماً وتعنيفا إنتقاماً لجرائم أبيه.
من يتصفّح سيرة الشاب الألمعي يقرأ أن الولد الخامس في ترتيب أبناء الأخ العقيد درَس في كوبنهاغن، وعاد بعد أعوام الدراسة واللهو إلى الجماهيرية الليبية في العام 2007، حيث استحدث له والده منصب “المستشار الأول للجنة إدارة الشركة الوطنية العامة للنقل البحري”، كما يفعل أي ديكتاتور عربي آخر، فالأبناء خُلقوا لتبوّء المراكز الدسمة.
لم يبرز إسم “الهانيبعل” إلا كصاحب سجلّ فضائحي في العواصم الأوروبية. بهدل إسم واحدٍ من أهم القادة العسكريين في العصور القديمة، إبن قرطاجة الفينيقية جدّنا هنيبعل الأول.
لنعد إلى الأساس. فقط في لبنان يُحقَّق مع المخطوف – المحرّر، ولا يولي التحقيق عظيم اهتمامٍ لمسألة الخطف، مراعاةً لمشاعر الخاطفين. ليس من تقاليد لبنان أن يسيء إلى سمعة الخاطفين مثل مجموعة “زوار الإمام الرضا” التي خطفت الطيار التركي مراد أكبينار ومساعده مراد أقجا على جسر الكوكودي، وتنقّلت بهما بين زوطر وحيّ الشراونة وأُطلقا بعد أشهر بالتزامن مع إطلاق مخطوفي أعزاز بموجب إتفاق تم التوصل اليه بين السلطات اللبنانية والجهة الخاطفة، وذلك بحسب وزير الخارجية (السابق) عدنان منصور.
آه ثم آه كم فرحتُ برؤية عدنان في الحفل التضامني مع “المنار”. أرجِع لنا يا دهر ما كان في لبنان. خذ يا دهر جبران وأعِد لنا عدنان.
لم يسطّر القضاء أي مذكرة توقيف وجاهية بحقّ خاطفي التركيين وحرّاسهما المئة، كما لم يتوصل التحقيق إلى كشف هوية خاطفي أحمد زيدان في العام 2011 قرب المصنع، حُرّر زيدان بعملية لم يُحَط أحد بتفاصيلها ولم يتم فيها توقيف أي متورط. ما أذيع فقط أن خرافاً نحرت للمواطن الصيداوي في قصر عين التينة وأن المسؤول في حركة أمل بسام طليس رافق زيدان من البقاع إلى بيروت. مسلسل “عصابة الخطف المجهولة” طويل في زمن السلم الأهلي والأيام الأمنية، ولا بد من الإشارة إلى أنه لم يتم حتى الساعة توقيف أي فرد من “العصابة” التي خطفت جوزف صادر (شباط 2009) أو التحقيق مع من انتزع كاميرات المراقبة من المنطقة التي تمّت فيها عملية الخطف. قضية صادر ثانوية. القضاء منكبّ اليوم على صهر البلد.
بشرفكم هنيبعل صهر وجورج كلوني صهر؟