إيران عينت رأفت البكار خليفة للقنطار في الجولان والإيرانيان اللذين قتلا معه هما محمد رضا فاهمي ومير أحمد أحمدي
سلام حرب/موقع 14 آذار/29انون الاول 2015
ما الت أصداء مقتل سمير القنطار في جرمانا السورية تتردد على مستوى الإقليم في ضوء الإهتمام الإسرائيلي بالمسألة ومنسوب التوتر الذي رفعه حزب الله من خلال خطابات امينه العام. وبحسب آخر تقارير موقع ‘ديبكا” المقرب من المخابرات الإسرائيلية فإنّ طهران قد عيّنت خليفة لسمير القنطار، الذي كان يشغل منصب قائد عمليات حزب الله في الجولان، أو ما يسمى بـ”جبهة المقاومة في الجولان العربي المحتل”، وهو “رأفت البكار” من مواليد لبنان. وبحسب “ديبكا” فإنّ بكار هو شخصية غير معروفة للعامة، ولا تتوفر معلومات كافية عنه وحتى أن معلومات ديبكا تبدو قاصرة هنا، وسنعود لذلك لاحقاً.
وبحسب ‘ديبكا” فقد استدعى الإيرانيون رأفت البكار للإعداد لتنفيذ عمليات عسكرية عاجلة ضد إسرائيل انطلاقاً من الجولان السوري وذلك انتقاما لمقتل القنطار بعد 4 أيام من مقتله بالإضافة إلى مهام أخرى مستقبلية بحسب ما تقتضيه ظروف القتال والمعركة. وقد تنبّه الإيرانيون إلى رأفت البكار بعيد الغارة الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة كل من الجنرال علي دادي ومسؤول حزب الله جهاد عماد مغنية في 18 كانون الثاني. وقد تلقى البكار دورات عسكرية وأمنية في إيران منذ ذلك الحين وعليه يعوّل أمين عام حزب الله حسن نصرالله لتحقيق ثأره الموعود. وبحسب الموقع الإسرائيلي ينتظر نصر الله وصول البكار إلى الميدان لتنفيذ العمليات التي توعد أنها ستزلزل إسرائيل.
وكان تقرير سابق نشر في ديبكا قد أشار ايضاً إلى أنّ سمير القنطار ونائبه فرحان عصام الشعلان قتلا مع إثنين من الحرس الثوري الإيراني اللذين كانا يعملان كضابطي ارتباط مع طهران، وهما محمد رضا فاهمي ومير أحمد أحمدي، وقد تم ارسال جثتيهما في اليوم الثاني للإغتيال. وقد رجحت مصادر استخباراتية أنّ الثأر لمقتل القنطار لم يعد يتعلّق بحزب الله وحده فقط بل بالإيرانيين الذين فقدوا ضابطي أمن رفيعي المستوى. وهذا بحدّ ذاته يشكّل ضربة في الصميم لنشاطات طهران المباشرة على الأرض السورية من دون المرور بقنوات حزب الله وما يعني أنّ سمير القنطار بات يعمل في الفترة الأخيرة لدى حزب الله كما يعمل وينسق مع الحرس الثوري سواء بسواء.
وبحسب مصادر مقربة من حزب الله، يمكن ربط هذا الواقع بالفارق بين خطابي نصرالله الأول بعيد مقتل القنطار والثاني في ذكرى الأسبوع؛ ففي الأول كان نصرالله متحفظاً وينتظر الموقف الإيراني الذي لم يكن واضحاً في حينه، أمّا في الثاني فكان نصرالله أكثر عنفاً واصراراً مع تلقيه الضء الأخضر من المشغل الإيراني، والذي توصل الى قرار مفاده ضرورة أن لا تمرّ الحادثة من دون عقاب.
وبالعودة إلى رأفت البكار، فإنّه من مواليد شبعا اللبنانية في العام 1981 ويحمل شهادة في الثانوية العامة، وسبق له و وقد ترشح وفاز في انتخابات عضوية المجالس المحلية عن الجولان المحتل في العام 2011، على قوائم الحزب القومي السوري الاجتماعي. وحالياً يشغل رأفت البكار عضوية مجلس محافظة القنيطرة وتربطه علاقة قرابة مع بالمنفذ العام للحزب القومي في القنيطرة المدعو محود بكار، كما تنشر له صحيفة “النهضة” الناطقة باسم الحزب القومي في سوريا.
ينقل عن رأفت البكار عنفوانه الشديد ورغبته بالحصول على السلطة وانتقاده الشديد والدائم لمسؤولي الخدمات الاجتماعية بسبب ما يصفه بتقصيرهم في تقديم هذه الخدمات. كما كانت وكالة فارس الإيرانية قد أجرت مقابلة خاصة منذ يومين مع البكار التي وصفته بأنّه خبير في شؤون الجولان السوري المحتل، وقد أكّد في حديثه على مسألة التزامه بما يسمى المقاومة الشعبية انطلاقاً من الجولان، متوعداً “بالردّ القاس على جريمة اغتيال سمير القنطار والذي سيكون على مستوى الجريمة وسيشهد توحيد للمقاومة بين المناطق المحتلة وتلك المحررة”، بحسب تعبير البكّار.