بداية المحكمة استمعت إلى شاهد من”ألفا” عن طريقة العمل وحفظ البيانات
النهار/11 شباط 2016
شرح شاهد سري ممثل لشركة “ألفا” أمام غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي دايفد راي، وبناء لأسئلة ممثلة الادعاء وونغ، ان جهاز الخليوي يكون على تواصل دائم مع المحطات الخليوية، وليس بالضرورة ان يكون هذا التواصل لإجراء اي مكالمة انما لقياس قوة الاشارة او لإجراء قياسات بينه وبين المحطة الخليوية، لكي تتأمن استمرارية التغطية ووصل الجهاز بالشبكة. وبحسب السجلات قدر وجود 932 خلية عامي 2004 و2005. ولم تسجل هذه المعلومات بطريقة مركزية في سجلات الشركة “لعدم اهتمام الفريق الذي كان مسؤوﻻ في ذلك الوقت بحفظ معلومات كهذه بطريقة ممركزة وهي غير مهمة لنا”. واضاف: “كنا ملزمين الحفاظ على سجلات بيانات اﻻتصالات 10 اعوام الى الوراء كحد ادنى”، موضحا ان “كل محطة خليوية حاليا يمكن ان تكون مقسمة قطاعات عدة موجهة الى اماكن عدة مختلفة، ثلاثة او اربعة قطاعات او قطاع واحد، مما يتيح الحصول على المعلومات بشكل سريع ودقيق، وسابقا كان يمكن تأكيد بعض المعلومات وبعضها اﻵخر ﻻ يمكن تأكيده. واستعملنا عامي 2004 و2005 معلومات وجدناها في بعض سجلات الشركة، وقد انجزها فرد من افراد فريق العمل الذي عمل بالتخطيط الراديوي”، مؤكدا ان “التزامن بين المقاسم موجود. وعدم وجوده يؤدي الى عدم عمل الشركة بشكل صحيح، موضحا ان الوقت بالساعات والدقائق غير مربوط مباشرة بالتزامن، بحيث ان الاخير ينظم التحركات والمساحات بين مقسم وآخر، وغير مربوط مباشرة بالوقت الذي نضعه على المقاسم. “ففي لبنان توقيت شتوي وصيفي ونضطر إلى ان نغير الوقت. ولكن هذا ﻻ يعني اننا نغير التزامن الذي يختلف عن الوقت، وهناك ترابط بينهما بشكل غير مباشر. ويكون الفارق ثواني قليلة بين مقسم وآخر”. وذكر ان “الرسائل القصيرة غير متزامنة مع المقاسم. واعتقد ان ﻻ سجلات لمضمون الرسائل النصية القصيرة لعامي 2004 و2005 لانه لم يكن هناك لزوم لمعلومة كهذه”. وعن مخزن البيانات في الشركة اشار الى ان “المعلومات محفوظة في اقراص ممغنطة. وتم استخراج غالبية المعلومات المتصلة بما قبل الاول من آب 2004 من هذه الاقراص، وهي كانت السبيل الوحيد لحفظ المعلومات”. وايد سؤالاً للادعاء لجهة ان سجل بيانات الاتصالات بدأت تحفظ في الارشيف في مخزن البيانات في آب 2004، مشيرا الى ثلاثة مصادر لسجلات بيانات الاتصالات، هي سجلات البيانات الاولية وتتضمن كل الحقول التي تُستخرج من مقسم خدمات الهاتف الخليوي، ومخزن البيانات الذي كان يسمح باستخراج السجلات بدءا من آب 2004، فنظام الفوترة، وهو من ذاكرة لحفظ السجلات لاكثر من عامين”. وذكر ان المصدر الاساسي لكل بيانات الشركة هو المقسم، والبيان يسجل في ملف في المقسم وعندما يصل الى حجم معين يُقفل ليفتح ملف جديد تلقائيا من المقسم على نحو تسلسلي.
عناصر “حزب الله” بين.. القداسة والعمالة
طارق السيد/النهار/١١ شباط ٢٠١٦
يهوى “حزب الله” السير بعكس الطبيعة وكأنه يسعى على الدوام الى تطبيق مقولة “حالف تُعرف”، رغم انه ليس بحاجة الى من يُعرّف عنه خصوصا وأن أخباره تسبقه على الدوام الى حيث يجب أن تصل. وللأمانة فان الحزب لم يكترث يوماً لردات الفعل او الإنتقادات التي تطاله من جرّاء افعاله، سواء اتت هذه الإنتقادات من الداخل او الخارج. كل ما لا يصب في مصلحة “حزب الله” وأهدافه ومشاريعه، هو برأيه باطل ويخدم “المشروع الاميركي الصهيوني”، رحم الله زمن الإتهام بـ”الإنعزالية” وبعدها “العرفاتي” نسبة الى التهمة التي كان يُلاحق بها النظام السوري الأشخاص المؤيدين للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. لكن في حقيقة الامر، لم بمقدور “حزب الله” اليوم، توجيه تهمة العمالة لصالح جهة اسقط عنها صفة العدو والصقها بشعب أعزل لا يطمح الا بالحريّة ولا ينشد غير السلام والأمن والأمان لوطنه. يُطالب حزب الله بانتخاب رئيس لكن من دون أن يحضر نوابه جلسات الإنتخاب. يُطالب بمواثيق أخلاقية وأدبية من دون أن يلتزم بها. ويدعو الى طاولات حوار في وقت يضع فيه سلاحه برأس الجميع منعاً لوضع هذا السلاح كبند عليها. يُصر على اتهام دول صديقة وشقيقة بالتأمر والتخاذل في وقت يقتل فيه اطفال سوريا ويشرد شعبها ويحتل ارضها، إمّا في حال أقدمت هذه الدول على إتخاذ اجراءات بحق عناصره ومؤيديه على أراضيها، تعلو صرخة الحزب ويبدأ بالتحريض عليها إمّا من خلال دعواته إلى الانقلاب على انظمتها، وإمّا من خلال إرساله أسلحة وذخائر إلى الجماعات المُعارضة فيها وحثها على ارتكاب المجازر. في قانون “حزب الله” كل شيئ مُباح بالنسبة اليه. عناصره فوق الشبهة على الدوام وفي اوقات عدة يضعهم في مرتبة “القداسة”، لكن في لحظة من الزمن يُمكن له ان يُحوّل هؤلاء العناصر الى عملاء وخونة ومأجورين إلى اخر المعزوفة فيما لو خرج عن السنتهم مرّة بعض التصاريح التي تُدينه على غرار ما حصل منذ فترة مع ما عُرف سابقاً بمخطوفي أعزاز وما يحصل اليوم مع الاسرى الثلاثة لدى جبهة النصرة. بعد عرض المقابلة مع اسرى حزب الله الثلاثة لدى النصرة، قامت الدنيا ولم تقعد في بيئة حزب الله وتحديدا في الضاحية الجنوبية. تخدث الاسرى عن الطريقة التي يستميل بها الحزب الشبان وكيفية تعاطيه مع أبناء بيئته وجمهوره وهو جميعهم من أبناء طائفته. فضح الاسرى عقيدة الحزب التي شيطنت الخصوم وجعلتهم في مرتبة “التكفيريين” والمجرمين القادمين بسيوفهم لذبح أبناء طائفته في محاولة منه لحثهم على القتال وبالتالي السكوت على اعداد القتلى اللذين يسقطون في صفوفه كل يوم بل كل ساعة. الاسرى تحوّلوا خلال اليومين المنصرمين الى عملاء وخونة. هكذا كان يتم الحديث عنهم في الضاحية والجنوب والبقاع. غرفة اعلام حزب الله هي من سوّقت لهذه الفبركات وهي التي نشرتها بين جمهورها، لكن من ضمن الجمهور هناك من لم يتقبّل هذه الرواية حول العناصر، فالأسير برأيهم عادة ما يتعرّض للضغط او التهديد أو حتّى في كثير من الاحيان يتبرّع هو بالكلام خوفاً على رقبته. في بيئة الحزب هناك من دافع عن الاسرى الثلاثة ومن دافع عن “النصرة” للمعاملة الجيدة التي يتعاطون بها مع اسراهم، لكن هؤلاء تخوّفوا أيضاً من ان يتم اعدام أحدهم بعد تجاهل الحزب لقضيتم كل هذه الفترة وخصوصا في ظل الحملة الاعلامية التي تفبركها غرفة اعلام “حزب الله” حول الاسرى واتهامها لهم بالخيانة. ثمة من هم داخل بيئة “حزب الله” استغربوا كيف لحزب يصف عناصره بالقديسين ثم يعود ويتهم بالعمالة والخونة.
روحاني يُعرّي نصرالله: «النووي» يمرّ في سوريا
علي رباح/المستقبل/11 شباط/16
قبل 3 أعوام، دخل الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله الحرب السورية وخاضها بعناوين متلوّنة. حين اقتحم ريف دمشق كان يحارب «دفاعاً عن المراقد»، وحين محا بالقصف معالم القصير وحمص القديمة وهجّر أهالي القلمون صار يحارب «المجموعات المسلحة» ليحمي لبنان وحدوده (طبعاً قبل ظهور «داعش»)، وحين أوغل في الدم السوري على مساحة سوريا بات يقاتل التكفيريين «على طريق القدس»! لم يمر وقت طويل حتى جاء الرئيس الايراني حسن روحاني ليفضح الحقيقة العارية. «تدخلنا في سوريا والعراق وفّر هامشاً امنياً لايران لاجراء المفاوضات النووية مع الغرب، ولو لم نقاتل في بغداد والفلوجة وتكريت والرمادي وسامراء وكذلك في دمشق وحلب، لما كان لدينا الأمان لنفاوض المجموعة السداسية بهذا الشكل»، يقول روحاني في كلمة نقلتها وكالة «تسنيم» الايرانية خلال مراسم تكريم المفاوضين الايرانيين. ما هكذا دخل نصرالله الى سوريا قبل 3 أعوام. ما هكذا كانت حججه عندما حشد لتدمير القصير. خطاباته وإعلامه وأغنيات منشديه لم تكن لتقول ان «الحزب الإلهي» دخل الحرب السورية ليسهّل مهمات ايران التفاوضية! حتى ان نصرالله نفسه نفى مراراً اية علاقة للمفاوضات النووية بملفات المنطقة ولبنان، يوم قال ضاحكاً ساخراً، «يا إخوان، الاتفاق النووي هو اتفاق تقني ولا علاقة له بملفات المنطقة». وذهب في دفاعه عن نظرية «ايران الملاك» الى حد القول ان «التفاوض في الملف النووي استثناء لن يتكرر في اي ملف آخر من ملفات السياسة!». كل ما نفاه نصرالله عن اهداف تدخّله في سوريا والمنطقة صار اليوم معلناً على لسان اصحاب الحروب والمفاوضات. يحق للّبنانيين والعرب ان يتساءلوا: ماذا عن «طريق القدس» واستحضار القضية الفلسطينية «على الطالعة والنازلة»، وربط حرب «حزب الله» بالغائية الاساسية المزعومة لوجوده السياسي والعسكري، التي اعطتهم المشروعية على مدى عقود؟ السيد لم يكتفِ بإعلان ان «الطريق الى القدس» تمر بسوريا، بل قال «انك لا تستطيع ان تكون مع فلسطين الا اذا كنت مع إيران واذا كنت عدواً لإيران فانت عدو لفلسطين والقدس». وماذا عن حربه على «آكلي القلوب والأكباد» الذين خرجوا اصلاً من سجون الاسد والمالكي في «ليلة بكى فيها القمر»؟ وماذا عن اتّهامه للغرب باعتماد «المغالطة والخداع» في تصوير الصراع على نحو مذهبي؟ وماذا عن اتهامه للسعودية وتركيا ودول الخليج بأنها تشن حروباً في المنطقة وتدعم الارهاب؟ ذلك الارهاب الذي لم يحاربه محور «المقاومة والممانعة»، بل اراد ان يكبّر فزاعتة ليُرعب الغرب من الارهاب السني في استدراج لعروض توكيل «الولي الفقيه» بدور شرطي المنطقة «على طريق الاتفاق النووي». ذلك الارهاب الذي لم يحظ الا بـ10% من الغارات الروسية على مساحة سوريا مذ اعلنت موسكو تدخّلها رسمياً. لا مشكلة لدى السيّد في تصريحات روحاني. سيجد من يقول له لبّيك بمعزل عن حقيقة اهداف الحرب. آخرون سيتباهون بكلام روحاني ولن يروا فيه حرجاً خاصة وأن نصرالله أعلن مراراً انه جندي في «ولاية الفقيه». مع ذلك، كلام روحاني سيشكّل مشكلة صامتة لحزب الله. مشكلة تهدم بناءً وتسويغات وحججاً وفتاوى استغرقت سنوات لتُكرّس في ذهن الجمهور. سيصبح مجرّد كلام روحاني المعلن (وقد يكون ما خُفي اعظم) مثار سخرية لكافة الحجج والعناوين التي خاض نصرالله الحرب نيابةً عن ايران تحت ستارها. لو لم تقاتل ايران في سوريا والعراق لما كان لديها الأمان لتفاوض المجموعة السداسية ؟ هذا في احسن الحالات يعني ان ايران، الملتزمة نهج الدين المحمدي الاصيل، فاوضت الغرب و«الشيطان الأكبر» على أشلاء السوريين والعراقيين والشيعة العرب. وهذا يوضح أمراً واحداً، وهو ان طريق القدس لا تمر في سوريا! بل ثمة «مفترق طرق» على اوتوستراد الحرب يوصل ايران الى «الاتفاق النووي». . .