١٤ آذار التايوانية
ميشيل تويني/النهار/16 آذار 2016
أمس صفّق جمهور “التيار الوطني الحر” لأن ١٤ آذار لم تعد كما كانت ولأنهم هم ١٤ آذار الأصليون!
وبهذا الكلام نعني ان التيار هو من ناضل ضد النظام السوري وعاد عام ٢٠٠٥ ليكمل النضال على المبادئ نفسها. لكن ما لبث الجنرال الا ان تحالف مع “حزب الله”، الحزب الذي يملك السلاح خارج نطاق الدولة، وهذا لا يعني الا إضعاف الجيش والدولة! صحيح ان المشاكل لم توفر الجنرال من قبل النائب وليد جنبلاط او “تيار المستقبل” لكن هذا لا يعني انه في حال أخطأ البعض ان يرتمي تيار التحرير في احضان القوميين والبعثيين ونظام بشار الأسد. وهو من كان يدعي التحرير والنضال ضدهم! لا مانع من التحالف مع “حزب الله” او القوميين او البعثيين فهي أحزاب لبنانية، لكن الغريب ان تياراً يدعي انه ١٤ آذار الأصلي يقبل بكل هذا الشواذ وان يتحالف مع ٨ آذار ومع من تظاهر يوماً ليقول “شكراً سوريا” وتحالف معهم لأكثر من ١٠ سنوات! في هذه الحال فإن جنرال ١٤ آذار تحول اكبر المدافعين عن ٨ آذار ولا مشكلة في ذلك، لكن على الأقل يجب احترام عقول الناس وعدم الادعاء ان التيار ما زال يؤمن بمبادئ لم يدافع عنها يوما بعد ٢٠٠٦ بل بالعكس! اما التباهي بأن ١٤ آذار لم تعد موجودة فهو أمر مبكٍ لان يا جنرال، وَيَا شيخ، وَيَا بيك، وَيَا سماحة السيد، وَيَا حكيم، وَيَا أيها الزعماء، ليست ١٤ آذار التي انتهت ولستم أنتم من انتصرتم، الذي ينتهي هو لبنان وأمل اللبنانيين فيكم وفي مستقبل أولادهم! لا تفرحوا لأن ١٤ آذار انتهت، لانه الذي انتهى هو نحن: الشعب اللبناني! صدقيتكم انتهت لأنكم أوصلتمونا الى العيش بين النفايات وتحاصصتم حتى على صحتنا، والجميع سواء كانوا مسؤولين أو غير مسؤولين ولا يفعلون شيئاً ولا يفضحون الأمور هم متواطئون! فلا تهللوا لانتهاء ١٤ او ٨ آذار لان ما انتهى هي صدقيتكم جميعا ومن يدفع الثمن هو المواطن اللبناني. ولا تصفقوا يا جمهور التيار عندما يسيء الجنرال الى الرئيس الحريري، لانه عندما كان يفاوض معه في باريس على موضوع الرئاسة كان كلامهما إيجابياً حيال بعضهما وترجم بالغزل بين بعض نواب العونيين والمستقبل! وكما في الامس كنتم تصفقون عندما يسيء الى الحكيم واليوم تدافعون عنه، وكما في الأمس كان جمهور المردة يكره جمهور الحريري وكان رئيس المردة يتهمه بكل الاتهامات وجمهوره يصفّق، واليوم اصبح العكس صحيحاً! فنصيحة الى جمهور التيارات والأحزاب: وفروا حماسكم وأحقادكم وتصفيقكم لأنكم ما عدتم تعلمون من يجب ان تكرهوا وفي اي وقت يجب ان تصفقوا!
شماتة وانكشاف … كيف؟
نبيل بومنصف/النهار/16 آذار 2016
قد لا يلام العماد ميشال عون لشماتته بقوى ١٤ آذار في يوم الذكرى الحادية عشرة لانطلاقتها فيما كان قادة هذه القوى يؤدون عروض التشتت ويتركون لكل مستفيد من انهيار تحالفهم ان يقتنص ما يتراءى له مكسبا. ولا يلام الجنرال على تشفيه من خصومه ما دام هؤلاء احبطوا قواعدهم وناسهم والحركة الشعبية والمواطنية التي لم يعرف لبنان مثيلا لها في تاريخه القديم والحديث فجاءت خيبتهم الكبرى على أيدي حراس الهيكل وحماة الانتفاضة. ولكن، مع ذلك، لم نفهم كيف انزلق الجنرال الى حيث لم يكن جائزا له أن يفعل أقله من المنطلقات التي حرص على إبرازها في الشماتة بخصومه القدامى بعدما حيد منهم الحليف الجديد ” القوات اللبنانية”. يحقر الجنرال عون ١٤ آذار بوصفه لها بانها ” تايوانية ” متهما اياها بسرقة شعاراته، الامر الذي يستدعي في زمن انهيار المعايير الجادة للقيم وصعود الدعائيات الفارغة اعادة ابراز الحقائق الاساسية المتصلة بواقع الناس والفارق الواسع بينها وبين المصالح الشخصية الطاغية الى حدود تعطيل الانتخابات الرئاسية سنتين تحت شعار “عون او لا رئيس”. لم تكن ١٤ آذار 2005 الا صنيعة اللبنانيين الذين آمن قسم كبير منهم يوما بانتفاضة العماد عون على الوصاية السورية في ما سمي “حرب التحرير”. ولا يعقل ان يكون الجنرال قد نسي ان قواعده كانت جزءا من الحشد المليوني في ١٤ آذار 2005. فكيف يكون هذا الحشد مستعاراً او ناهباً لشعار التحرر والسيادة والاستقلال ؟ ثم ان النقمة على الأكثرية النيابية التي حالت حتى الآن دون انتخاب مرشح “حزب الله” ومن ثم “توافق معراب” في مواجهة النائب سليمان فرنجية مرشح توافق باريس مع الرئيس سعد الحريري، لا تجيز للجنرال اعتماد إزدواجية المعايير في الحكم على العامل الشعبي الذي يراه لمصلحته في الاستطلاعات وفي الزواج الناشئ سعيدا مع “القوات” فيما يسخر منه لدى تهجمه على خصومه الذين يأخذ قواعدهم الشعبية بجريرة تصفية الحسابات السياسية مع قادتها. ثم وايضا كيف يستقيم الالحاح على مجلس مطعون في شرعيته لانتخاب “الاكثر تمثيلا” لكي يغدو الانتخاب شرعياً؟ لعل أفضل ما يبرزه المشهد السياسي راهنا هو العدالة الحقيقية في الخسائر والانكشاف. واذا كان بعضهم يمني النفس بان هذا الانكشاف يمكن ان يشكل دافعاً قوياً لانتخاب قريب لرئيس للجمهورية فان ذلك يشكل الوهم بذاته. حتى “حزب الله ” بدأ انكشافه الكبير يسابق سائر القوى الحليفة والخصوم خصوصا وسط اشتداد تداعيات الحصار الخليجي والعربي عليه وعلى لبنان . في “عدالة” الانكشاف هذه لا نجد، إلا نادرا، من يتحلى بفضيلة التواضع لئلا نقول الصمت !