محور “المقاومة” الجديد ينسّق مع إسرائيل!؟
موناليزا فريحة/النهار/30 أيلول 2015
وسَّعت موسكو تحالفها المفترض ضد “الدولة الاسلامية” من سوريا وايران و”حزب الله”، الى العراق. بعد نقلها مقاتلات وطائرات شحن ووحدات سكنية لألفي جندي الى اللاذقية، أعلنت انشاء خلية لتبادل المعلومات الاستخبارية مع بغداد، وذلك طبعا بالتنسيق مع طهران ودمشق.
محور موسكو- طهران – بغداد – دمشق – “حزب الله” يقدم نفسه على أنه القوة الوحيدة المستعدة لمحاربة “الدولة الاسلامية”، وتاليا يسعى الى تقويض الجهود الخجولة للائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، وتهميشه في هذه الحرب. وعلى غموض أهدافه البعيدة المدى، تبدو الخطوات المباشرة لموسكو أكثر ثقة من خطة “الحرق البطيء” التي يعتمدها الغرب في سوريا تحديدا. ففي خطابه امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، كما بعد لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما، أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحديد حلفائه كما اعدائه. تمسك بالرئيس السوري حليفا في المعركة ضد الارهاب، معتبرا أن الجيش النظامي هو القوة الوحيدة القادرة على محاربة “داعش” والمقاتلين الآخرين الذين صنفهم جميعهم في الخانة نفسها. ولمّح الى التعاون مع العراق من خلال المساعدة “التقنية” التي يقدمها لها ولسوريا لمواجهة “داعش”.
وفي المقابل، كرر أوباما التزامه “الانساني” ضد اعدائه من “الطغاة” كالاسد الذي يلقي براميل متفجرة ويقتل الاطفال، الى “داعش” القوة الارهابية. لكنّ الرئيس الاميركي الذي أبدى استعداده للعمل مع اي دولة، حتى روسيا وايران التي كان يستثنيها سابقا، لم يأت ، ولو تلميحا، على ذكر اي حليف له في معركته ضد أعدائه، ولا أورد اية ملامح لخطة محتملة لوضع حد لمعاناة الشعب السوري، في ما عدا زيادة عدد اللاجئين الذين ستستقبلهم أميركا!. مرة أخرى ينكشف عدم تماسك الاستراتيجية الاميركية لمواجهة “داعش” والنظام السوري. الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف، ومعه أعضاؤه الجدد، لم تنجح في اضعاف التنظيم. وجهود “البنتاغون” لتجهيز قوة برية تواجه التنظيم المتشدد أخفقت. ولا شك في أن موافقة بغداد على التنسيق مع موسكو في الاستخبارات يشتت أكثر جهود واشنطن من غير أن يحسم بالضرورة فاعلية المحور الآخر في هذه المعركة الصعبة.
وهكذا، تخطو موسكو بثقة واستراتيجية واضحة في سوريا على خلاف واشنطن التي لا تزال تظهر ترددا في مواجهة “داعش” كما في بلورة خطة حل سياسي للنزاع. وبإرسالها تعزيزات الى المنطقة وإرسائها أسس محور جديد، توجه موسكو رسالة الى دول المنطقة بأنها حليف ذو صدقية في المعركة ولاعب رئيسي في الحرب كما في اي مشروع سلام لسوريا. وهي لا تنسى أن تطمئن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بموافقتها على اقامة “قناة لتبادل المعلومات” مع اسرائيل في ما يتعلق بالوضع في سوريا، بما في ذلك “نشاط القوات الإيرانية قرب خط وقف النار في هضبة الجولان”، استنادا الى تقارير اعلامية اسرائيلية.
إيران شريك في تنفيذ 11سبتمبر
محمد آل الشيخ/نقلاً عن الجزيرة
نائب الرئيس الأمريكي السابق «ديك تشيني» في كلمة ألقاها في معهد (إينتربراز الأمريكي) تحدث بصراحة عن الوثائق التي أخذها فوج مغاوير البحرية الأمريكية معهم من مخبأ ابن لادن في (آبوت أباد) في باكستان بعد مقتله، وكانت هذه الوثائق تشير – حسب تشيني- إلى أن إيران ضالعة في جريمة 11سبتمبر، وسهلت للعملية، ودفعت أعضاء القاعدة، وعلى رأسهم ابن لادن، لتنفيذها. أن يشهد رجل في حجم نائب رئيس أمريكا السابق بهذه المقولة الخطيرة، يجعل إيران في قفص الاتهام، ويثير كثيراً من التساؤلات حول بواعث إصرار الرئيس الأمريكي «أوباما» على توقيع الاتفاقية النووية معها، وإخراجها من طوق المقاطعة الاقتصادية؛ فعلاقة إيران بالقاعدة لا يمكن أن تكون في منأى عن علم الدوائر الاستخباراتية الأمريكية، لاسيما وأنها كانت على وجه الخصوص السبب الرئيس الذي كان وراء انشقاق الدواعش المعلن عن تنظيم القاعدة، كما كان يقول أبو محمد العدناني أحد زعمائها، في تصريح علني له، وإذا كانت (داعش) صنيعة الاستخبارات الأمريكية، كما هو شائع، وتؤكده كثير من الشواهد يوما بعد يوم، فإن ذلك أدعى وأحرى أن يكون أوباما على علم به. والسؤال الذي يطرحه السياق هنا: لماذا غض الرئيس أوباما الطرف، وتخطى كل المحاذير، وغامر، وهو الذي يدعي الحرب على الإرهاب، ووقع الاتفاقية النووية مع إيران؟.. وهذا السؤال – بالمناسبة – هو الذي طرحته أيضاً صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية المرموقة تعليقاً على ما ذكره «تشيني». أضف إلى ذلك أن المدير السابق للاستخبارات العسكرية الأمريكية الجنرال «ميشيل فلين» سبق أن دعا (لإطلاع الكونجرس على جميع الوثائق الخاصة بابن لادن والمتعلقة بإيران)، لأنه كما قال (تكشف أشياء كثيرة هامة).. كما أن «ديفيد كوهين» نائب وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، سبق وأن أشار أيضا إلى (ضرورة فضح الصفقة الإيرانية مع القاعدة، لإلقاء الضوء على جانب آخر من دعم إيران اللامحدود للإرهاب).
أقرب الظن أن الرئيس أوباما تغاضى عن كل ذلك، والسبب في تقديري محاولة (عقلنة) السياسة الإيرانية، وسحب البساط من تحت أقدام الجناح المتعصب، وتقوية الجناح المعتدل؛ ومعروف أن ما يسمونهم المتعصبين في إيران جعلوا من موقف أمريكا العدائي، والعقوبات الاقتصادية، سببا لتكريس كراهية الشعب الإيراني للغرب. ولا أجد منطقا يمكن أن يكون مقبولا غير هذا المنطق. ولكن: هل سيقتنع العرب مُقدّسي ابن لادن، أن من يرقون به فوق الشبهات كان عميلاً حقيراً لإيران ضد أهله ووطنه، وأن تدينه المزعوم كان بمثابة حصان طروادة؟