الشعب اللبناني السعيد
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/22 آذار/16
خصّت الأمم المتحدة يوماً للمرأة في شهر آذار من كل سنة، ويوماً عالمياً لمناهضة تعسفات الشرطة، ويوماً للشعر، ويوماً للمسرح، ويوماً للأرض، ودرجت قبل أعوام على نشر تقرير سنوي في هذا الشهر عن الشعوب الأكثر سعادة في العالم في هذا الشهر الرائع. والعوامل المجتمعية هي الأكثر أهمية بالنسبة للسعادة وتتمثّل في قوة الدعم المجتمعي، ومستوى الفساد، والحرية التي يتمتع بها الفرد. إلى مسائل التعليم والصحة والتنوع البيئي والثقافي والمستوي المعيشي، ولفتني تقرير صدر قبل ثلاثة أعوام أن الثروة المالية ليست هي التي تجعل الناس سعداء كما يعتقد البعض، بل الحرية السياسية وغياب الفساد والشبكات الاجتماعية القوية، وهي عوامل أكثر فاعلية من العامل المادي. مع ذلك بقيت مؤمناً، كما أشقائي اللبنانيين، أن الفوز بجائزة اللوتو الأولى، ستجعلني سعيداً… لكن في اليونان أو لاتفيا أو إيطاليا أو أستونيا. من يستمع إلى خِطب قادة حزب الله يعتقد أن السعادة الشعبية في العقود الثلاثة الأخيرة وُجدت بغزارة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحُكم تعلّق الشعب بنظام غيبي يؤمّن السعادة الإلهية المطلقة لكافة المؤمنين بالثورة الخمينية. لكن للأسف فالدول الأكثر سعادة هي دول “الكفّار”، وفي مقدّمها مملكة الدنمارك تليها، في تقرير معهد “إيرث” بجامعة كولومبيا الذي أُعدّ بتكليف من الأمم المتحدة، سويسرا ثم آيسلندا فالنرويج. أما الإمارات العربية المتحدة فتراجع ترتيبها من المرتبة العشرين إلى 28. وحلّت سوريا – الأسد في المرتبة ما قبل الأخيرة، والصدمة الكبرى أن إيران جاورت سوريا فيما كانت توقعات طهران تُرجّح حلول الجمهورية الإسلامية في إحدى المراتب الخمس الأولى. الموت للدانمرك. الموت لمملكة السويد، الموت للإستكبار. الموت لأمريكا! في المحصلة بالُ الدول الإسكندينافية وشعوبها فاضٍ. تباً لهم. أما الشعب اللبناني الأبي فسعادته حقيقية أزلية سرمدية ويستحق الصدارة. أخي اللبناني يكفي أن تفكّر أنك تعيش في دولة تضم 18 طائفة حتى تفتح فمك كالسعداء البلهاء وتنظّر على سما أوروبا أن أرضك أرض التسامح والقديسين والعباقرة ونقيض إسرائيل، وشيل على قدك يا تقيل! أخي اللبناني يكفي أن تفكر أنّ ارتداء النساء المايوه (قطعة وقطعتان) ما زال متاحاً ومباحاً على 55% من شواطئ لبنان حيث تضربك أمواج السعادة على نافوخك الجميل. يكفي أن تجول على الفايسبوك لتدرك مدى سعادة الشاب اللبناني عندما يضع صورة أمه المتوفاة حديثاً على صفحته ويحصد 890 لايك في يوم التعازي الأول. يكفي أن تسمع من فارس الغناء العربي عاصي الحلاني مرة في الأسبوع رائعته “بيكفي إنك لبناني” كي تغرق في بحر السعادة. رفعُ الزبالة يسعدنا. إنتخاب ملكة جمال لبنان، رغم كل الظروف، يسعدنا. تزفيت الطريق يسعدنا. الأعراس. الأعياد. الإنتصارات. إحتياطي مصرف لبنان من العملة الصعبة. طاولة الحوار. حرية الشتم. نتائج البروفيه كلها تسعدنا. وإن ننسى لا ننسى أن بيت سعادة وسعيد وسعيدون وسعد وأسعد من “عنّا” من هالأرض من هالسهل من هالجبل. فكيف يضعنا التقرير الأممي في المرتبة 93؟ واخجلتاه!
الثورة الأحوازية في تصاعد
داود البصري/السياسة/23 آذار/16
مع تصاعد المد الجماهيري والثوري للشعب العربي الأحوازي، تبدو قضية تقرير المصير من المسائل الجوهرية والمباشرة في ملف النضال الأحوازي من أجل الحرية والإنعتاق.فحروب الإرادة في الشرق قد أفرزت حقائق موضوعية لا تقبل التراجع تتمثل في المد الثوري التحرري الأحوازي الذي أضحى اليوم من وقائع الميدان في الشرق القديم. الأحوازيون في نهضتهم الوطنية وإنبعاثهم القومي قد وصلوا حاليا لمرحلة قطف الثمار، لكون المشروع التحرري الأحوازي قد نضج وتبلور وتحددت معالمه رغم بعض الخلافات الداخلية بين الأحوازيين حول شكل وطبيعة التعامل مع ملفات المرحلة المقبلة.
على العالم أن يعي جيدا ان قوى ثورية متحررة في المنطقة باتت العامل الحاسم في تقرير الأمور، وإن النضال العربي الأحوازي ينبغي أن يعامل معاملة حركات التحرر الوطني، فخلاص الشعب العربي الأحوازي من الهيمنة والإحتلال الفارسي الإيراني العنصري أضحى الخيار الحاسم لثورة شعبية متراكمة عبر عقود الظلم والاحتلال والإرهاب الطويلة وحيث يرفع اليوم ملايين الشباب العربي الأحوازي راية الحرية بعد أن سقى شجرتها بالدماء العبيطة وبتضحيات آلاف الشباب العربي من الذين قبلوا حبال المشانق أملا ووصولا لعهد جديد يعمل الشعب العربي الأحوازي حثيثا من أجل بلورة صيغته النهائية.
لقد كان للتحذير الذي أطلقته حركة التحرر الأحوازية للشركات الأجنبية العاملة في مجال النفط في الأحواز المحتلة من ضرورة فك ارتباطها بالنظام الإيراني المحتل والمغتصب لثروات الشعب العربي الأحوازي تأكيدا جما على تصعيد الحركة الشعبية، والاتجاه بنقلة نوعية نحو وضع ثوري جديد يستمد طاقته من المتغيرات الإقليمية الكبرى وعلى رأسها الأجواء التي سادت بعد عملية «عاصفة الحزم» التي وأدت الأطماع والمخططات الصفيونية في الشرق، وشكلت المقتل الحقيقي للمشروع التوسعي العدواني الإيراني الهادف لإستباحة الشرق وتشكيل إمبراطورية الولي الفقيه الكبرى، معتقدين ان الشعب العربي الأحوازي لقمة سائغة، بينما المواجهات الشعبية اليومية ضد إرهاب الاحتلال الإيراني وأدواته مستمرة في كل المدن الأحوازية بدءا من «الفلاحية» حيث إندلعت انتفاضة شعبية وليس انتهاء بالأحواز العاصمة.
الوضع اليوم في الأحواز هو إرهاصة حقيقية تبشر بفجر الخلاص والانعتاق، وتحشد القوى الوطنية الأحوازية، وهو يصعد التحرك والنضال وإدارة أوراق الصراع في الداخل والخارج هو في حالة استعداد قتالي متقدم لتنفيذ الصفحة الثانية والحاسمة من البرنامج النضالي بتصعيد المواجهة المباشرة وبقطع الطريق بالكامل على الاحتلال ووكلائه وعملائه من المستوطنين أو الخونة. ملاحم كفاحية وجهادية تجري اليوم في الساحة الأحوازية من خلال النضال الجماهيري الدائم والمستمر والذي عبر عن نفسه بصيغ وأساليب مختلفة أبرزها التصدي للعصابات الطائفية والعودة الجماعية للشعب العربي الأحوازي للتمسك بالتوحيد والتمسك بالعروبة والانسجام النفسي والسلوكي مع «عاصفة الحزم» وما سوف يتلوها من متغيرات تاريخية ارتدادية كبرى بعد إستكمال مهمتها بنجاح.
الشرق على موعد كبير ومقدس مع متغيرات إيجابية كبرى لصالح شعوب الشرق المضطهدة وقد حقق الشعب العربي الأحوازي اختراقات إعلامية وسياسية مهمة على المستوى الدولي، وما يحتاجه الكفاح التحرري الأحوازي حاليا هو الدعم والمساندة العربية والوقفة التضامنية التي ستقودها المملكة العربية السعودية تحت قيادة سلمان الحزم والكرامة وهي تقود الحرب الدفاعية المقدسة عن الأمة ووجودها وعزتها وكرامتها بعزيمة الرجال الرجال من أحفاد الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود الذين يتحملون اليوم بجدارة وإستحقاق مهمة التصدي لأشرس مشروع تخريبي طائفي يستهدف وحدة الأمة وشعوبها.
الأحوازيون اليوم أضحوا من حقائق الساحة الدولية، وجهادهم يشكل اليوم حالة يومية مستمرة لوضع تحرري أحوازي متحرر، والانعتاق من ربقة وذل وعذاب الاحتلال الإيراني لم يعد هدفا مقدسا فقط، بل أضحى حقيقة ثابتة يعيشها الأحوازيون كل يوم وحيث سيفاجأ العالم بحتمية النصر التحرري والإستقلالي الأحوازي.
لقد فات الكثير ولم يبق سوى القليل والرتوش النهائية لإستكمال معالم وملامح مرحلة الإستقلال الناجز ،ومع تصاعد رياح الثورة الأحوازية، فإن الطريق لدولة الأحواز العربية ستكون إحدى أهم ثمار هزيمة المشروع الصفيوني الغادر السقيم.