تشبيحات زعران «القومي» في الحمرا
نسرين مرعب/جنوبية/27 أبريل، 2016
يشكو العديد من روّاد شارع الحمرا من سيطرة عناصر الحزب القومي السوري على المنطقة، وتكثر الشكاوى حول ما يسلبه هؤلاء العناصر من المواطنين تحت عناوين عدة “خوات” و”ايجارات” وبالقوة.. في لبنان، الحزب القومي السوري “فاتح عحسابه” بعناصره، فيحرقون صورة الشهيد بشير الجميل في الجامعة الأمريكية، ويفتعلون مشكلة مع الكتائب دفاعًا عن قاتل البشير، كذلك يعتدون على ملازم من الجيش اللبناني وتمرّ الحادثة دون اهتمام يذكر. بعض وسائل الإعلام لم تغفل عن تجاوزات الحزب، إذ تعرض مواطن للضرب داخل سيارته منذ مدة وجيزة لأنّه على إشارة المرور مانعًا أحد عناصر الحزب من تجاوزه، وفي حينها قامت قناة الجديد برصد الحدث واستضافة المعتدى عليه. مصدر خاص لجنوبية، يصرّح أنّه منذ عدة أيام مُنِع احد عناصر القوى الأمنية من مكافحة ظاهرة التسوّل وماسحي الأحذية في منطقة الحمرا، حيث عمد الحزب القومي السوري إلى الاعتداء عليه ومنعه من القيام بعمله لأن المتسولين بالأساس هم ضمن شبكة تابعة لهم أو يدفعون لهم الخوات. مصدر آخر من ساكني المنطقة، يروي لنا عن اشتباك حصل منذ فترة زمنية بين عناصر حركة أمل وعناصر الحزب القومي السوري على خلفية اشكال وقع في إحدى الحانات حيث قام القوميون بطرد شباب الحركة..
كذلك يتحدث أهالي المنطقة عن سيطرة عناصر القومي السوري على البارات والحانات في تلك المنطقة ولا سيما في شارع ربيز. الحديث عن الحالة التي يفرضها هذا الحزب على شارع الحمرا يطول بشكاوى أبناء المنطقة، والذين لا يجدون لهم إلاّ مواقع التواصل الاجتماعي يعبّرون من خلالها عن سخطهم، إلا أنّ حتى ما يكتب على هذه الصفحات أصبح تحت الرقابة والتهديد. وهذا ما واجهه لعدة مرّات الناشط طارق جميل أبو صالح وناشطون غيره، هذه الحادثة التي بدأت مع مقتل مسؤول الإعلام الميداني في الحزب القومي السوري أدونيس نصر في سوريا، فما كان من طارق إلا أن كتب على صفحته فيسبوك عدة منشورات مناهضة لأدونيس وداعمة للثورة.
هذا الإنتقاد لنصر، عرّض طارق لموجة من تهديدات فيسبوكية، وكذلك لاتصالات هاتفية هددته بتمسيح الأرض بدمه وبتكسير رأسه. كذلك على خلفية قصة أدونيس تمّ التعرض لعدد من الناشطين الموالين للثورة السورية بالحمرا.. التهديد تكرر مرة أخرى مع طارق، وإنّما بطريقة غير مباشرة، والسبب هذه المرة هو ما نشره عن تعرض عناصر القومي لملازم من الجيش اللبناني بشارع الحمرا بعض خلاف على “صفّة السيارة”. هذه السياسة التهديدية التي يتعرض لها الناشطون، انعكست ردًّا قاسيًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ تويتر وصف الحزب القومي السوري بالتشبيح وانتقد جميع ممارساته بحق الدولة والمواطنين.. ليبقى السؤال، إلى متى ستظل هناك أحزاب متفلتة قانونيًا من حزب الله وصولاً للحزب القومي، وإلى متى ستستمر سياسة القمع والتهديد والتخوين والتهويل التي ينتهجوها لا سيما بعد أحداث 7 أيار 2008…
ومتى ستعود الحمرا منطقة لبنانية حرّة خاضعة للدولة لا للمافيات، فمن المربع الأمني في حارة حريك لمثيله في الضاحية، حزبان مختلفان.. والولاء واحد #فدا_بشار
إلى الحزب القومي السوري: الحمرا ليست «درعا»
نسرين مرعب/جنوبية/ 28 أبريل، 2016
أولاً، لا مشكلة شخصية بين الموقع ولا بين الكاتب والحزب القومي السوري، كلّ ما في الأمر مجموعة من الناشطين تواصلوا معنا وأرسلوا التسجيل والصور.. مشكلة الناشطين مع الحزب القومي السوري في شارع الحمرا بدأت بعد مقتل مسؤول الإعلام الميداني في الحزب أدونيس نصر في سوريا، ولبنان المنقسم منذ بدء الازمة السورية بين قوى النظام وقوى الثورة منقسم ايضًا بتعريفه للشهداء. فلا مناصري النظام يعترفون بأنّ الثوار شهداء، ولا داعمي الثورة يقرّون بشهادة من يحارب لأجل سوريا الأسد. وللأسف، كل من الفريقين يطلق على قتلى الآخر تصنيفات لا تليق لا بحرمة الموت ولا بكرامة الجثث فيسموّن من يسقط بهذه الحرب من غير جهتهم أقلّه بالفطيس والجيفة النتنة. ولكن المفارقة في هذا الموضوع الحاضر منذ بدأت الحرب السورية، هو الحدّية التي تعامل بها الحزب القومي السوري مع نعت بعض الشباب الموالين للثورة جثة أدونيس بالفطيسة، ومع تحفظنا على هذا التعبير الذي نرفضه جملة وتفصيلاً من أي جهة كانت، إلا أنّ كل الأطراف المتحاربة سوريًا تستخدمه وتستعمل توصيفات أكثر قسوة. وبما أنّ الحزب القومي السوري لا يعترف بأنّ الثوار شهداء، فلا صلاحية له بالتالي بأن يفرض على ناشطي الثورة إطلاق لفظَ “شهيد” لأدونيس…
ولكن بعيدًا عن التسميات والتوصيفات، وعن الحرب السورية التي لا نريد لمشاهدها أن تتكرر على الساحة اللبنانية، سوف نعرض نموذجين من التهديدات الأول تسجيل صوتي وصل لموقع جنوبية منذ قليل وهو قد أرسل بعد مقتل أدونيس للناشط ليث أبو حمدان، والثاني أرسلها إلينا الناشط طارق جميل أبو صالح وظهرت كرد مباشر ضد مقال نشرناه عن “زعران الحمرا” وانطوى على معطيات أدلى بنا لها. هذه التهديدات، التي حظرت شارع الحمرا عن الناشطين، سنضعها بخانة “فورة الغضب” من بعض الشباب، أما نشرها فهو رسالة للحزب القومي السوري وفحواها “مهما اختلفنا في سوريا فـ لبنان لنا جميعًا”