مقابلة نعيم عون على الجديد..رغم ارتفاع النبرة وكشف الأخطاء والخطايا.. فلا جديد الياس بجاني/17 تموز/16
شاهدنا يوم أمس مقابلة على تلفزيون الجديد مع ابن شقيق ميشال عون، نعيم عون، في أسفل ملاحظاتنا الشخصية:
نعم وهو كما يعرف كل من عاصروا رحلة ما يسمى زوراً التيار الوطني الحر أن هذا الشاب نعيم، صادق ووطني ويتمتع بالشجاعة في الشهادة للحق وقد كان من أوائل الذين تم اضطهادهم خلال حقبة الاحتلال السوري.
ولكن، ولكن، ونشدد هنا على كلمة ولكن، فإن هذا الشاب ماشى عمه الجنرال المرّيض بوهم الرئاسة وبكل أعراض النرسيسية والسيكوباثية كما هو حال باقي الذين يؤلهونه على عماها وعلى خلفية أنه مرسل ونبي ورؤيوي وسابق الكل بمعرفته للأحداث قبل وقوعها.
نعم عون بسذاجة ماشي عمه في انحرافته الخطيئة باتجاه محور الشر السوري-الإيراني وكان من أكثر المشجعين لها والمفاخرين بنتائجها وبالتالي ارتكب كما عمه المعصية التي لا غفران لها وشذ عن كل ما هو وطني وماروني ونضال ومقاومة.
بين الحين والآخر كنا نسمع اعتراضات هذا الشاب على أمور تنظيمية داخل شركة عمه العائلية والتجارية والطروادية والذي على ما يبدوا لم يتمكن ولا بأي طريقة من الطرق من الاستفادة المالية ولا من تبؤ أي موقع متقدم ونافذ كتلك التي تنعم بها ابن أخت الجنرال (النائب الآن عون) واصهرته جبران باسيل وشامل روكز وروي الهاشم، إضافة إلى ربع التجار القوميين السوريين وجماعات الودائع السورية والإيرانية وتلك التابعة لحزب الله والمخابرات التي تحيط بالجنرال وتخنقه وتعد عليه أنفاسه.
حركة نعيم عون وزياد عبس محكومة 100% بالفشل لأنها لا تحاكي أساس انحرافة الجنرال عون وفجوره وإبليسيته واسخريوتيته وغرقه في مال ونفوذ وصفقات محور الشر السوري-الإيراني. وهنا لا بد من تذكير من لا يزال لديهم ذرة ضمير ووجدان أن ثروة عون النقدية فقط هي 90 مليون دولاراً أميركاً كما كان تقرير رسمي وموثق أفاد ولم يتجرأ لا عون ولا ربعه الفاسد من نفي الخبر أو حتى التعليق عليه.
أولاً، حركة نعيم عون فاشلة قبل أن تبدأ لأن لا وجود في مواقع قيادة شركة عمه الجنرال عون لأصحاب ضمائر وحس وطني، وإيمان ورجاء ومحاسبة ذاتية وخوف من الله.
وثانياً لأنه، أي نعيم، وكما ذكر في المقابلة أمس وبافتخار يؤيد حزب الله في حربه ضد الشعب السوري من خلال نظريات سخيفة ربطها “بهبل” وبسطحية فاقعة بتدخلات الدول الكبرى لحفاظها على أمنها القومي (برأيه الغريب والعجيب أن حزب الله بتدخله في حرب سوريا يحافظ على الأمن القومي اللبناني)، وبالتالي هو مع تحالف عمه مع الحزب وكل ثورته مقتصرة على أمور تنظيمية داخل الشركة لم يكن له فيها نصيب ولن يكون مع هيمنة الصهر الفاجر والوقح والجشع جبران باسيل على كل مفاصل ما يسمى عونية وتيار وطني حر.
أما رفيق نعيم في الثورة زياد عبس فهو يساري قلباً وقالباً ولا يعرف أو يعترف بالقومية اللبنانية ولا بالكيان اللبناني وكان من مهندسي ورقة تفاهم عون وحزب الله.. النكرة والخطيئة.
أجندة عبس السلطوية كانت وصوله إلى النيابة عن دائرة الأشرفية ولكن جاء من هو أكثر تمويلاً منه وشطارة وحربقة وسرق طموحاته وفرصه وانتهى به الأمر مطروداً.
ما قاله نعيم عون وما كشفه أمس عن ممارسات مافياوية وسرقات وسمسرات وتنفيعات وفساد وافساد ونتانة للتعاملات داخل شركة عون هي أمور موجود وربما بنسب أكثر في داخل كل شركات أحزاب لبنان العائلية والتجارية ودون استثناء واحد،وبالتالي هو لم يكتشف البارود ولا فضل ولا فضيلة له.
هو كان داخل الشركة وراضي وقابل وصامت عن كل هذا الكم من العهر والفجور والعمالة لمحور الشر الذي لم يحركه للاعتراض.
قبل نعيم عون اعترض وتقريباً بنفس الإطار والأسلوب الرجل الثاني في شركة عون، اللواء عصام أبو جمرة، ولأن اعتراضه كان على الأمور التنظيمية والمواقع والتوزير فقط، كما هي حال اعتراضات نعيم عون الآن، وليس على خيارات عون الإستراتجية والتحالفية والوطنية الجريمة فهو لم يصل باعتراضه إلى أي نتيجة ملموسة وفاعلة غير صدور بيان أسبوعي يتيم لا يقم ولا يؤخر.
إن من بقي مع ميشال عون أو التحق به بعد ورقة تفاهمه الجريمة مع حزب الله وبيعه الوطن والكيان والهوية والنضال والكرامة وتشويه ثقافة المجتمع الماروني تحديداً فهو تخدر ولن يكون مؤهلاً لا اليوم ولا في أي يوم لأي عمل وطني صرف.
يبقى أن شركة ميشال عون وطبولها وأبواقها والصنوج سوف يؤبلسون ويخونون نعيم عون رغم أنه ابن شقيق الجنرال…لأن حب المال وعشق السلطة لا حدود اخلاقية لهما ولا ضوابط اخلاقية أو إيمانية.
وهنا تنتهي مشهدية اعتراضات نعيم عون إلى أن يأتِ آخر محتجاً على حصة أو حقيبة أو سمسرة.
في الخلاصة: لتنجح أي حركة تصحيحية داخل شركة عون العائلية والتجارية والمافياوية الغارقة في أوحال ومال محور الشر السوري –الإيراني يجب أن تكون حركة معترضة بجرأة على ورقة تفاهم عون مع حزب الله الجريمة الوطنية، وعلى الإستراتجية والتحالفات والخيارات الوطنية والعربية والقرارات الدولة الخاصة بلبنان وعلى مفاهيم الإرهاب العالمية وذلك من منطلق ثوابت الصرح البطريركي الماروني التاريخية والتي لا علاقة بها وبروحيتها لسيدنا البطريرك الراعي لا من قريب ولا من بعيد.
من الأرشيف حاجة المسيحيين إلى النقد الذاتي
نعيم عون/النهار/2 كانون الأول 2014
يعيش بعض المسيحيين حالات ندب وبكاء على الأطلال، تُغرقهم في نوستالجيا قاتلة لماضٍ لم يعد موجوداً… مع أنّ مراجعة واقعية للتاريخ وتجاربه، ترفع من منسوب التفاؤل، المشروط بعوامل عدّة لا بدّ من تحققها.
لطالما واجه الوجود المسيحي في لبنان صعوبات وتحديات، ومعاناته عبر العصور كانت متنوعة. مرّ المسيحيون بفترات اضطهاد وغزوات وحروب داخلية وخارجية، وعانوا من مشاكل اجتماعية، اقتصادية ومعيشية، دفعتهم إلى هجرات متلاحقة وكثيفة.
إلا أنّ ذلك لم يمنعهم من المبادرة للحؤول دون فقدانهم دورهم، لا بل على العكس تحوّلوا في مطلع القرن الماضي قوة كبيرة حيث كانت لهم بطولات وانجازات مهمة وتاريخ مشرّف أنصفهم فيه أعداؤهم قبل محبيهم.
بعد قراءات ونقاشات مع رجال دين ومؤرّخين وغيرهم، تكوّنت لدي بعض الملاحظات والمفارقات:
يملك هذا المجتمع غزارة في الانتاج الفكري، إلّا أنّه لا يُقرن الأفكار بالأفعال بخاصة في مجال السياسة. وبحسب تشخيص بعض الكتاب والمفكرين ثمة أنماط عيش مشتركة لهذه الجماعة: الانقسام، التفرد، الادعاء، الغرور، تكرار بعض الاخطاء في مواجهة الأزمات، الصراع الاعمى على النفوذ والسلطة، الهروب من مواجهة الحقائق، التحول سريعاً إلى حقيبة سفر…
إنّ الحياة مليئة بالتحديات ولن نتمكن يوما من تجاوزها كلّها. لذلك يبدأ الحل عندما يتملكنا الاقتناع بأننا أصل المشكلة، وفينا يكمن العلاج.
ولهذا لا بدّ لنا:
- من الإتحاد أمام المخاطر الوجودية، وتحديدها بعد قراءة متأنية للوقائع والتجارب.
- ترسيم الحدود بين التعددية المفيدة والإنقسام القاتل.
ان الطبقة المثقفة، مدعوة كي تستعيد ثقتها بنفسها وتعي انها قادرة، كلّ من موقعه، على فرض التغيير. لا مكان للحياد على المستوى الفكري، إنما على مستوى الحركة، لأنه فعل يطبّق على طرف آخر. لا يجوز ان نكون حياديين في مواضيع تؤثّر فينا مباشرة، أفراداً وجماعات، فكيف الحال إذا كانت مخاطر وجودية؟
يجب أن نقول “لا” عالية، ونحدد ما نريد، لدفع القوى السياسية للخروج من صراعاتها.
لذلك على المسيحيين:
- وقف انقساماتهم اللامحدودة وصراعهم القاتل على “سلطة” لم تعد موجودة. واذا كان تنوّعهم وتنافسهم مصدر غنى لهم في أيام الرخاء، فإنه يصبح قاتلاً في زمن المعارك الوجودية.
- إستعادة ثقتهم بأنفسهم. لم ينكر أحد علىيهم شجاعتهم ولا اقدامهم، فقد كانوا رمزاً لطموح الأفراد والجماعات الشغوفة الى التقدّم عبر تحصيل العلم. وتملك هذه الجماعة الكثير من الفضائل، وإنما عاب عليها كل من أعجب بها، انقسام أبنائها وخياناتهم لبعضهم بعضا، ما سمح لخصومهم وأعدائهم بإخضاعهم.
- تغيير بعض الموروثات في فكرهم الجماعي. فلا التكبّر على الآخر ينفع، ولا الهروب الدائم ينفع، ولا دفن الرأس في التراب من مواجهة المخاطر ينفع.
- القيام بعملية نقد ذاتي موجعة بفعل إرادة وجرأة لأنها وحدها الطريق إلى الخلاص.
إنّ قدر هذا الوطن أن يكون سبّاقاً ورائداً في محيطه. ولسخرية القدر فإن حصانته اليوم تأتي من لعنة الاقتتال الداخلي. فشعبه الذي اختبر الحرب واكتوى بنيرانها يعي أنّ الدخول في هذا النفق لن يربح أحداً والكل سيخسر. فرغم اللعب على حافة الهاوية، لا إرادة للسواد الاعظم من اللبنانيين على اختلاف طوائفهم لخوض غمار التجربة القاتلة من جديد.
يجب أن يعي المسيحيون أنّ مواجهة الأخطار التي نعيشها اليوم وتلك المرتقبة، لا تكون بالتعصّب والتقوقع، وإنّما بالإنفتاح على الآخرين ومشاركتهم مشاكلهم وهواجسهم. فطبيعة الصراع القائم مختلفة عن تلك السابقة، والمسيحيون ليسوا في عين العاصفة وليسوا هدفاً أول لها، ما يسمح لهم بالتفكير الهادئ.
إنّ الخروج من كبوتنا ليس بالأمر المستحيل رغم أنّ الطريق شائكة وطويلة، فالتاريخ يثبت أن معظم المجتمعات والدول واجهت أزمات وحروباً، كانت في بعض الأحيان أصعب من أزماتنا، إنّما عزم أبنائها وتوقهم للحرية ولحياة افضل، أخرجهم مما كانوا فيه وحملهم إلى مكان أفضل.
من هنا يجب البناء على ما هو مشترك ومساعدة بعضنا بعضا على تخطي هذه المشاكل. ولنتوقف عن توجيه أصابع الاتهام كأننا منزّهون عن الخطأ. فكلنا نريد توريث أبنائنا غداً أفضل من ذلك الذي نعيشه.
إنّ وحدتنا وتحديد المخاطر المحدقة بنا والتحلي بالجرأة لإعادة النظر بالخيارات ليس معيباً.
والتحدي الابرز امام المسيحيين هو في ادارة ازماتهم الذاتية والوطنية بأقل الخسائر الممكنة، لاّن غدهم مشرق. فحال التطرف الشاذة لن تدوم، وقد اصبحت ازمة كونية، ستولد مفاهيم اسلامية جديدة، وسيحذو الاسلام حذو باقي الشعوب والحضارات، فالتجدد ومواكبة التطور مسار حتمي. واحيلكم الى فولتير (voltaire) الذي تحدّث عن الانفتاح الاسلامي وعن العلوم التي حملوها عندما كانت اوروبا تناضل للخروج من عصورها المظلمة.
إما ان نحدد خياراتنا ونمسك بزمام المبادرة، فنكون جاهزين وشركاء في بناء المستقبل، وإما كما قال الأباتي بولس نعمان “سننزح الى متحف التاريخ”.