المضحك والمبكي في رئاسته للإتحاد البرلماني العربي
محمد عبد الحميد بيضون/19 تشرين الأول/19
المضحك: في لبنان تسيطر ثقافة الصناديق٠صندوق لكل قضية وصندوق لكل فريق سياسي او ميليشياوي ومعروف ان الشعب اللبناني يطالب بإلغاء هذه الصناديق منذ خمسة وعشرين عاماًباعتبارها مصادر هدر وفساد معمم. اليوم نسمع ونقرأ ان رئيس مجلس النواب اللبناني المنتخب رئيساً للإتحاد البرلماني العربي(اسم عالٍ على مزرعة خربانة) يطالب بإنشاء صندوق برلماني اي تحت تصرفه كرئيس من اجل الحفاظ على المسجد الأقصى وترميمه ودعم المقدسيين ٠بري يريد تعميم الثقافة المالية اللبنانية على المستوى العربي وربما الاسلامي فالصناديق فيها كل الخير للحكام والمتاجرين بالقضية وخصوصاً القضية الفلسطينية٠واذا عرفنا ان مجلسنا النيابي حصل بقانون على ثلاثين مليون دولار للمفروشات (اي صالون بمليون دولار وطاولة بنصف مليون) نستطيع ان نقدّر كم ستكون كلفة ترميم المسجد الأقصى ولن تكون اقل من عشرات المليارات. انها أفضل تجارة بالقضية وبرموزها ومن قال ان المقدس ليس للتجارة؟ المقدسات كانت دائماً مفتوحة للتجارة وجني الثروات وللحروب أيضا.
المبكي: بري يخصص كل خطابه امام البرلمانيين العرب لفلسطين وللإشادة بإيران (لكي لا يتكلم عن المجازر في سوريا) ويقول انه منحاز الى اماني الشعب الفلسطيني مع ان برلمان بري نفسه هو الذي نزع حق تملك الفلسطينيين لشقة او عقار في لبنان وذلك منذ اكثر من عشر سنوات والفلسطيني الذي كان يملك شقة صار ممنوعاً عليه ان يورثها لأبنائه وصار في حالة فوضى وضياع٠ اليوم وفقاً لقانون بري يستطيع اي إسرائيلي يحمل جنسية ثانية أميركية او روسية او أوروبية ان يتملك شقة في لبنان ولكن الفلسطيني ممنوع من ذلك ٠أعيدوا للفلسطينيين حق التملك اسوةً بكل الأجانب يا تجار القضية الفلسطينية٠انتم لستم منحازين للشعب الفلسطيني بل حاقدين عليه وعلى أمانيه.
عندما تركت أميركا لإيران ‘الحبل على الغارب’…
بادية فحص/جنوبية/18 أكتوبر، 2015
يشعر المتابع لتصريحات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني ومرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي، حول إمكانية رفع مستوى التعاون بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة الأميركية، بأن ثمة تنافسا يدور بين مكونات السلطة على قيادة إيران ما بعد الاتفاق النووي، ورسم أطر السياسات الخارجية لعلاقاتها مع الدول الغربية، بالأخص الولايات المتحدة. يبدو خامنئي أنه يعارض توسيع مساحة التقارب بين طهران وواشنطن، وينفي وجود رغبة لدى طهران في تعزيز أي نوع من العلاقات مع واشنطن، ويصر على استبعاد إحتمال حدوث أي تغيير في أولويات السياسة الخارجية الإيرانية.
في المقابل تعكس تصريحات روحاني لهجة أقل حدة، إن لم نقل لينة، في هذا المجال، وتضيء على مسألتين مهمتين.
أولا: رغبة إيرانية حقيقية في توسيع التعاون مع الغرب والولايات المتحدة، هذا التعاون الذي بدأت ثماره تنضج على الصعيدين الاقتصادي و”الجيوسياسي”. مؤخرا، أعلن روحاني أن بلاده صارت جاهزة لتتحول إلى قطب تجاري في المنطقة، نظرا إلى حجم التبادلات الاقتصادية الذي أحرزته، منذ انفتاحها على المجتمع الدولي وبلدان المنطقة، بفضل الاتفاق النووي بالطبع.
ثانيا: سعي روحاني إلى بناء صورة جديدة عن إيران في أذهان الديبلوماسية العالمية، مغايرة لصورتها ما قبل الاتفاق النووي، كمحاولته التأكيد أن إيران دولة “تحارب الإرهاب”، وأنها مستعدة للتعاون مع المجتمع الدولي لحل القضايا العالقة في المنطقة، ومساعدته في تجفيف منابع الإرهاب. بعبارة أخرى، يسعى روحاني إلى انتزاع اعتراف دولي بدور أساسي وفعال لإيران في المنطقة، وإضفاء شرعية دولية على نشاطاتها غير الشرعية فيها. هذا ما يظهر في الشكل، أما في المضمون، فقد ذهبت إيران إلى المفاوضات النووية بذهنية تقديم المصلحة الاقتصادية الوطنية على الضرورات الأيديولوجية الثورية.
وهنا لا بد من التذكير أنه على مدى جولات المفاوضات النووية بين إيران والدول الست، كان المرشد يذكر دائما في خطبه أن هناك خطوطا حمراء في المفاوضات غير مسموح تجاوزها، لكن في نهاية المطاف تم تجاوز كل هذه الخطوط بسلاسة وبدون تردد. وليس سرا، أن كلام خامنئي في هذا الخصوص لم يكن موجها إلى الوفد المفاوض، أو إلى رئيس الجمهورية، إنما لتذكير الرأي العام أنه مازال متمسكا بمبادئ الثورة، وأنه مازال محافظا على عدائه للسياسات الأميركية. علاوة على ذلك، فإن فكرة تغليب المصلحة الاقتصادية الوطنية على المقتضيات الثورية هي فكرة المرشد، التي حمّلها للوفد المفاوض في جنيف، فالتوصل إلى توقيع الاتفاق النهائي بشأن نشاط إيران النووي ورفع العقوبات الدولية عن إيران، وبالتالي تغير لهجتها اتجاه المجتمع الدولي، أمور ما كان يمكن أن ترى النور لولا وجود ضوء أخضر من خامنئي، حتى إن بدا أن روحاني ومن خلفه تياره المعتدل هو من قاد هذا التحول. تجدر الإشارة هنا، إلى أن إعطاء الأولوية للمصالح الاقتصادية، لا يعني أن إيران تستطيع ان تتخلّى عن مبادئها الثورية، فهي غير قادرة بتاتا على الانسحاب من هذه الدائرة، لأن هذه المبادئ هي عقيدة الدولة ومتجذرة في أصلها، وتعبتر جوهر شرعيتها، كما أن هذا القناعات هي خارج نطاق سيطرة خامنئي، لذلك لا يمكن من هذا المنطلق، اعتبار تقديم المنفعة الاقتصادية على المبادىء الثورية إلا من باب المحافظة على مصالح الجمهورية الإسلامية. لكن كيف للمصالح الاقتصادية أن تخدم المصالح الأيديولوجية وتحافظ على الجمهورية الإسلامية وتصون مبادئ الثورة؟ تعمل إيران على توظيف هجمة الاستثمارات الدولية على أسواقها التجارية، مستفيدة من الانعكاسات الايجابية المتشعبة للاتفاق النووي، في بناء علاقات سياسية مع الدول المبادرة، وذلك عبر تقديم نفسها دولة مستقرة، متماسكة ومتعاونة إلى أقصى الحدود مع المجتمع الدولي، ومتمايزة دينيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا عن باقي دول المنطقة، وفي حال نجاحها، وهي على السكة الصحيحة، ستتفرغ لشرعنة توسعها الجيوسياسي في المنطقة، أي إضفاء نوع من الشرعية على تمدّدها الجيوسياسي في سوريا ولبنان والعراق واليمن وغيرها، وفي حال حصلت على تفويض دولي بلعب دور جيوسياسي “ضروري” في المنطقة، فذلك من شأنه أن يغري المزيد من دول العالم بتوسيع مشاريعها التجارية معها، فيكون الاقتصاد بذلك في خدمة الإيديولوجيا، التي بدورها تحفظ الدولة وتصون الثورة. الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق المجتمع الدولي، إلى تضخيم حجم إيران وتأثيرها في المنطقة، فالإدارة الأميركية تتعامل مع إيران كشخصية قوية ومؤثرة في حل الأزمات في المنطقة ومحاربة الإرهاب، وهي “مستعدة للتعاون مع جميع بلدان العالم من أجل حل الأزمة في سوريا بما فيها روسيا وإيران” كما قال أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة. في الختام، نجاح إيران في توظيف الاقتصادي في خدمة الأيديولوجي، ومن ثم الحصول على صك اعتراف أميركي بدور أساسي لها في حل الأزمات الكبرى في الشرق الأوسط، الذي يمهد الطريق أمام اعتراف دولي واسع بهذا الدور، يبشر بقرب تبلور تحالف استرتيجي بين إيران والولايات المتحدة، يتجاوز بكثير “رفع مستوى التعاون بينهما”، علما أن هذا التحالف لن يكون من أولوياته إيجاد حلول لأزمات المنطقة، فإيران لن تتراجع عن تدخلها في دول المنطقة مادامت الإدراة الأميركية تركت لها الحبل على الغارب