Quantcast
Channel: Elias Bejjani News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 21056

التلويح بالاستقالة بين السلبية والإيجابية /لبنان الضحية استضعفوه فشلّوه/ماذا قصد بروجردي بحديثه عن زيارة القصر

$
0
0

ماذا قصد بروجردي بحديثه عن زيارة القصر؟ بوغدانوف يتولّى المراجعات حول الرئاسة
خليل فليحان/النهار/19 تشرين الأول 2015
يواجه سفير روسيا ألكسندر زاسبكين منذ التدخل الجوي العسكري في سوريا سؤالا من السياسيين والصحافيين، عما اذا كانت بلاده تعد لمبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية فيسارع الى النفي، مع ان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف يجري اتصالات بالفاعليات السياسية والنيابية او يتلقى منها اجوبة عن استفسارات يطرحها حول الاستحقاق الرئاسي. إلا أن زاسبكين يلمح الى افادة سيجنيها لبنان من جراء التدخل العسكري الجوي الروسي ضد مواقع التنظيمات الإرهابية، ولا سيما على صعيد تقليص خطر مسلحي تلك التنظيمات على لبنان، على عكس ما يراه كبار الضباط الإيرانيين في دمشق من ان تصعيد تلك الهجمات الجوية، بمساندة من القوات البرية المؤلفة من جيش النظام، يساندها مقاتلو حزب الله والحرس الثوري، يعتبرون أن الخلل في القوى المتحاربة مع “التكفيريين” سيؤدي الى شلل العمليات العسكرية ضد النظام ومؤيديه، وبالتالي فإن مسلحيهم سيهربون في اتجاه لبنان والأردن وتركيا من شدة مطاردتهم لهم أرضاً وجواً. ولم يتأخر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي في تحذير المسؤولين من الخطر الذي يجب عدم الاستهانة به، مشدداً على ضرورة ان ترفع القوات المسلحة المنتشرة على الحدود الشرقية والشمالية درجة اليقظة والمراقبة لمنع اي تسلل لهم. وأشار الى ان اداء الجيش اللبناني كفيل بمنعهم. كما ان “حزب الله” له مواقعه على الحدود الشرقية مع سوريا وساهر على الجزء المتبقي من تلك الحدود. وتوقف مرشحون للرئاسة وسفراء أجانب معنيون معتمدون لدى لبنان عند عبارة تلفظ بها بروجردي عندما قال: “آمل أن تكون زيارتي المقبلة للقصر الجمهوري”! سأل سفير أوروبي هل هذا تمنّ أم زلة لسان؟ ولم يتوافر اي جواب مقنع عما قصده المسؤول الإيراني الذي يعتبر انه في صلب القرار في ما تخططه القيادة في طهران. وأضاف: اذا كانت بعض الدول وبعض رؤساء الكتل النيابية يؤكدون ان مفتاح حل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في يد ايران، فإن ما قاله بروجردي قد يندرج في إطار التحضير لمخرج يؤدي الى اختيار رئيس تسووي، والمتابع لهذا الملف يعلم ان طهران يمكنها ان تؤدي دورا يمكن ان ينهي او يساعد على إنهاء هذا التعثر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بالطلب من الحزب تغيير موقفه ونزول نوابه الى ساحة النجمة لتأمين النصاب، وان السعودية لن تعارض اي مرشح تتوافق عليه القوى السياسية اللبنانية بالكامل، او معظمها على الأقل. وأشاروا الى انه لا حاجة الى التذكير بأن الكثير من قادة البلاد ينتظرون القمة الفرنسية – الإيرانية المتوقعة أواسط الشهر المقبل في باريس لمعرفة ما اذا كان الرئيس حسن روحاني سيعطي الرئيس فرنسوا هولاند موقفا إيجابيا ينهي الفراغ الرئاسي في بعبدا ام ان الحديث عنه سيظل في إطار المناقشات. ولفتوا الى ان الحالة السياسية في البلاد مهترئة وغير قابلة للمعالجة، فالرئيس نبيه بري وصف الحكومة بأنها محروقة، وتلاه العماد ميشال عون فأعلن مقاطعة وزيريه لأي جلسة للحكومة، وفجّر الوزير نهاد المشنوق قنبلة نهاية الأسبوع بالتلويح بالاستقالة من الحكومة، ولم يعد ينفع الا انتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد الى التوافق وترسيخ الاستقرار السياسي لتحصين البلاد من التداعيات السلبية للازمة السورية في كل المجالات.

 

لبنان الضحية استضعفوه … فشلّوه!
عرفان نظام الدين/الحياة/19 تشرين الأول/15
فيما تتصاعد سخونة الأوضاع في سورية والمنطقة، وتتفاقم حالة الشلل والجمود التي يعيشها لبنان، فإن الجدل البيزنطي لا يزال هو السائد على ألسنة الكبير والصغير والمواطن والوزير عن جنس الملائكة وحول من يأتي أولاً: البيضة أم الدجاجة، وأقصد الرئيس أولاً أم الانتخابات البرلمانية، والرئيس القوي أو الرئيس التوافقي. ترف سياسي وحوار طرشان، فيما لبنان يغرق، والمواطن يفقد الأمل، والمؤسسات تتهاوى، وأزمة النفايات تنشر الأوبئة، والخدمات معطلة: لا ماء ولا كهرباء ولا شكل حسن لأجمل البلدان. أما أهل الحل والربط، فغير قادرين على الحل والربط ويتقاذفون الاتهامات والشتائم، وكل طرف يلقي اللوم على الطرف الآخر ويحمله المسؤولية. وعندما انطلق الحراك الوطني، تفاءل كثيرون بتحقيق اختراق يفتح باب الحلول والانفراجات ويرمي حجراً في المياه الراكدة، فإذا به ينحرف عن مسيرته السلمية ويوجه الحجر إلى رجل الأمن، ومعه سيل من الشتائم والممارسات غير الحضارية وغير الإنسانية، ورجل الأمن هو المؤتمن على حماية الوطن والمواطن والضمانة الوحيدة المتبقية لمنع الانهيار الكامل والدرع الوحيد المانع للانفلات الأمني ووقوع الطامة الكبرى. وعلى رغم الاعتراف بأحقية المطالب المشروعة للحراك والقرف من الممارسات السياسية والمماحكات المشينة والفساد المستشري، فإن من الموضوعية طرح أسئلة عن الجهات التي عطلت البلاد لسنوات طويلة وكشف هويات كل المفسدين «كلهن يعني كلهن». ولا بد أيضاً من التساؤل عن سر تشرذم قادة فئات الحراك وعدم قدرتهم على توحيد صفوفهم ومطالبهم وتنظيم صفوفهم، ومنع المندسين من تشويه صورتهم وإعطاء صورة غوغائية والقيام بممارسات فوضوية، مثل الاعتداء على الممتلكات وكتابة شعارات والتفوه بشتائم لا تليق بشباب طامح إلى الحرية ومحاربة الفساد، ما دعا البعض إلى التساؤل عن الفارق بين الذين تبادلوا الشتائم البذيئة تحت قبة البرلمان وبين ما سمعناه خارجه. وهنا لا بد من تحميل بعض الإعلام مسؤولية صب الزيت على النار والسماح بنقل البذاءات والتعديات على الحقوق والحريّة لغاية في النفوس أو بدافع الإثارة. باستثناء هذه الملاحظات، لا يمكن أي إنسان إلا أن يتعاطف ويقف مع المطالب المشروعة للمتظاهرين ويطرح معهم التساؤلات، ومنها:
* هل هناك بلد في العالم يبقى من دون رئيس لأكثر من سنة ونصف السنة من أجل شخص أو طرف أو حزب؟
* هل هناك بلد في العالم تبقى حكومته معطلة ومشلولة لا تعمل، أو تمنع من العمل، وإن أرادت أن تعمل بجهد رئيسها الصابر والمتحمل ما لا يتحمله إنسان، تواجه بمن يضع العصي في دواليبها ويعرقل قراراتها التي تهدف في الأساس إلى خدمة المواطن وتخفيف الاحتقان؟
* هل هناك بلد في العالم يمدد مجلس نوابه لنفسه مرتين بحجة عدم إمكان إجراء انتخابات عامة في الظروف الحرجة، ثم لا يجتمع ولا يشرّع ولا ينتخب رئيساً ولا يمنح أملا حتى من طاولة الحوار، على رغم اليقين بأن القضية لا تحتاج إلى حوار بل إلى قرار؟
* هل هناك بلد في العالم نفاياته ترمى في الشوارع لأكثر من شهرين على رغم التأكد من أخطارها الصحية والبيئية، وسط عجز ومساومات وتدخلات من كل من هب ودب لتقديم الحلول والاقتراحات، فيما المواطن يكتوي بنار مأساة تضاف الى مآسيه المتراكمة؟
* هل هناك بلد في العالم لا كهرباء فيه على رغم إنفاق البلايين على مشاريع الهدر وسفن الأحلام والوعود الكاذبة، علماً أن أكثر من نصف الدين العام الذي يرزح تحت كلفته لبنان تعود إلى هذا القطاع وفساده؟
* هل هناك بلد في العالم لا ماء فيه، وهو الغني بأنهاره وينابيعه التي تذهب هدراً إلى البحر؟
مسكين لبنان الذي أحببناه، فقد كان الواحة التي يتنفس فيها اللبنانيون والعرب في صحراء الأزمات والحروب، وكان الأمل كبيراً بأن يكون رائداً في الحرية والديموقراطية والانفتاح والازدهار وتأمين سبل الحياة الكريمة لمواطنيه، وهو الغني بإمكاناته وطبيعته وخدماته وحرية اقتصاده وسرية نظامه المصرفي وقدرات اللبنانيين على الابتكار. مسكين لبنان حقاً. فقد تحول إلى ضحية يساهم في ذبحها كل يوم بعض أبنائه وأكثر أشقائه ومعظم الطامحين بالهيمنة عليه والطامعين به وبمياهه وأولهم إسرائيل التي تعمل على منعه من الاستقرار لأنه يدحض مزاعم «الديموقراطية الوحيدة في المنطقة».
وقد عبر شاعر العصر نزار قباني عن هذا الواقع في قصيدته: بيروت محظيتكم، بيروت حبيبتي: سامحينا إن تركناك تموتين وحيدة/ سامحينا إن رأينا دمك الوردي ينساب كأنه العقيق/ وتفرجنا على فعل الزنى وبقينا ساكتين/ آه يا بيروت، يا صاحبة القلب الذهبي/ إنا جعلناك وقوداً وحطباً للخلافات التي تنهش من لحم العرب/ منذ أن كان العرب؟! نعم هذه هي الحقيقة المرة، فقد ألقى العرب كل نفاياتهم على لبنان ورموا بمشاكلهم وأزاحوها عن ظهورهم ليرتاحوا، فقد استضعفوه فشلّوه وحمّلوه تبعات خلافاتهم وعجزهم منذ نكبة فلسطين ولجوء مئات الآلاف من اللاجئين إلى أراضيه، ليدفع ثمناً باهظاً توّج بحرب أهلية. ثم جاءت الحرب السورية لتضاعف الأعباء مع أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ، إضافة إلى نصف مليون عامل ومقيم.
والدول الكبرى ليست بريئة من دم كل لبناني، فالتاريخ يدلنا إلى الفتن التي أشعلت نارها منذ عام ١٨٦٠ حتى يومنا هذا، منذ هيمنة القناصل إلى نفوذ السفراء. وبكل أسف، فإن بعض اللبنانيين قبلوا بهذا الدور التابع. انتظروا الضوء الأخير من «س س» أو «س أ»، ومن فرنسا وأميركا أو إيران التي دخلت على الخط منذ قيام الثورة. الكل ينتظر ويروج بأنه لا حل إلا بحسم الحرب السورية أو انتهاء حرب اليمن أو معرفة مصير العراق بعد انتظار الاتفاق على حل الملف النووي الإيراني، ولما أنجز جاءت النتيجة عكسية، والكل يدعي حباً ووصلاً بلبنان، ومن الحب ما قتل.
والمؤسف أنه في غياب السلطة الحائر واندفاع الشعب الثائر، برزت فئات لها غايات وأحقاد للعمل على هدم القيم، من الوحدة الوطنية إلى التعايش الإسلامي- المسيحي الذي كان يُعد نموذجاً للعرب والعالم، إلى الأصول الديموقراطية والدستور وحتى اتفاق الطائف الذي لم تنفذ بنوده المهمة. وعلى رغم هذا، ما زال يُعد صَمّام الأمان. وبرزت فئة أخرى لتكشف عن نواياها لهدم المؤسسات والمرافق التي أعطت وجهاً مشرقاً للسياحة والاستثمار، وهما من أسس بناء الاقتصاد اللبناني ومركز الثقل لتوفير فرص العمل، وفق ما يؤكد الخبراء الذين قدروا حجم العمالة بين مختلف الفئات في الوسط التجاري (سوليدير) والأسواق و «زيتونة باي» والمرافق السياحية بأكثر من مئة ألف فرصة عمل، وربما أكثر، لولا الخضات المستمرة والاعتصامات المتكررة والاستهداف الممعن في الحقد على كل من يبني مرفقاً في بيروت وتشويه صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقتل أحلام اللبنانيين بعاصمة يفتخرون بها ويستفيدون من المشاريع التي أقيمت في أكثر المناطق إقبالاً من السياح العرب والأجانب، كأن هناك من لا يريد للبنان أن يستقر، ولا لأبنائه أن يؤمنوا مستقبل أولادهم، بدل أن يقدموا على الهجرة ويموت أهلهم حزناً وحسرة على فراقهم.
7:03 PM 18/10/2015ولا يتسع المجال هنا لسرد تفاصيل الكثير من الأحلام، مثل لبنان مستشفى الشرق الأوسط والمدينة الإلكترونية والمدينة الإعلامية وغيرها قتلت وهي في مهدها، والتي لو نفذت لأحيت لبنان وحققت للمواطن كل ما يطلبه وجنّبته المذلة والحاجة والمحنة التي يعيشها الآن.
وبعد هذا كله، يسألونك عن الحل في لبنان ويحذرون من الأخطار. ويحدثونك عن الانفراج أو الانفجار، فيما الحرائق تشتعل من هنا وهناك، لتحرق ما تبقى من أخضر ويابس وتقضي على الوطن والمواطن. ولا نجد في المقابل سوى العناد والتحدي والنكايات والأنانية وغياب الوطنية والمواطنة والارتباط بإرادات خارجية وأصابع خفية يقولون إنها تدير اللعبة التي لم يعد لها قواعد تذكر.
وأختم مع الرائع نزار في قصيدة يعبر فيها أجمل تعبير عن مكانة لبنان في قلوبنا:
من الطبيعي أن يتضامن الشعر مع لبنان
فمن هو الشاعر إذا لم يدافع عن وردة جميلة تذبح؟
أو عن لوحة جميلة تذبح… أو عن مدينة جميلة تذبح؟
ولأن بيروت مدينة جميلة جداً… فقد دفعت ثمن جمالها!
ولأنها مثقفة جداً… . فقد دفعت ثمن ثقافتها
ولأنها مدينة حرة جداً… فقد دفعت ثمن حريتها
هذه هي ديكتاتورية التاريخ… منذ شريعة الغاب
…. حتى شريعة النظام العالمي الجديد!
نعم، هذا هو لبنان الذي نحبه ونتألم ونحن نراه يذبح أمام ناظرينا ونحزن لأي أذى يتعرض له من جانب الأعداء والإخوان والأبناء، فكلهم استضعفوه ليشلّوه (الأصل ليأكلوه) ويطفئوا نور إشعاعه ليحل الظلام ويحرم من أن يكون موئل حرية وشاطئ أمان ومنارة حضارة وعلم واعتدال.
ماذا قصد بروجردي بحديثه عن زيارة القصر؟ بوغدانوف يتولّى المراجعات حول الرئاسة
خليل فليحان/النهار/19 تشرين الأول 2015
يواجه سفير روسيا ألكسندر زاسبكين منذ التدخل الجوي العسكري في سوريا سؤالا من السياسيين والصحافيين، عما اذا كانت بلاده تعد لمبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية فيسارع الى النفي، مع ان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف يجري اتصالات بالفاعليات السياسية والنيابية او يتلقى منها اجوبة عن استفسارات يطرحها حول الاستحقاق الرئاسي. إلا أن زاسبكين يلمح الى افادة سيجنيها لبنان من جراء التدخل العسكري الجوي الروسي ضد مواقع التنظيمات الإرهابية، ولا سيما على صعيد تقليص خطر مسلحي تلك التنظيمات على لبنان، على عكس ما يراه كبار الضباط الإيرانيين في دمشق من ان تصعيد تلك الهجمات الجوية، بمساندة من القوات البرية المؤلفة من جيش النظام، يساندها مقاتلو حزب الله والحرس الثوري، يعتبرون أن الخلل في القوى المتحاربة مع “التكفيريين” سيؤدي الى شلل العمليات العسكرية ضد النظام ومؤيديه، وبالتالي فإن مسلحيهم سيهربون في اتجاه لبنان والأردن وتركيا من شدة مطاردتهم لهم أرضاً وجواً. ولم يتأخر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي في تحذير المسؤولين من الخطر الذي يجب عدم الاستهانة به، مشدداً على ضرورة ان ترفع القوات المسلحة المنتشرة على الحدود الشرقية والشمالية درجة اليقظة والمراقبة لمنع اي تسلل لهم. وأشار الى ان اداء الجيش اللبناني كفيل بمنعهم. كما ان “حزب الله” له مواقعه على الحدود الشرقية مع سوريا وساهر على الجزء المتبقي من تلك الحدود. وتوقف مرشحون للرئاسة وسفراء أجانب معنيون معتمدون لدى لبنان عند عبارة تلفظ بها بروجردي عندما قال: “آمل أن تكون زيارتي المقبلة للقصر الجمهوري”! سأل سفير أوروبي هل هذا تمنّ أم زلة لسان؟ ولم يتوافر اي جواب مقنع عما قصده المسؤول الإيراني الذي يعتبر انه في صلب القرار في ما تخططه القيادة في طهران. وأضاف: اذا كانت بعض الدول وبعض رؤساء الكتل النيابية يؤكدون ان مفتاح حل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في يد ايران، فإن ما قاله بروجردي قد يندرج في إطار التحضير لمخرج يؤدي الى اختيار رئيس تسووي، والمتابع لهذا الملف يعلم ان طهران يمكنها ان تؤدي دورا يمكن ان ينهي او يساعد على إنهاء هذا التعثر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بالطلب من الحزب تغيير موقفه ونزول نوابه الى ساحة النجمة لتأمين النصاب، وان السعودية لن تعارض اي مرشح تتوافق عليه القوى السياسية اللبنانية بالكامل، او معظمها على الأقل. وأشاروا الى انه لا حاجة الى التذكير بأن الكثير من قادة البلاد ينتظرون القمة الفرنسية – الإيرانية المتوقعة أواسط الشهر المقبل في باريس لمعرفة ما اذا كان الرئيس حسن روحاني سيعطي الرئيس فرنسوا هولاند موقفا إيجابيا ينهي الفراغ الرئاسي في بعبدا ام ان الحديث عنه سيظل في إطار المناقشات. ولفتوا الى ان الحالة السياسية في البلاد مهترئة وغير قابلة للمعالجة، فالرئيس نبيه بري وصف الحكومة بأنها محروقة، وتلاه العماد ميشال عون فأعلن مقاطعة وزيريه لأي جلسة للحكومة، وفجّر الوزير نهاد المشنوق قنبلة نهاية الأسبوع بالتلويح بالاستقالة من الحكومة، ولم يعد ينفع الا انتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد الى التوافق وترسيخ الاستقرار السياسي لتحصين البلاد من التداعيات السلبية للازمة السورية في كل المجالات.

التلويح بالاستقالة بين السلبية والإيجابية أي معنى للتمسّك بالحكومة مع تعطيلها؟
روزانا بومنصف/النهار/19 تشرين الأول 2015
تناقضت المواقف حتى من ضمن قوى 14 آذار في شأن تلويح وزير الداخلية نهاد المشنوق في الذكرى الثالثة لاغتيال اللواء وسام الحسن بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار في ظل استمرار المراوحة والابتزاز على حالهما. كثر لم يتحمسوا لهذا الموقف نظراً الى انه من غير المفيد لهذا الفريق ان يأخذ شعلة التعطيل من يد رئيس تكتل الاصلاح والتغيير الذي يحتكر حتى الآن هذه اللعبة علناً ولو ان هؤلاء يعتبرون انه يشكل الذريعة الداخلية لتلاقي طموحه في الاستئثار قسراً بصلاحيات رئيس الجمهورية وهو في موقعه الحزبي خارج هذا الموقع، مع مصالح محور اقليمي من أجل تعطيل البلد وإبقائه على هذه الحال على رغم الضرر الكبير اللاحق بلبنان عموماً والمسيحيين في شكل خاص. فالتعطيل في لبنان باتت وجهته معروفة حتى بالنسبة الى القوى الخارجية ومنها إيران بالذات التي ترمي الكرة في ملعب المسيحيين حيث يوجد اتجاهان أحدهما يبدي مرونة معلنة والآخر يرفض أي مساومة على ما يعتبره حقه. والعماد عون كان أعلن في الذكرى الـ25 لإخراجه من قصر بعبدا في عملية عسكرية شنها النظام السوري بأنه هو من يعطل مفاخراً بذلك وحاصداً التصفيق من مناصريه من دون وعي لأبعاد هذا الموقف فعلياً على مصلحة هؤلاء ومصالح اللبنانيين ككل، في الوقت الذي يجهد حليفه “حزب الله” في محاولة لرمي كرة التعطيل في مرمى 14 آذار ويستمر في تكرار ذلك على عكس ما يفتخر به حليفه لعدم رغبته في أن يكون هو في موقع سلبي على طول الخط بحيث يزيد من الانعكاسات السلبية على البلد، إضافة الى تلك التي يتسبب بها انخراطه في الحرب السورية والتي يعرف جيداً تبعاتها ولو انه يبررها ايضاً باعتبارات الضرورة التي يشرحها في كل مناسبة. وقبل بعض الوقت رفضت السفارة الايرانية في بيروت ان تكون في موقع المعطل للاستحقاقات اللبنانية ما يفسر حرص الحزب على تكرار رمي الكرة في ملعب خصومه ولو انه هو من يعطل الحكومة بذريعة دعم مطالب حليفه. أصحاب هذا الرأي يفضلون استمرار تسليط الضوء على موقف العماد ميشال عون المعطل لمجلس الوزراء والمشكك في جدوى الحوار ونتائجه والتناقض بين مواقفه ومواقف حلفائها الأقربين في هذا المجال على ركوب موجة التلويح بأمر يدرك الجميع بمن فيهم تيار المستقبل نفسه بأنه لن يذهب في هذا السبيل. فحتى الآن تصرف التيار السني الأكبر ولا يزال على أنه أم الصبي بحيث أن كل التنازلات التي قدمها في البلد بعد 2005 في شكل خاص أدرجها تحت عنوان عدم وجود رغبة لديه في ترك البلد ينجرف الى حيث يريد الآخرون الدفع به. يضاف الى ذلك ان التيار يظهر تحسساً كبيراً بما يحوط لبنان من مخاطر ويحذر من مخاطر اللعب على حافة الهاوية. ولذلك فان التلويح بأمر لن يقدم عليه ويعرف الآخرون جيداً انه لن يقدم عليه في هذه المرحلة بالذات حرصاً على عدم دفع البلد نحو المجهول لا يعتبر نقطة قوية تسجل لصالحه في هذا السياق.
أضف الى ذلك ان التلويح بالاستقالة من الحكومة والابتعاد عن الحوار، حتى بالإعلام أو المناورات السياسية، في مقابل إظهار “حزب الله” موقفاً معاكساً إنما يضع هذا الأخير أقله علناً وأمام الخارج في موقع الطرف الايجابي الحريص على استقرار الوضع في البلد شأنه شأن الدول الكبرى الداعمة للبنان وأمنه واستقراره في هذا السياق، في مقابل تبرير تدخله في سوريا بأنه ضد التكفيريين حيث يصطف أيضاً الى جانب قوى دولية تحارب هؤلاء. وينبغي الإقرار بأن الحزب ينجح في ذلك أي إشاعة انطباع مقنع عن رغبته في المحافظة على استقرار البلد في هذه المرحلة أياً تكن الاعتبارات المصلحية وراء ذلك.
في المقابل يعتبر البعض الآخر أنه إذا كان رد الأمين العام لـ”حزب الله” على الموقف الذي اعلنه المشنوق هو تأكيد التمسك ببقاء الحكومة والحوار، فإن ذلك يعد أمراً جيداً وان تلويح وزير الداخلية بتصعيد سلبي اعطى مفعولاً إيجابياً في رأي هؤلاء. وذلك تحت طائل مطالبة الحزب في المرحلة المقبلة بترجمة موقفه الداعم لبقاء الحكومة بالمشاركة في أعمالها على قاعدة ان بقاء الحكومة الذي هو “لمصلحة اللبنانيين” بحسب توصيف السيد نصرالله يقتضي تفعيل عملها لأن بقاءها على ما هي عليه من حال التعطيل لا يخدم مصلحة اللبنانيين، بل يضر بها في ظل مصالح معطلة لهؤلاء على كل المستويات. وهو الذي سبق ان دعا الى تفعيل مجلس النواب كذلك من أجل مصلحة اللبنانيين مما يعني ان بقاء المؤسسات الدستورية شكلا من دون فاعلية لا يخدم هذه المصلحة. أما إبقاء الحكومة شكلاً وممارسة الضغوط والبعض يقول الابتزاز من أجل تحصيل تعديل آلية عمل مجلس الوزراء وإدخال أعراف جديدة على عمله او محاولة الحصول على تعديل في آليات المرحلة الراهنة اي الذهاب الى قانون انتخابات على اساس نسبي قبل انتخاب رئيس للجمهورية وفق الشعارات التي بات يرفعها عون، فهذا أمر ينبغي ان يواجه كما هو خصوصا ان السقف الأخير الذي وضعه رئيس تكتل الاصلاح والتغيير لعودته عن مقاطعة وزرائه مجلس الوزراء أي تعيينات أمنية جديدة يكون هو مرجعيتها أدى الى رفع مستوى علنية معارضة طموحاته من داخل الزعامات المسيحية قبل سواها.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 21056

Trending Articles