مَن يعوق وصول عون الى بعبدا؟
غسان حجار/النهار/2 آب 2016
لا ينطلق الحديث عن مرشح من خارج المرشحين الاربعة الكبار من عداء للعماد ميشال عون، اذ من واجب كل لبناني تقديم التهانىء له اذا بلغ قصر بعبدا في انتخابات ديموقراطية حصل فيها على الاكثرية النيابية بطريقة طبيعية، لا تحت ضغط الشارع والسلاح والوصاية والاحتلال، من دون ان نعيش في عالم مثالي او غير واقعي ينفي اي تدخل خارجي في الاستحقاقات اللبنانية الكبيرة، وحتى الصغيرة احيانا. ينطلق استبعاد وصول العماد عون الى بعبدا من قراءة الواقع، ومن مواقف افرقاء الداخل، ومنهم الحلفاء، وحلفاء الحلفاء، قبل الخصوم. اول المشجعين علناً لرئاسة عون هو “حزب الله”. ويدرك الحزب جيدا الاثر السعودي في القرار اللبناني، وهو ربما ينتظر إضعاف هذا الدور لفرض خياره الرئاسي. لكنه في هذه الاثناء يعلي الصوت المندد بكل السياسات السعودية والخليجية، ويوجه التهم الى النظام السعودي، ما يحول دون القبول الخليجي عموما بترئيس عون مرشح الحزب والمحور السوري – الايراني برأي تلك الانظمة. ثاني الداعمين الفاعلين حزب “القوات اللبنانية”. وقد أضر الحزب بعون مرات، بقصد من رئيسه او من دون قصد. في المرة الاولى عند اعلان التفاهم في معراب عندما حدد الدكتور سمير جعجع خطوطا للتفاهم لم يعلق عليها عون بل اكتفى بابتسامة، وهو ما اثار حلفاء الاخير وولّد لديهم نقزة من ان يقدم عون على تنازلات سياسية مقابل الوصول الى بعبدا. وفي المرة الثانية عندما واصل جعجع هجومه على “حزب الله” مؤكدا عداءه معه، ما يعني ان التفاهم لم يلحظ تقريب “القوات” من حلفاء عون ولا قبولا بسياساته. وثالثا عندما لم يسع جعجع مع اصدقائه الخليجيين الى “ترميم” علاقة عون بهم بل “قطع” علاقته الشخصية بهم ما ولّد استياء وانعكس سلبا. ثالث الداعمين كان في ما مضى النائب سليمان فرنجية الذي تحول ما بين ليلة وضحاها مرشحا اول، وكاد ان يخرق التعطيل الرئاسي لو توافر النصاب في المجلس. واذ اكد قبل يومين استمراره في الترشح رابطاً انسحابه، كما اعلن سابقا، بالخطة “ب”، فانه اكد أيضاً عدم وجود بوادر للحل. اما حليف الحليف، اي الرئيس نبيه بري، فانه “أدهى” بكثير من ان يقدم له الاتفاق النفطي كورقة مقايضة رئاسية، وهو الذي كان يرفض رئاسة عون، خصوصا بعدما اعتبر الاخير ان المجلس غير شرعي بعد التمديد، ويسأل في مجالسه “كيف يقبل بانتخابه من مجلس غير شرعي؟”.
ومثله النائب وليد جنبلاط الذي ربط موافقته على عون رئيساً بتوافق وطني واجماع مسيحي عليه، اي انه كمن يطلب المستحيل، لكنه يفيد من اللفظ في المبنى الذي يسبب لغطاً في المعنى. في ظل هذه المواقف، هل يصح القول ان “تيار المستقبل” يعطل الرئاسة؟ وانه يملك مفتاح الحل والربط؟