الراعي والمظلوم حلفاء لمحور الشر السوري-الإيراني ويسوّقان له
الياس بجاني/21 تشرين الأول/15
نتمنى أن تستفيق القيادات المارونية السيادية والبشيرية المنضوية تحت مظلة 14 آذار من غيبوبة الذمية والتقية وسرطان الحسابات الشخصية السلطوية وتبدأ بجرأة ووطنية واحتراماً لدماء الشهداء التعامل مع هرطقات وشرود سيدنا بشارة الراعي وفريقه السياسي والديني بشفافية مسمية علنية الأشياء بأسمائها وواضعة النقاط على الحروف دون تردد أو مسايرة ومتعظة من قول الرسول بولس: لو أردت مسايرة مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح” (غلاطية01/10). ونذكر من لا يزال ضميره حياً إلى أن كلام المطران سمير مظلوم ومعه المطران جورج خضر قبل أيام قليلة عن لا مارونية شخص رئيس الجمهورية هو تسوّيق وقح وفج لضرب الكيان اللبناني ومعه الصيغة التعايشية الحضارية، لا أكثر ولا أقل.
ولمن على خلفية الجبن والخوف وقلة الإيمان والأنانية وعقد النقص يطالب بأن يكون التعامل النقدي مع سيدنا الراعي وراء الأبواب المغلقة وفي الغرف السوداء، نقول إن كنتم لا تملكون وزنات القيادة ولا تعرفون ألف باء الوطنية والإيمان اذهبوا إلى بيوتكم وتمتعوا بثرواتكم وأفسحوا في المجال لقادة انعم الله عليهم بوزنات القيادة ويعرفون فكراً وممارسات وخطاباً قيم المحبة والعطاء والشهادة والثبات والتجرد من كل هو ترابي وذاتي.
نتمنى على هذه القيادات التي عملياً لا تجيد غير التشاطر والتذاكي ومحاربة بعضها البعض من خلال معارك عبثية وانتحارية أن تترفع في فكرها وممارساتها وإيمانها وتتمثل بنموذج الشيخ بشير الجميل العظيم وتعود إلى القضية وتهجر الشخصنة والحرتقات السياسية الصغيرة والأهم تخرج من أفخاخ التقية والذمية التي تكاد تلغيها وتلغي دورها وتقتلع كنتيجة حتمية لذلك الوجود السياسي المسيحي من لبنان وتدمر لبنان الرسالة والكيان عن طريق ضرب الصيغة التي يسوّق لها الراعي وخضر وغيرهما كثر.
إن أخطر أمراض هذه القيادات هي نرسيسية حيث تؤله هذه الشخصيات ذاتها وتتصرف بغباء على أساس أنها باقية إلى الأبد وتحيط نفسها بأتباع وزلم ومنافقين ومنتفعين يفتقدون إلى كل مقومات الحرية وحاسة النقد واحترام الذات.
مرض هؤلاء القادة المزمن هو وهم كرسي بعبدا وبالتالي يسايرون وينافقون من يعتقدون أن له تأثيراً على ترأسهم، وبالتالي وعلى هذه الخلفية المرّضية يسايرون ويماشون البطريرك الراعي منذ انتخابه بطريركاً وعلى عماها حتى لا يغضب ويقف عائقاً في طريقهم الوهمي إلى قصر بعبدا.
ما يجب أن يعرفه القاصي والداني ويتصرف على أساسه هؤلاء القادة أن البطريرك الراعي سياسياً ووطنياً هو نقيض 100% لكل ما كان عليه العظيم البطريرك صفير وأنه وفريقه السياسي والديني يتموضعون في قاطع المحور السوري-الإيراني، ونقطة على السطر.
فمنذ أسبوعه الأول كبطريرك والراعي يسوّق للاحتلال الإيراني ولحزب الله وقد أحاط نفسه بفريق سوري وإيراني الهوى والنوى والولاء من أمثال سمير مظلوم وحتى أنه وعلى خلفية عقدته من تجمع قرنه شهوان وانجازاته الاستقلالية كلف المظلوم المعروف بتبعيته السياسية العمياء للنائب سليمان فرنجية ولمرجعيات فرنجية السورية الأسدية ترأس تجمع سياسي كل أفراده من أيتام النظام السوري منهم البقرادوني والفرزلي وفرحات وغيرهم كثر من المغربين عن لبنان والمارونية ومن أعداء لبنان الكيان والرسالة والتميز.
ومن بمقدره أن يتعامى عن دور الراعي الاغترابي والدولي المسوّق للاحتلال الإيراني، فالرجل في كل جولاته على الدول والأبرشيات المارونية كان واضحاً كوضوح الشمس في أجندته الغارقة في وهم حلف الأقليات.
من هنا ولأن السفينة المارونية تحديداً ومعها لبنان الرسالة على وشك الغرق، فإن المطلوب من القيادات المارونية السيادية تحديداً الترفع على كل ما هو شخصي وأطماع وأوهام رئاسية وحرتقات ومناكفات وتأسيس تجمع شبيه بالجبهة اللبنانية والاستعانة بالاغتراب المهمش من قبلهم والوقوف في مواجهة خط البطريرك الراعي السياسي والوطني وأن لزم الأمر المطالبة باستقالته. نذكر هؤلاء السادة إلى أن لا مستحيلات مع الإيمان والرجاء والثقة بالنفس، وأن الظروف التي تكون فيها تجمع قرنة شهوان كان بألف مرة أصعب وأخطر من وقتنا الحالي على كل الصعد.
نلفت إلى أننا عندما نتحدث عن القيادات المارونية لا نعني لا من قريب ولا من بعيد الشارد ميشال عون أو أي من أفراد كتلته النيابية أو من المتكوكبين حوله من أصهرة وأبواق وودائع ونفعيين لأن هؤلاء جميعاً خرجوا منا لينفضح أمرهم وقد جاء الوصف الإيماني لمن هم في وضعية هؤلاء في (رسالة يوحنا الأولى/02/19): “مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا”.
ننهي مع قول السيد المسيح للكتبة والفريسيين الذين طلبوا منه اسكات تلاميذه والمؤمنين يوم دخل أورشليم: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجار”.(لوقا19/40)
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني phoenicia@hotmail.com
في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقعي المنسقية الجديد والقديم