معلومات استخباراتية: ايران أنفقت 100 مليار دولار وتدير عملياتها من البيت الزجاجي و تملك جيشاً من 60 ألف جندي ومرتزق شيعي في سورية
لندن – وكالات/السياسة/02 أيلول/16
كشفت صحيفة “ديلي مايل” البريطانية، استناداً إلى معلومات استخبارية، أن إيران تدعم النظام السوري انطلاقاً من مقر سري في دمشق يطلق عليه اسم “البيت الزجاجي”، كما تقوم بإدارة جيش سري ضخم لدعم بشار الأسد. ونقلت الصحيفة على موقعها الالكتروني عن مصادر في “المجلس الوطني للمقاومة في إيران” قولها إن المرشد الأعلى علي خامنئي أنفق مليارات الدولارات لشراء المعدات العسكرية لدعم الأسد خلال السنوات الخمس الماضية، وأن إيران تدير العمليات على الأرض من خلال مقرّ محصّن من خمسة طوابق بالقرب من مطار دمشق. وأضاف المجلس انه من خلال المقر الايراني الذي يلعب دوراً حيوياً في دعم نظام الأسد إلى جانب روسيا، تدار عمليات التجسس ومكافحة التجسس، ويحتوي على خزنات محصنة تضم ملايين الدولارات نقداً تصل مباشرة من طهران. ووردت هذه المعلومات في ملف من التقارير التي سرّبها على ما يبدو كبار المسؤولين داخل “الحرس الثوري” الايراني وجمعها ناشطون منشقون يعارضون النظام.
ويؤكد الملف أن إيران تهيمن على أكبر قوة مقاتلة في سورية، وأن لديها قواعد عسكرية في جميع أنحاء الدولة المنقسمة، وأصبحت تشكّل قوة حربية أكبر بكثير مما كان يعتقده الغرب، دعماً لنظام الرئيس السوري. وبحسب المعلومات، تدير إيران جيشاً من نحو 60 ألف مقاتل شيعي، من العراق وأفغانستان وباكستان ولبنان، في سورية، فيما انخفض عديد جيش الأسد إلى 50 ألف جندي فقط، في حين تملك ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، التي لديها هيكلية قيادية مستقلة لكنها تعمل بتنسيق وثيق مع إيران، نحو 10 آلاف مقاتل في سورية. وقال كمال علم، المحلل الباحث في معهد الخدمات الملكية الموحد، إن المعلومات المسرّبة “معقولة جداً”، مضيفاً “أزور سورية بشكل دائم، وأزور ميادين المعارك، وشاهدت كيف أن الايرانيين يحاولون إبقاء عملياتهم سرية قدر الامكان”.
وقال “يتكلّم الجنود بالعربية عوضاً عن الفارسية في العلن، ولا يرتدون في العادة الزي العسكري الايراني، وهذا ما يجعل من الصعب جداً على المراقبين معرفة عددهم فعلياً”. وكشفت المعلومات أن إيران تدير مقراً رئيسياً بالقرب من مطار دمشق يطلق عليه “البيت الزجاجي”، يضم 180 غرفة، ويقع قريباً جداً من مهبط للطائرات يطلق عليه “المجلس الوطني” اسم “محمد علي”، ما يجعل من السهل للقادة العسكريين الايرانيين استقبال الجنود والأموال والمعدات، أو استخدامه للفرار في حال سقوط دمشق. ويعمل داخل المقر، الذي تتولى قوة عسكرية كبيرة حراسته وهو محاط بجدران مضادة للرصاص، نحو ألف جندي، عليهم جميعاً الخضوع لتدقيق أمني شديد قبل اختيارهم. وتقع داخل المقر إدارات عدة بما فيها مكافحة التجسس واللوجيستية والاعلام والترويج، وقيادة المرتزقة الأجانب، فيما تحتل المخابرات الايرانية الطبقتين الأخيرتين من المبنى.
وبحسب المعلومات الاستخبارية، فإن طهران أنفقت أكثر من 100 مليار دولار منذ اندلاع النزاع في العام 2011، بما في ذلك معدات عسكرية، دعماً لنظام الأسد. وتؤكد المعلومات أن ملايين الدولارات نقداً تصل دورياً إلى مهبط الطائرات قبل أن يصار إلى نقلها إلى الخزنات المحصنة في الطابق السفلي داخل “البيت الزجاجي” تحت إشراف وقيادة الجنرال سيد رازي الموسوي القائد السابق لـ”قوات القدس” في سورية، ويستخدمها عادة لدفع رواتب المقاتلين. وكشفت التقارير أن طهران بدأت إنشاء جذور عسكرية لها في 18 موقعاً من شمال سورية إلى جنوبها، تظهر نيتها في السيطرة على مساحات واسعة من البلد حتى لو هزم نظام الأسد. ويؤكد “المجلس الوطني” أن المخططين العسكريين الايرانيين الذين يعملون تحت قيادة الجنرال محمد جعفر أسدي المعيّن حديثاً قائداً أعلى للقوات الايرانية في سورية، قسّموا سورية إلى “خمس جبهات”، تتألف من الجبهة الشمالية، والجبهة الشرقية، وجبهة القيادة الوسطى وجبهة القيادة الساحلية.
ونُشرت قواعد “الحرس الثوري” في كل هذه القطاعات، في حين أن كل قاعدة قادرة على استيعاب 6 آلاف جندي وأسلحة ثقيلة وقوة جوية وصواريخ مضادة للطائرات. ويقول الخبراء إن طهران عازمة على حماية والدفاع عن خطوط إمداداتها إلى حليفها “حزب الله” في جنوب لبنان، والتوسّع إلى خارج هذه القواعد.
وقال مصدر أمني “تستعد إيران لأخذ موقع بغض النظر عما إذا سقط الأسد أو نجا، ما يجعل طهران في أفضل موقع للهيمنة على ما سيأتي لاحقاً”. واستناداً لوثائق الملف، كان هناك في العام الماضي خمسة آلاف جندي إيراني في سورية في حين وصل الرقم حالياً إلى 16 ألفاً.
وقال المصدر الأمني “أنت تتحدث عن خطة مبرمجة جيداً ومدروسة جداً للوجود الايراني. إنهم يفكرون بوضوح وحكمة ويرسّخون تواجدهم وينشئون جيوباً من القوة في أماكن تشكّل أهمية ستراتيجية”، مضيفاً ان “الإيرانيين أسياد في التدخل بوظائف سياسية مختلفة في الخارج، وهذا بالضبط ما يخيف الكثيرين في المنطقة. إنه أكبر كابوس بالنسبة لهم”.