القاعدة وإيران صنوان
عبدالله العلمي/العرب/07 أيلول/16
المشروع الإيراني التوسعي يرفع راية الدين، ولكنه ينفق ثروات البلاد والعباد لضرب الأمن والاستقرار والسلام في خبر مر مرور الكرام: “أصدرت محكمة نيويورك الفيدرالية في منتصف شهر مارس من العام 2016 حكما بتغريم إيران مليارات الدولارات تعويضا لعوائل أميركيين قتلوا في هجمـات 11 سبتمـبر 2001”، انتهـى الخبر. موقف المجتمع الدولي الرسمي (العلَني والمُعْلَن) من إيران لا يتسم بالإيجابية، وخاصة بعد الكشف عن التعاون بين طهران والجماعات الإرهابية حول العالم، وخاصة تلك الملتحفة بغطاء الدين. لم يعد خافياً أن المشروع الإيراني التوسعي يرفع راية الدين، ولكنه ينفق ثروات البلاد والعباد لضرب الأمن والاستقـرار والسلام في المنطقـة. بمعنى آخر، الهـدف من توسع إيران السرطاني تحت عباءة مذهبية هو منح سياستها “شرعية” دينية لإكمال مسرحية “المستضعفين”.
في سبتمبر 1985 فشلت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان في تمرير صفقة “إيران – كونترا” السرية لبيع واشنطن أسلحة لدولة “عدوة” هي إيران، واستعمال أموال الصفقة لتمويل حركات “الكونترا” المناوئة للنظام الشيوعي في نيكاراغوا. وكما فشلت صفقة “إيران – كونترا”، ستفشل أيضاً خطة واشنطن الحـالية بالتستر على مجمـوعة وثـائق سـرية هامة حتى لا تفسد مسار الاتفاق النووي. ما هي هذه الوثائق السرية الهامة؟ في الأسابيع القليلة الماضية كشف ضابط الاستخبارات الأميركي مايكل بريغنت عن رسائل كتبها أسامة بن لادن فيما عُرِف بوثائق “آبوت آباد”. تؤكد هذه الوثائق بوضوح علاقة زعيم القاعدة مع النظام الإيراني على مدى عدة سنوات. هذه الوثائق خطيرة بحكم وظيفة بريغنت كضابط استخبارات كان يعمل طوال فترة خدمته على الملف الإيراني.
تؤكد هذه الوثائق، بما لا يدع مجالا للشك، وصف بن لادن لإيران بأنها “الممر الرئيسي للقاعدة فيما يخص الأموال والأفراد والمراسلات”، كما أوصى بن لادن تابعيه بعدم فتح جبهة عسكرية مع إيران. وفي رسائل أخرى يتحدث بن لادن عن “الإخوة” القادمين من إيران أو الذاهبين إليهـا. إضافـة لذلك، كان مدح بن لادن لـ“إنجـازات” ثـورة الخميني إشـارة قـوية إلى وجـود عـلاقة قـديمة بين القاعدة وطهران. ليس هناك أدنى شك أن ملالي إيران مارسوا – بحكم علاقتهم البراغماتية مع القاعدة- ضغوطا على الإدارة الأميركية كحد أدنى من شروط الصفقات المتتالية بين البلدين للتغطية على هذه الوثائق. كذلك أصبح واضحاً للعيان أن من ضمن التحالفات في حرب اليمن، التقى الانقلابيون (الحوثي وجماعة المخلوع علي عبدالله صالح)، مع تنظيمي “القاعدة” و“داعش” في خندق ملوث واحد ضد قوات الحكومة الشرعية والقبائل الموالية لها والتحالف العسكري العربي.
الخطر الإيراني الصفوي واضح للعيان، فطهران احتوت ما تبقى من جرذان القاعدة وعملت معهم لخدمة سياساتها التوسعية في المنطقة. للأسف، نجحت طهران في تجنيد الإرهابي السعودي صالح القرعاوي، وهو من أخطر أعضاء تنظيم القاعدة والخبير في تصنيع المتفجرات والمطلوب للسلطات السعودية في قائمة الـ85 التي أعلنتها وزارة الداخلية. احتضنت طهران القرعاوي ورعته وأخفته عن أعين الأنتربول الدولي طوال هذه الفترة التي كان يتنقل فيها ما بين أفغانستان ووزيرستان، إلى أن تسلمته السعودية عام 2012 من قبل السلطات الباكستانية. من ضمن قائمة إرهابيي القاعدة الآخرين الذين احتضنتهم ومولتهم إيران أحمد المغسل؛ العقل المدبر للعمل الإرهابي الذي وقع في 25 يونيو 1996 في المجمع السكني في أبراج الخبر، والقائمة تطول.