أهم عناوين مقابلة الإعلامي السيادي نوفل ضو مع تلفزيون المستقبل تفريغ وتلخيص الياس بجاني بتصرف حرية كاملتين
11 أيلول/16
*في ذكرى 11 أيلول الإرهاب الجهادي الذي حصل في الولايات المتحدة لا أرى كيف أن ميزان الحق والعدل يسمح لأميركا بالرد على الهجمة والانتقام باحتلال وتدمير بلدان في حين تقف متفرجة على تدمير سوريا وقتل الشعب السوري ولا تحرك ساكنا في ما يتعلق باحتلال لبنان .
*عدم الانفجار الأمني في لبنان هو قرار متخذ على مستوى حزب الله، وبالتالي لا يمكن تحميل مسؤولية وقوع هذا الانفجار من عدمه لغير الحزب لأنه الفريق الوحيد القادر على التفجير.
*حزب الله يرى أنه في موقع القوة ويسيطر على البلد.. ورغم أن له في الحكومة وزيرين فقط، ولكنه يتحكم بكل مفاصل الدولة..
“الحزب يمسك بالزند وليس عنده مشكل مع الأصابع كونها تتحرك بأوامر من الزند”. لهذه الأصابع الكثيرة والمتنوعة التي يمسك بها الحزب ويتحكم بقرارها هويات سياسية ومذهبية واجتماعية مختلفة.
*ليس من مصلحة حزب الله حدوت عملية لتفجير البلد، وهذا أمر واضح من خلال التكتيكات التي يستعملها مع العماد عون أكان على طاولة الحوار أو في داخل الحكومة لوضع وفرض سقوف على ما يقوله وما يقوم به.
*لا خوف من تعطيل طاولة الحوار وهذا أمر ثانوي ولن يؤدي إلى أي تفجير كما يتخوف البعض، وذلك طالما أن حوار حزب الله- تيار المستقبل مستمراً..الخوف من وقوع التفجير يصبح مبرراً في حال توقف هذا الحوار الثنائي المكلف برعايته الرئيس نبيه بري..
*وفي هذا الإطار، فإن مزاجية جبران باسيل أو العماد عون بالمشاركة أو بعدم المشاركة في طاولة الحوار لن يكون لها أية مفاعيل عملية لا من قريب ولا من بعيد… لأن حزب الله يتوقف كلياً عن مسايرة عون وتأييده عندما تتعارض مواقف هذا الأخير مع إستراتجية الحزب.. ولطالما عون لا يقارب هذه الإستراتجية ويهددها يتركه الحزب يتحرك حتى في الشارع، ولكن في اطر ممسوكة ومحددة…
*من الواضح أن حزب الله حالياً لا يريد أن يقع الانفجار أما ما هي خططه فيما بعد فهذا أمر آخر هو وحده يقرره وليس لعون أو لغيره من فريق 08 آذار أي قول فيه.
*نحن نرى أن لا مصلحة للحزب في فتح جبهة جديدة في حين هو يمسك بالبلد وبقراره .
*حزب الله لا يريد إسقاط الحكومة وبالتالي كل عراضات عون البهلوانية واللفظية لن تلزم الحزب بدعمه لإسقاطها.
*حزب الله يمسك بقرار عون وبقرار غيره من جماعات 08 آذار، وهؤلاء جميعا وفي مقدمهم عون هم على استعداد دائم لتنفذ رغبات الحزب والأوامر..هم قوى احتياط بأمرته ولهذا يترك لهم هامشاً من الحركة الممسوكة والضيقة والتي لا تتعارض مع إستراتجيته ومشاريعه.
*في أطار أوسع وعلى مستوى البلد كله، البعض ممسوك كلياً من حزب الله وملحق به، والبعض متواطئ معه، والبعض خائف منه، والبعض ساكت ولا يريد مواجهته في هذه المرحلة…تعددت الأسباب ولكن النتيجة واحدة وهي أن حزب الله وبهذه الطريقة يتمكن من الإمساك بمفاصل البلد بنتيجة سكوت البعض وتواطؤ وتأمر البعض الآخر.
*العماد عون لن يصل إلى رئاسة الجمهورية “إلا بقنينة سبراي”، ولو أراد حزب الله إيصاله إلى قصر بعبدا لكان فعل… ولكن كما هو جلي وواضح للجميع فإن الحزب لم يقرر بعد ترئيس عون.
مفهوم الميثاقية القانون والدستوري والعلمي
*في أجوار الجنون “العصفورية” التي نعيشها في الوقت الراهن فقدت الكلمات معانيها لدى الطبقة السياسية في لبنان لعدة أسباب وأصبحت في هذا المفهوم الموروب مقسمة إلى ثلاثة أقسام هي:
أولاً: طبقة الجهلة والأميين في السياسة.
ثانياً: طبقة المتآمرين والمزورين.
ثالثاً: طبقة الصامتين الذين لا حول ولا قوة لهم.
*الجاهلون والأميون في السياسة من أمثال جبران باسيل وجماعته هم لا يفقهون معني مصطلح “الميثاقية” لأنهم دخلاء على العمل السياسي ويفتقرون إلى كل ما هو علم ومعرفة في هذا المضمار، كما أنهم يجهلون كل ما هو تاريخ ودستور ومواثيق لبنانية، وكل كفاءاتهم هي مصاهرة العماد عون.
*المتآمرون والمزورون يفسرون بفجور وبموت وجدان وضمير مصطلح الميثاقية على مزاجهم وبما يخدم مصالح ومشاريع أسيادهم في داخل لبنان وخارجه.
*الساكتون عن حسن نية لأنهم عاجزون طبقاً لمعاييرهم هم وليس عملاً بمعايير المقاومة أقله في الموقف والمشروع، وهم يعتقون أن الوقت هو كفيل بقلب الموازين والعودة إلى الأوضاع الطبيعية.
*الميثاقية في مفهومها اللبناني الصحيح وجدت مع “الميثاق الوطني” يوم اتفق الراحلين الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح بصفتهما التمثيلية عن المسيحيين والمسلمين (ممثلين لكافة المذاهب المسيحية والمسلمة)، يوم اتفقا على مبدأ تخلي المسيحيين عن الحماية الفرنسية والغربية، وتخلي المسلمين عن مطالبتهم بالوحدة العربية والانضمام للعمق العربي.. مما أنتج معادلة الدولة اللبنانية المستقلة القائمة على مفهوم وقاعدة هذا “الميثاق الوطني” الذي يقول ميثاقياً لا للشرق ولا للغرب ونعم لاستقلال لبنان. الجمهورية اللبنانية عام 1943 قامت على أساس هذا الميثاق الوطني.
صيغة الحكم في لبنان سنة 1943 قامت على “العرف” وهي غير الميثاق وقد نظمت مبدأ توزيع المناصب الحكومية: رئيس الجمهورية ماروني، رئيس مجلس النواب شيعي، ورئيس مجلس الوزراء سني والمناصب الأخرى عل قاعدة 6 للمسيحيين و5 للمسلمين.
في اتفاق الطائف تم الحفاظ على مذهبية الرئاسات الثلاث وكرس الميثاق الذي يقول لا للشرق ولا للغرب ونعم لاستقلال لبنان في حين تم تعديل صيغة الحكم بما يتعلق بالمناصب الأخرى وأصبحت مناصفة بين المسيحيين والمسلمين.
*المهرطقون اليوم يتكلمون عن مقدمة الدستور وعن ميثاقية التمثيل على خلفية الجهل الفاقع والأمية الكاملة في السياسة.
نكرر: إن الميثاقية هي المبدأ الوطني القائل “لا للشرق ولا للغرب ونعم لاستقلال لبنان”.. وكل من هو دستورياً ميثاقي تقاس مصداقية ميثاقيته مع هذه المفهوم الوطني للميثاق كما هو وارد في أعلى..
*من هنا فإن كل من هو في تحالف محلي أو إقليمي أو دولي يتناقض مع مبدأ هذه الميثاقية هو غير ميثاقي.
* نسأل كيف يكون ميثاقياً من هو متحالف مع محور إيران-سوريا من مثل حزب الله وباسيل وعون وفرنجية وغيرهم كثر؟
*استناداً على هذا المفهوم الوطني الصحيح للميثاقية فعون وفرنجية وغيرهما من المرشحين للرئاسة الذين هم من نفس خطهما السياسي هم 100% غير ميثاقيون.. ونقطة على السطر.
*عون تحديداً ليس مرشحاً ميثاقياً لأنه وقع ورقة تفاهم مع حزب الله تقول أن لبنان هو جزء من محور المقاومة الذي يبدأ من طهران ويمر بالعراق وسوريا ويصل إلى لبنان ومن جهة أخرى يشمل كل دول الخليج العربية.
*مشروع حزب الله الذي يجاهر به السيد حسن نصرالله علناً وبأكمله هو مناقض للميثاق الوطني لأنه يتعارض مع استقلال لبنان ومع دستوره.
*مقدمة الدستور (الفقرة ي)التي تقول لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك تعني قانونياً ودستورياً لا شرعية لأي سلطة تقول أن لبنان جزء من محور المقاومة أو أي محور آخر.
* ولا شرعية لأي رئيس أو حكومة أو مجلس نواب أو مرشح للرئاسة أو رئيس مجلس نواب كما هو حال الرئيس نبيه بري يسوّق لمشاريع هي مناقضة للميثاق الوطني..
*كل المصفقين للرئيس بري الذي هو أول من زور مفهم الميثاق هم شركاء معه في عملية التزوير…
*الرئيس بري هو من اخترع موضوع الميثاقية بغير مفهومها الوطني، علماً إن ما يقوله وينسبه للميثاقية هو دستورياً يأتِ في أطار صيغة التمثيل وليس الميثاقية.
*الميثاقية تتناول أطر هوية وموقع الدولة اللبنانية واستقلاليتها عن محيطها وعن ما وراء البحار وهي 100% لا علاقة لها بصيغة الحكم.
* العلاقات شيء والميثاق شيء آخر، والميثاق ترجم في دستور وفي صيغة حكم تقول أن لبنان عضو في جامعة الدول العربية يلتزم بميثاقها… وكنا دخلنا في صراع مرير فيما إذا كان لبنان عربياً أم لا، وانتهى الجدل باتفاق الطائف الذي قال بأن لبنان دولة عربية.
*الفقرة (ج ) من مقدمة الدستور تقول إن لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية قائمة على عدة أسس من أهمها أن الدولة قائمة على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع اللبنانيين دون أي تمييز. من هنا من حق أي سني أن يطمح ويترشح لموقع رئاسة الوزراء ونفس المنطق القانوني هذه ينطبق على الموارنة والشيعية فيما يخص موقعي رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس.
*دستورياً من حق أي ماروني أن يترشح لموقع رئاسة الجمهورية والقول أن عون هو الوحيد المؤهل لهذا الموقع أمر هرطقي بامتياز، ولكن أيضاً ليس كل من يترشح بالضرورة أن يصل.
*عون تحديداً ليس ميثاقياً بأي شكل من الأشكال وطبقاً لكل المعايير القانونية والدستورية اللبنانية لأنه ينحر الميثاقية بتحالفاته ومواقفه ونهجه السياسي المناقض كلياً لمفهوم الميثاقية..
*عون يحلم بالرئاسة وعلى استعداد لعمل أي شيء مهما كان ليصل…عون عملياً هو داعش الميثاق الوطني.. فقد ألبس الميثاق بدلة لونها اورنج وذبحه.
*سليمان فرنجية ليس ميثاقياً أيضاً لأنه يفاخر بأنه في خط محور المقاومة المناقض للميثاق.
* كل حكومة تلتزم بمبدأ الصيغة أي المناصفة بين المسيحيين والمسلمين وتنال ثقة مجلس النواب هي ميثاقية.
*إن حصر تمثيل المسيحيين في الدولة بالأحزاب المسيحية فقط هو عمل غير دستوري وفيه سلبطة ومصادرة لحقوق الشرائح المسيحية كافة.
*من حق أي لبناني غير منتمي للأحزاب أن يُعطى كل الفرص المتاحة له دستورياً للوصول إلى كافة المواقع في الدولة.
*الأحزاب المسيحية فيما يخص المساواة في الوصول لمواقع الوظائف والنيابة والوزارة تتصرف كما يتصرف حزب البعث في سوريا على خلفية الفرض ومصادرة الحقوق والدكتاتورية.
*في لبنان هناك حوالي 20 شخص يتحكمون بمصير كل اللبنانيين ويصادرون حقهم في المساواة.
* الدمج اليوم هرطقياً بين الصيغة والميثاقية مقصود ويأتِ عن سابق تصور وتصميم، وذلك من ضمن مخطط حزب الله لإعطاء مفاهيم جديدة غير دستورية للميثاق ودمجه في الصيغة لأنه يريد فرض ميثاق جديد غير الميثاق الدستوري للدولة اللبنانية..
*ميثاق حزب الله هو ليس لا للشرق ولا الغرب، ونعم للإستقلال.. بل لبنان هو جزء من محور المقاومة وهنا تكمن خطورة ما يقوم به جبران باسيل عون وغيرهما من المتآمرين على الميثاق والعاملين في خدمة مشروع الحزب.
*حزب الله يسعى لشرعنة وضعيته اللا ميثاقية واللا دستورية.. ولا هو ولا الرئيس بري متمسكان بالصيغة والأمثلة كثيرة منها مثلاً إعطاء السنة وزارة زيادة ومن حصة الشيعة في حكومة الرئيس ميقاتي.
*من هنا تنتفي كل ادعاءات حزب الله وبري وعون وغيرهم على أنهم حماة الميثاقية..هم عملياً يريدون القضاء عليها وليس حمايتها.
*هؤلاء يزورن الميثاق والصيغة وصولاً لإلغاء هوية لبنان.
*العتب كبير على الصامتين من الأحزاب والسياسيين السياديين بوجه هجمة حزب الله الإلغائية للميثاق والصيغة، أما خوفاً أو عن عجز أو لغايات جلها مصلحية وبعيدة عن واجب حماية الوطن واستقلاله ودستوره.
* في إطار مشاريع إلغاء هوية لبنان أصدر وزير المال علي حسن خليل مؤخراً مذكرة عقارية غير قانونية تلغي هوية الأرض وتكمل على ما تم خلال حقبة الاحتلال السوري يوم تم تجنيس ما يزيد عن نصف مليون إنسان لإلغاء الهوية اللبنانية من خلال ضرب التوازن الديموغرافي.
*ردات أفعال الأحزاب المسيحية في مواجهة مذكرة الوزير علي حسن خليل كانت استسلامية وخجولة… تيار عون اضطر على أثر الغضب الشعبي على المطالبة بإلغاء المذكرة.
*حزب الله عاجز عن حكم لبنان، وعاجز أيضاً عن الدخول بحرب ضد اللبنانيين، إلا أن طاقمنا السياسي والحزبي السيادي للأسف هو لا يريد أن يواجه سلمياً مشروع الحزب الإلغائي للبنان من خلال مواقف تلجم هجمة الحزب وتوقف تمدده.
*المطلوب من الجميع العودة إلى الالتزام بالميثاق الوطني والتفاهم على الصيغة.
*أغلبية المسيحيين عملياً لا ترى في عون أو في صهره أو في كل من هم ضمن فريقهما السياسي ممثلين حقيقيين وميثاقيين للمسيحيين.
*في مفهوم وطبقاً لمعايير السيد حسن نصرالله لا قيمة لأي انتخابات نيابية أو لأي ديموقراطية في لبنان لأنه قرر ومنذ الآن أن نبيه بري سيكون رئيساً لمجلس النواب مهما كانت نتائج أي انتخابات نيابية كما جاء في خطابه الأخير.
*أي تعديل للدستور ولأسس الصيغة (مؤتمر تأسيسي) لا يجب أن يتم على أساس ميزان القوة، بل على قاعدة التفاهم بين الشرائح اللبنانية.
*بالنسبة لعون هو على استعداد كامل ليتنازل عن كل شيء، وان يساوم على كل شيء، وان يُعهّر أو يقدس أي شيء، إذا كان ما يقوم به يوصله لكرسي الرئاسة دون أي اعتبار لعواقب أعماله وانعكاساتها على لبنان واللبنانيين والدستور والميثاق والمصير والوجود. الثابتة الوحيدة في مفاهيم عون الشاذة منذ دخوله المعترك السياسي هي حلمه الرئاسي الواهم.
المطلوب ضميرياً من السياديين في لبنان كافة من أحزاب وسياسيين وناشطين ومواطنين ورجال دين .. المطلوب وقفة عز وكرامة ومواجهة حزب الله سلمياً والقول له من خلال مواقف جادة ووطنية ومشروع استقلالي واضح المعالم لا وألف لا لإعطاء الشرعية لمشروعك المناقض للميثاق الوطني وللصيغة ولكل بنود الدستور.
نهاية التلخيص