توم حرب مدير التحالف الأميركي شرق أوسطي للديمقراطية: هذا ما يحمله الرئيس الأميركي للسياسة الخارجية المتعلقة بالشرق الأوسط
ستبحث أميركا مع روسيا مصير الأسد وتنحيته عن السلطة وفرض مغادرته دمشق، للسماح بعد ذلك بانتقال سلمي للسلطة في سورية
دعم تشكيل قوات ردع عربية للتدخل البري في سورية.
إنشاء مناطق حظر جوي ومناطق آمنة.
الضغط على إيران وتعديل الاتفاق النووي.
استهداف حزب الله في سورية.
الضغط اقتصاديا على إيران لوقف دعم الحوثي.
جيري ماهر/الوطن اون لاين/07 كانون الأول/16
هذه أبرز محاور السياسة الخارجية في الشرق الأوسط للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
فمع كل ولاية جديدة لرئيس أميركي تزيد المخاوف والتساؤلات ما جعلني أبحث عن مصدر مقرب من أصحاب القرار في أميركا وبرنامجهم وخطابهم السياسي لاستيضاح بعض النقاط التي تشغل بال الكثيرين في سورية، لبنان، والخليج العربي.
اتصلت بالسيد “توم حرب” وهو مدير التحالف الأميركي شرق أوسطي للديمقراطية، والرجل من أكبر الداعمين للرئيس دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية لأسأله عما تحمله جعبة الرئيس المنتخب لمشاكل المنطقة وأهمها سورية، لبنان العراق واليمن، وكان الحديث صريحا جدا والإجابات مباشرة.
بالنسبة لما يخص الملف اللبناني أكد “توم حرب” أن هناك قرارات دولية تريد أميركا من الرئيس الحالي والحكومة اللبنانية تطبيقها، خصوصا فيما يتعلق بحزب الله وسلاحه، ومنعه من التسلح والمشاركة في الحرب السورية وتمدده في الدولة على حساب دويلته التابعة لنظام الملالي، وأنه على الرئيس اللبناني الضغط لتطبيق القرارات الدولية أو المجازفة بخسارة المجتمع الدولي الذي سيتخلى بالتدريج عن لبنان، خصوصا أن الشركات الكبرى تتفادى الدخول في الأسواق اللبنانية لخشيتها من السلاح الذي يملكه حزب الله، والذي يعد خطرا على الدولة والشعب والمستثمرين الغربيين في لبنان، وهو أيضا يشكل خطرا أكبر على الحريات في هذا البلد الذي تم اغتيال أهم قياداته بسبب آرائهم السياسية التي سعت وراء الحرية والسيادة والاستقلال التام.
يقول “حرب” إنه ليس مسموحا وجود ما يسمى “بالمقاومة الإسلامية” في لبنان، فلقد خدعوا الشعب اللبناني والعرب بأكبر كذبة في تاريخ لبنان، وهي أن حزب الله حرر الجنوب من الإسرائيليين ليتم تعظيم حسن نصرالله الذي عمل على استغلال العاطفة الشعبية العربية والسنية ضد إسرائيل للتمدد والسيطرة على مناطق لبنانية، تمهيدا لفرض سيطرته عليها وضمها لمحور إيران وتطبيق أنظمتها عليها، هذا باختصار الاستعمار الراديكالي الإيراني للبنان وغيره من الدول العربية في المنطقة.
توم حرب أكد أنه لا فضل لحزب الله أو حتى الجيش اللبناني في عدم وصول داعش إلى لبنان، بل إن السبب الرئيسي هو أن المسلمين السنة هناك لم يؤمّنوا بيئة حاضنة لهذا التنظيم، فبقي بعيداً، ما يؤكد هنا أن الفضل الأول والأخير في حماية لبنان من هذا التنظيم هو مسلمو لبنان السنة.
أما بالنسبة للملف السوري فقال “توم حرب” إن سورية اليوم متفتتة ولا يمكن تحديد من هم الثوار الحقيقيون، وأن الائتلاف السوري الحالي مخترق من الإخوان المسلمين، وأن أميركا لن تتعاون معه قبل إعادة تشكيله أو إنشاء ائتلاف جديد يمثل كافة القوى السورية باستثناء الإخوان المسلمين، وأن هناك سعيا للإدارة الأميركية القادمة بقيادة دونالد ترمب إلى إنشاء مناطق آمنة لحماية السوريين وفرض مناطق حظر جوي، ما يسهم في تخفيف حجم الهجرة الجماعية واللجوء إلى دول العالم ويساعد الدول الحدودية على إعادة اللاجئين إلى أراضيهم، وبالنسبة للمناطق الآمنة فإنه سيتم تأمينها في عدة نقاط على الحدود مع لبنان والأردن وتركيا لإعادة اللاجئين إليها فورا وتحميها قوات ردع عربية برية يتم تشكيلها ودعمها عربيا وتساندها أميركا دون إرسال أي جندي أميركي على الأرض السورية.
وأضاف “حرب” سيتم التباحث مع أجهزة أمنية وعسكرية عربية خطة لإنشاء قوات الردع العربية التي ذكرناها، ويتكون جنبا إلى جنب مع الجيش السوري الحر وما سيتبقى من قوات الجيش النظامي السوري الذي سيعلن ولاءه للشعب السوري متخلياً عن النظام السوري بعد التباحث مع روسيا في مصير الأسد وتنحيته عن السلطة، وفرض مغادرته دمشق إلى مكان آمن ليسمح ذلك بانتقال سلمي للسلطة في سورية، والعمل على كتابة دستور جديد يحترم جميع مكونات الشعب السوري.
ويؤكد “حرب” أن الإدارة الأميركية الحالية مؤيدة للشعب السوري في ثورته، وتقف إلى جانبه حتى التحرر التام والإطاحة برأس النظام بشار الأسد، ولكن الإدارة الأميركية لن تتخلى أو تقبل بتفكك الجيش السوري الذي وبحسب معلوماتها فإنه مستعد لنقل ولائه للشعب والقيادة الجديدة بشكل مباشر وسريع والمساهمة في تحقيق مطالب الشعب السوري بالانتقال إلى نظام حكم ديمقراطي.
وعندما سألت السيد “حرب” عن وجود حزب الله في سورية أكد إن الإدارة الأميركية تعتبره تنظيما إرهابيا، وهي غير معنية بالاتفاقات التي أبرمها أوباما مع الإيرانيين بخصوصه، وأن أميركا ستستهدف حزب الله في سورية ضمن التحالف الدولي، فهي تراه يشكل خطراً على الشعب السوري والمنطقة والعالم كتنظيم داعش، لأن إدارة ترمب تدعم تشكيل قوات ردع عربية للتدخل بريا في سورية لتخليص الشعب من التنظيمات الإرهابية والنظام السوري ومؤيديه من الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية دون استثناء.
بالنسبة للإيرانيين فإن إدارة ترمب ستقوم بتعديل الاتفاق النووي ولن تقوم بإلغائه، خصوصا أنه ليس معاهدة، بل مجرد اتفاق وقعه الرئيس الأسبق أوباما ويحق للرئيس الحالي إلغاؤه بتوقيع بسيط، ما سيضع الكرة في ملعب إيران التي ستبدأ بتقديم الحلول لتفادي زيادة الضغوط على اقتصادها المهترئ أصلا، وسيتم الطلب رسمياً من إيران وقف دعم التنظيمات الإرهابية بالسلاح والمال، وتحديداً حزب الله، وقطع الإمدادات العسكرية عنه في سورية ولبنان، وإيران -حتما- ستستجيب تحت الضغط عليها وعلى حلفائها الذين سيكونون أمام خيار واحد، وهو إما أن يكونوا مع أميركا أو إيران.
كما أن إدارة ترمب تنتظر من الشعب الإيراني أن يثور على نظام الملالي الذي وضعهم بأصعب الظروف الاقتصادية والسياسية لحماية مصالحه وإنفاق أموال الشعب على ميليشيات إرهابية في سورية والعراق ولبنان واليمن، ما تسبب بضغوط اقتصادية سيئة على المواطن الإيراني، وهو ما سيدفعه بالنهاية للثورة والمطالبة بحقوقه المسلوبة والموزعة بين القيادات الإيرانية في الداخل والتنظيمات الإرهابية في الخارج.
لقد راقبت أميركا كيفية إنفاق إيران للأموال التي أفرجت عنها لصالح إيران، وهي لم تصل إلى الشعب الإيراني بأي شكل، بل تمت سرقتها من قبل خامنئي والمقربين منه ليبقى الشعب الإيراني تحت خط الفقر. إن إدارة ترمب تعرف جيدا أن أحد أهم أسباب وجود داعش اليوم في العراق وسورية هو حجم الظلم الذي تعرض له السنة هناك من قبل إيران وميليشياتها، وأن إنهاء داعش يبدأ بإنهاء الظلم بحق العرب السنة في المنطقة.
أما بالنسبة للحرب على الحوثيين في اليمن فيؤكد توم حرب أن الضغط الأميركي على إيران سيساعد في تجفيف منابع السلاح والمال الذي يتم إرساله إلى الحوثيين في اليمن، ما سيسهم في زيادة المكاسب العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية.
والمهم أيضا أن الإدارة الأميركية لن تكون في مواجهة مع تركيا، ولكنها ستتعامل معها بحذر، ولا يستبعد توم حرب تسليم غولن لأنقرة إذا ثبت تورطه بالانقلاب الذي حصل، ولكن إلى جانب ذلك فإن الإدارة الأميركية ستطالب تركيا بالابتعاد عن الإخوان المسلمين ووقف دعمهم.
أما بالنسبة للقرار الذي أصدره مجلس الشيوخ الأميركي بتمديد العقوبات على إيران فإن حرب يتوقع قيام أوباما بتوقيع القرار والموافقة عليه، خصوصا أن عددا كبيرا من الديمقراطيين في المجلس صوتوا بالموافقة على تمديدها بعد أن تم رصد خروقات إيرانية للاتفاق النووي.
إذن وفي النهاية.. تبقى الأشهر القليلة القادمة هي التي ستظهر بشكل أوضح اتجاهات السياسة الأميركية في عهد الرئيس الجديد دونالد ترمب، ولكن بحسب خطاباته قبل الانتخابات والتي تم تجاهل كثير منها في الإعلام العربي فإن ترمب تحدث بشكل كبير عن سياسته الخارجية، خصوصا في أبريل 2016 من فندق My flower، فيما يؤكد المقربون من الرئيس أن سياساته القادمة ستختلف عن سياسات أوباما بأكثر من 180 درجة في التعاطي مع إيران ووقف أنشطتها الإرهابية ودعمها لتنظيمات إرهابية، وتدخلها بشؤون دول عربية، وسعيها إلى تصدير الثورة الخمينية، وأيضا بالنسبة للملفات السورية، والعراقية واللبنانية.
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=32648