قاسم سليماني: على مجاهدي حزب الله مقاتلة الجنود الروس في سوريا
عماد قميحة/جنوبية//18 أيلول/15
الدخول الروسي عسكريًا على خط الحرب السورية، هو الحدث البارز الذي من الممكن أن يغيّر قواعد اللعبة على صعيد النفوذ في سوريا خصوصًا بين ايران وروسيا. فكيف سيتعامل قائد فيلق القدس قاسم سليماني مع هذا المستجد الذي سيجعل منه اللاعب رقم اثنين أو أقل في المعادلة السورية بعد كم هائل من التضحيات؟ وهل سيتعاطى مع الأمر بحكمة وموضوعية وتروي؟ وهل سيقبل أن يأتي الروسي أخيرا وقبيل إبرام التسوية ليقاسمه نفوذه الموعود؟ الزيارة السرية التي قام بها قائد فيلق القدس قاسم سليماني الى روسية منتصف شهر آب الفائت، والتي أثارت حولها زوبعة من الإشكالات القانونية وصلت الى حد التلويح الاميركي بالاحتجاج لدى الأمم المتحدة عليها، كون سليماني يخضع لعقوبات دولية تحظر عليه السفر والانتقال الى أي دولة، مما اضطر الروسي إلى نفي وقوع الزيارة تفاديا لأي حرج. إلاّ أنّ كل المعطيات والتقارير تفيد أولًا بأن الزيارة قد حصلت فعلا، وأنّ مباحثات حساسة جدا حول الوضع السوري وما آلت إليه الاحوال الميدانية كانت هي محور اللقاءات، وبأنّ سليماني كان يحمل في جعبته ملفات أمنية وخطط بديلة تمّ عرضها على الجانب الروسي، وثانيًا فإن هذه المعطيات تفيد أيضًا بأن جوًا من السلبية خيم على معظم اللقاءات، مما حدا بمقربين من دوائر القرار الايراني لتوصيف الزيارة بأنها كانت فاشلة بامتياز، فالجانب الروسي كان مستاءًا جدًا من إملاءات سليماني وأسلوب التخاطب المتبع من جانبه، والذي أوحى للروس بأنّ الحرس الثوري هو صاحب القرار الأول والأخير على الساحة السورية، وأن المصالح الروسية التي سوف تحفظ بسوريا ومنطقة الشرق الاوسط إنما تحفظ من خلال البوابة الايرانية وبمنة منه.من هنا يمكن مقاربة القرار الروسي الجديد والذي جاء عقب الزيارة المذكورة وما تضمنه من تعزيز لتواجده العسكري في سوريا، وما يحكى عن وصول مئات الجنود فضلا عن إعادة تجهيز المطار العسكري بالقرب من اللاذقية، ومشاركة الطيران الروسي بالحرب الفعلية وإن كان كل هذا يجري تحت مسميات الحرب على الارهاب ومقاتلة داعش. إلاّ أن الواضح بأن وراء الأكمة ما وراءها، وبان الهدف الفعلي لهذا التواجد هو قول موسكو وبصريح العبارة وللصديق الايراني قبل أي أحد آخر: نحن هنا ونحن الرقم الصعب الذي يحمي مصالحنا، ويحدّد حجم الحصة التي سوف نأخذها في حال ذهاب الامور الى تسوية تلوح معالمها بالافق. يبقى السؤال البديهي أمام هذه التحولات هو عن موقف قاسم سليماني وكيف سيتعامل مع هذا المستجد الذي سيجعل منه اللاعب رقم اثنين أو أقل في المعادلة السورية بعد كم هائل من التضحيات؟ وهل سيتعاطى مع الأمر بحكمة وموضوعية وتروي؟ وهل سيقبل أن يأتي الروسي أخيرا وقبيل إبرام التسوية ليقاسمه نفوذه الموعود؟ خاصة بعد تصريح بوتن الأخير بأن متطلبات الحرب على الارهاب في سوريا تقضي بأن يكون لموسكو وحدها صلاحية القيادة! وللإجابة عن هذا التساؤل المهم يكفي أن نقوم بعملية استقراء سريعة على كيفية إدارة سليماني لكل من ملف العراق واليمن وطريقة استعماله لورقة حلفائه الى حدود التوريط والانتحار، لنعي أن الايام القادمة سوف تشهد سخونة كبيرة على خط طهران موسكو على الساحة السورية، ولا أستبعد أبدا بأن يصل الامر بقائد فيلق القدس حد الطلب من حليفه حزب الله الدخول بمواجهة مباشرة مع الجنود الروس.
العرب سيقاومون إيران في لبنان؟ ٣
علي حماده/النهار/19 أيلول 2015
اين النظام العربي من اندفاعة ايران المترقبة في لبنان؟ عن هذا السؤال يجيب وزير الخارجية العربي الذي قابلته في باريس: “ما من شك في أن معركة اليمن الاستراتيجية والحيوية استنفدت الكثير من جهد واهتمام النظام العربي الذي تقوده دول مجلس التعاون، ومثلها فعلت احداث العراق وتمدد “داعش” فيه وصولا الى سوريا فعلها في تشتيت الاهتمام، وحرفه مؤقتا عن لبنان. وللعلم فإن لبنان الذي دخل مرحلة “تهدئة” بمظلة عربية – دولية شهد مرحلة من الاندفاع الايراني الخطير، ولكن التورط في حرب سوريا، وتوريط ذراع طهران اي “حزب الله” في حرب لا نهاية لها في سوريا، سمح للفريق الذي يدعمه النظام العربي بإلتقاط انفاسه نوعا ما، والدخول في مرحلة “التهدئة”، على قاعدة أن للطرفين مصلحة، “حزب الله” ليتمكن من التفرغ لحربه في سوريا، و”قوى ١٤ آذار” لتعود الى مؤسسات الدولة وتحد من تمدد الحزب وسيطرته عليها على النحو الذي كان حاصلا في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. هذا كان خلال المرحلة السابقة للاتفاق النووي الايراني، اما الآن فالمنطقة بأسرها تدخل منعطفاً حاسماً، وتقديرنا أن ايران ستكون اكثر عدوانية، وان تكن بدأت ملامح تنافس حقيقي تظهر بين الايرانيين والروس في سوريا، بعدما قررت موسكو “النزول” على الارض مباشرة لكي تكون لها الكلمة الاولى في الحل بمواجهة الاميركيين والمجموعة الاقليمية الداعمة للثورة ضد بشار الاسد. المهم بالنسبة الى لبنان ان معلوماتنا تشير الى ان الايرانيين سيعمدون الى محاولة تحريك الوضع هناك وان كلف الامر انهاء مرحلة “التهدئة” الراهنة، وذلك انهم يشعرون انهم قادرون في هذه اللحظة بالذات احداث تغيير جذري في المعادلة اللبنانية لمصلحة “حزب الله” وتمدده في التركيبة اللبنانية، اي مزيد من إخلال التوازن لمصلحة الشيعة على حساب بقية مكونات لبنان الطائفية. وحسب معلوماتنا فإن الايرانيين يشعرون أن “حزب الله” قوي الآن بما فيه الكفاية للعمل الجدي على احداث تغيير في النظام، يسبق اي حل في سوريا يتفق عليه الاميركيون والروس. انهم يريدون التمترس بقوة في لبنان. انهم يعتبرون لبنان جزءا من مداهم الحيوي الذي لا مساومة عليه”. ازاء هذه المعلومات يؤكد الوزير العربي: “ان النظام العربي لم يترك لبنان، ولن يترك لبنان ولا الحلفاء. فلا تنازل عن عروبة لبنان، ولا استسلام امام الاندفاعة الايرانية بل مقاومة للمشروع التوسعي. اكثر من ذلك نحن نجري مراجعة في العمق لبحث كل السبل لدعم اصدقائنا الذين يدافعون عن لبنان العربي، ويقفون سدا منيعا امام مشروع ابتلاعه من قبل الايرانيين بواسطة ذراعهم المحلية. والمؤسف أن يكون الايرانيون في صدد نقض تفاهمات “التهدئة”، لان لبنان سيدخل في مرحلة اختلالات خطيرة على المستويين الامني والسياسي. وفي كل الاحوال فإن النظام العربي لن يترك لبنان لايران بأي حال من الاحوال، وهذا ما على طهران وذراعها فيه أن تدركه”. هنا ينتهي كلام محدثي في باريس. ولا تتبدد حيرتي ازاء الموقف العربي، ولا خشيتي على لبنان المقبل على مرحلة صعبة!
هل تفتح إيران أبوابها للشركات اللبنانية؟ زيارات لمسؤولين ورجال أعمال تمهيداً للتعاون
خليل فليحان/النهار/19 أيلول 2015
يُعتبر دخول الاتفاق النووي بين الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الأمن زائد ألمانيا من جهة وإيران من جهة ثانية حيّز التنفيذ، حدثاً تاريخياً تأمل قيادات سياسية أن يكون له تأثير على الاستقرار السياسي، وتحديداً على الاستحقاق الرئاسي وعلى فتح إيران الأبواب أمام رجال الأعمال والشركات اللبنانية لانعاش الأوضاع الاقتصادية بعد الحظر الاقتصادي على طهران وعزلها عن العالم. وأشار الى اتصالات لبنانية رسمية بالمسؤولين الايرانيين لمعرفة مدى تقبلهم لاستقبال أصحاب الخبرات اللبنانية في حقول الاتصالات والفنادق والسياحة والمطاعم واقتصاد المعرفة وعدد من الصناعات، مشدداً على وجوب فصل السياسة عن الاقتصادوالتجارة، فلا شيء يمنع أن يزور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ايران التي سبقه اليها وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ومهّدوا لوزراء الاختصاص في مجالات التوظيف والتصنيع، مترئسين وفودا لدرس حاجات الاسواق وجس النبض للتوظيف. ومن الطبيعي ان يزور طهران ايضا في وقت لاحق وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم على رأس وفد من غرفة التجارة والصناعة في بيروت من أجل تحديد مجالات التعاون وتبادل الخبرات في مجالات عديدة. وتجدر الاشارة الى ان الاسواق التجارية بين البلدين قائمة والميزان التجاري هو لمصلحة ايران. إلا أن الاسواق الايرانية الحالية في حاجة الى الكثير من التوظيفات، والمطلوب ليصبح الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني ساريا ان يقترن بموافقة مجلس الشورى الايراني في 18 تشرين الاول المقبل حدا اقصى وهناك 150 مليار دولار سيفرج عنها في الاشهر المقبلة. وأشار الى ان القيادة الايرانية خيبت آمال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي سعى عبر وزير خارجيته لوران فابيوس الى اقناعها ببذل المساعي الحميدة من أجل تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. وكان الجواب الايراني ان الاستحقاق داخلي وعلى القوى السياسية ان تعالجه في ما بينها. وسمع فابيوس كما سبق أن كرر المسؤولون الايرانيون لدى استقبالهم الموفد الرئاسي السفير جان فرنسوا جيرو، ان العماد ميشال عون مرشح قوي شعبيا ونيابيا، موحيا بتأييد بلاده له إلا أن باريس غير متحمسة لعودته. وشدد على أهمية تغيير طبيعة الاتصال يبن لبنان وايران بعدما أصبحت في علاقات عالمية جديدة معادية لها. ولم يشأ التأكيد ما اذا كانت ايران سترد بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، على معرقلي تنفيذ ما سبق ان عرضته من مد الجيش اللبناني بأسلحة في مناسبات عدة، او بالطاقة الكهربائية. وأعرب عن أمله في عدم وقوع القوى السياسية في شرك الخلافات لأن أسواق الاستثمار كثيرة، وفي وسع اللبنانيين اعادة إحياء ما جمد في ايران من انتاج بفعل الحصار الدولي ذي الصلة بالبرنامج النووي الايراني، والشكوك في أنه يرمي الى التخصيب النووي العسكري. ودعا الى فصل السياسة عن الاقتصاد والانصراف الى القيام باتصالات مع الشركات التي هي في حاجة الى الشركات والصناعات اللبنانية والمساهمات المالية اللبنانية في تقوية رساميلها التي نقصت من جراء الحصار الذي كان مفروضا عليها.