لا رئيس الآن”!: طهران خذلت فرنجية فهل يتحوّل “وسطيّاً”؟
الشفاف/02 كانون الأول/15
اشارت معلومات من العاصمة اللبنانية بيروت الى ان الموفد الايراني علي اكبر ولايتي الذي وصل امس الى لبنان ابلغ المسؤولين اللبنانيين ان أوان إنتخاب رئيس للجمهورية لم يحن بعد وفق الاجندة الايرانية، وتاليا عليهم انتظار مآل المحادثات الدولية في شأن سوريا قبل ان ينطلق قطار التسوية في لبنان، وقبل انتخاب رئيس للجمهورية.
وأشارت المعلومات ان ولايتي حذر قوى 8 آذار من مصيدة اعدها يإحكام كل من الرئيس سعد الحريري، والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، لفرط عَقد هذه القوى يالايقاع بين النائب سليمان فرنجيه والجنرال ميشال عون، وضرب الجيهة المسيحية المؤيدة لمحور الممانعة والمقاومة.
تزامناً، أشارت المعلومات الى ان الاتصالات بين ثلاثي الحريري -بري- جنبلاط مع فرنجيه بدأت منذ أكثر من ثلاثة أشهر، من اجل إحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، وان فرنجيه تعاطى مع الامر على انه “اكثر جدية من ان يصدقه”، وتكتم عل سير المحادثات في انتظار الوقت الملائم للإعلان عنه! وفي تقدير فرنجيه ان ترشيحه من قبل الرئيس الحريري سيلقى دعما من حزب الله ومن الرئيس بري ومن النائب وليد جنبلاط، وتاليا على الجنرال عون ان يؤيد هذا الترشيح لان فرنجيه اعطى الكثير لعون، وان اتفاقهما كان منذ البداية، عون أولا، وحين تفشل محاولات وصول عون، يصبح فرنجيه مرشح قوى 8 آذار.
كلمة السرّ من طهران: لا رئييس الآن!
وتضيف ان الحريري أجرى حسابات دقيقة من خلال ترشيح فرنجيه منطلقا من مصلحة “ألدولة العليا” لعبور هذه المرحلة الفراغية. وفي يقينه ان الرئيس بري سيعمل على إنضاج التسوية في جبهة 8 آذار، وان بامكان حزب الله إقناع الجنرال عون بإفساح المجال امام حليفه وعضو كتلته النائب فرنجية للخروج من مأزق إنتخابات الرئاسة وتاليا العبور الى الدولة ولو من باب 8 آذار.
فور الاعلان عن لقاء باريس، ساد الوجود قوى 8 آذار، فسكت حزب الله عن الكلام المباح، وتلطّى خلف تأييده غير المشروط للعماد عون، في انتظار كلمة السر الايرانية، التي وصلت اول من امس على ما يبدو. فأطلق النار على مبادرة الرئيس الحريري من خلال صحيفة “الاخبار” الناطقة باسمه، واستكمل الرفض عبر حديث تلفزيوني للجنرال عون امس اعلن فيه عن رفض مبطن للتسوية، حين سأل “ما الفرق بيني وبين فرنجيه؟ ولماذا فرنجيه مقبول وانا لا؟”، مضيفا ان ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية قائم حتى إشعار آخر”.
تزامنا أشارت المعلومات الى ان لقاء النائب فرنجيه مع الوزير جبران باسيل، كان عاصفا، ومخيبا لآمال فرنجيه! فقد اتهم باسيل فرنجيه “بالغدر والخيانة”، وقال ان ما قام به فرنجيه يمثل انتهاكا لكل الاتفاقات بين الجانبين، خصوصا ان الجنرال عون ما زال مرشحا لرئاسة الجمهورية وان فرنجيه خاض محادثات لاكثر من ثلاثة أشهر من دون ان يبلغ الحلفاء بمضمونها، وهو يسعى حاليا الى فرض ترشيحه وكأنه امر واقع على الجميع التعاطي معه، خصوصا الحلفاء قبل الخصوم”.
وتشير المعلومات الى ان ما بعد ترشيح فرنجه لن يكون كما قبله خصوصا على جبهة قوى 8 آذار. وتضيف انه إذا كان فرنجيه محدود الحركة السياسية ولا يستطيع القيام بمناورات سياسية كبيرة على غرار مناورات النائب جنبلاط، إلا أنه أدرك يقينا ان الحلفاء خذلوه، وفي مقدمهم حزب الله والجنرال عون، وهو! وإن كان لا يستطيع التحول سياسيا نحو قوى 14 آذار، إلا أنه ومن دون شك سيكون أكثر وسطية، وسيناكف الجنرال عون مسيحيا الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا في الشأن الرئاسي.
هل يصبح حليف الأسد رئيساً للبنان؟
ميـرا عبـدالله/لبنان الآن/02 كانون الأول/15
بات إسم سليمان فرنجية كمرشّح للرئاسة في لبنان، متداولاً بين مختلف الزعماء السياسيين. فرنجية، الزعيم السياسي الماروني في زغرتا شمال لبنان، ليس رئيساً لتيار المردة فحسب، بل يتحدّر كذلك من عائلة سياسية لعبت دوراً كبيراً في تاريخ لبنان، لا سيما في التاريخ اللبناني- السوري. وهو حليف قريب للنظام السوري، بدأت علاقة عائلته مع آل الأسد في أيام جدّه وحافظ هو عليها حتى اليوم. كان جدّ سليمان الحالي، وهو سليمان قبلان فرنجية، الرئيس الخامس للبنان بين عامي 1970 و1975. وهو صاحب القول الشهير “وطني دائماً على حق”. وفي كتابها “وطني دائماً على حق”، كتبت صونيا فرنجية الراسي، ابنة سليمان “مع سليمان قبلان، بات التحاق لبنان بالمعسكر العربي غير مشروط”، لوصف دور والدها في إرساء علاقات جيدة بين لبنان والبلدان العربية المجاورة، لا سيما سوريا. ووفقاً لتقرير ورد في “نيويورك تايمز”، اتُّهم سليمان فرنجية بقتل عشرات الأفراد من عائلة منافسة له من خلال رميهم بالرصاص. ومن ثم التجأ إلى مدينة اللاذقية على الساحل السوري، وهناك بات صديقاً لضابطين في الجيش السوري، هما حافظ ورفعت الأسد. بدأت الحرب الأهلية اللبنانية خلال مدة ولايته كرئيس للجمهورية، التي حصلت خلالها مجزرة إهدن. عام 1978، قُتل ابنه – طوني فرنجية، الذي كان مسؤولاً عن كتيبة المردة – في إهدن مع زوجته وابنته. وقد اتُهّمت مجموعة تنتمي إلى حزب الكتائب اللبنانية بقتله. أما سليمان فرنجية – الحفيد- الناجي الوحيد من عائلته بعد مجزرة إهدن، فقد جلبه جدّه إلى سوريا وجعله تحت جناح باسل الأسد، نجل الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وشقيق بشار. ومنذ ذلك الحين تجمع فرنجية علاقة وطيدة بعائلة الأسد.
مرشّح توافقي؟ خلال الأيام القليلة الماضية، برز اسم سليمان فرنجية كمرشّح أساسي للرئاسة في لبنان. ومع لقائه بعدد كبير من السياسيين اللبنانيين، من ائتلافي 8 و14 آذار، تصبح حظوظه في أن يصبح الرئيس اللبناني العتيد بعد عام ونصف من الفراغ الرئاسي أكثر جديّة. غير أن كونه سياسياً لبنانياً مواليا للأسد وعضوا في 8 آذار لا يجعله مناسباً لصورة الرئيس التوافقي.
“إذا أراد فرنجية الإبقاء على موقعه السياسي نفسه، سوف يكون من الصعب عليه أن يصبح رئيساً”، قال النائب عن تيار المستقبل أحمد فتفت، وأضاف: “لكن إذا نجح في أن يكون مرشحاً توافقياً وفي أن يعمل من أجل تسوية معيّنة، لن نستخدم الفيتو ضده. جميعنا نعرف تاريخ سياسته، ولكنّنا لن ننجز شيئاً إذا ما استمرينا بالتركيز على الماضي”. وقال فتفت كذلك لـ NOW إنّ في رأيه إذا كان فرنجية مرشحاً توافقياً، حتى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع سوف يوافق على تبوّئه للرئاسة، وتابع فتفت: “عام 2014، أكّد جعجع على موافقته على ترشّح رئيس توافقي. وبالتالي، إذا كان يمكن ان يكون فرنجية مرشحاً توافقياً، لن يقف جعجع في طريق انتخابه على الأرجح”. وقال النوّاب عن تيار المستقبل الذين تحدّث اليهم NOW إنّ مواصفات أي رئيس توافقي بسيطة: أن يكون شخصاً يستطيع حماية الدستور اللبناني واتفاق الطائف، وأن يمثّل وحدة الشعب اللبناني. غير أنّ الطريقة التي يمكن أن يكون فيها سليمان فرنجية مرشحاً توافقياً غير واضحة.
بالإضافة الى ذلك، هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح اسم سليمان فرنجية. قبل نحو عام، نشر موقع NOW تقريراً تحدّث عن أنّ فرنجية هو من بين الأسماء التي نوقشت مع احتمال بروز صفقة بن المستقبل و”حزب الله”. وعلى نحو مماثل، في استفتاء للرأي أجراه NOW، برز فرنجية المرشّح المفضّل للرئاسة. “حتى هذه المرة، جرى نقاش فكرة أن يصبح فرنجية رئيساً منذ أكثر من أربعة أشهر”، قال المحلّل ابراهيم بيرم، وتابع: “قبل شهرين، التقى فرنجية حسن نصرالله وناقش معه جدياً ترشحه، على الرغم من أنّه أكّد على دعم حزب الله لميشال عون كمرشّح رئاسي إلاّ في حال اقترح الأخير تسمية فرنجية”.
من جهته، قال النائب عن تيار المستقبل باسم الشاب إنّ البلد يقف اليوم على حافة الفوضى، وإنّ الوضع الإقليمي تغيّر بشكل دراماتيكي فـ”القوى العظمى سابقاً في المنطقة، وعلى وجه التحديد إيران والسعودية، باتت قوى ثانوية نسبةً إلى القوى الدولية المنخرطة حالياً في المنطقة”. وفي حديث لـNOW، لفت الشاب إلى أنه فيما يتعلّق بالقضايا اللبنانية، لم تعد مواقف فريقي 8 و14 آذار واضحة. وبالتالي، قد يكون فرنجية الحل للبنان، لا سيما وأنّ بكركي أيضاً اقترحت اسمه.
ماذا يمكن للقوات اللبنانية أن تفعل؟
“من المعروف أنّ سليمان فرنجية هو حليف نظام بشار الأسد وداعم كبير لحزب الله ولفريق 8 آذار”، قال بيرم، “لكنّ السؤال الذي يُطرح هو لماذا قرّر سعد الحريري اقتراح اسم فرنجية اليوم؟”.
لم تكن العلاقات بين تيار المستقبل- وعلى وجه التحديد بين عائلة الحريري- وسليمان فرنجية في أفضل حال خلال السنوات القليلة الماضية. وتعود هذه العلاقة المتوترة إلى الفترة التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق ورئيس تيار المستقبل رفيق الحريري، الذي اتُهم بقتله كل من “حزب الله” والنظام السوري.
إلاّ أنّه يبدو أنّ تيار المستقبل يدعم ترشّح فرنجية. حيث قال محللون تحدّث اليهم موقع NOW إن تيار السمتقبل سوف يحصل على موقع رئاسة الوزراء مقابل القبول بفرنجية.
“هذه نتيجة محتومة بأن يصبح سعد الحريري رئيساً للوزراء، لا سيما وأنّ هذه الصفقة تعيده الى المسرح السياسي بعد ان خرج منه لفترة من الزمن”، قال بيرم، وأضاف: “سوف يقبل تيار المستقبل برئيس ينتمي إلى إئتلاف 8 آذار إذا كان رئيس الوزراء من أعضاء تيار المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، لديهم المزيد من الأمور ليكسبوها. قد يقبلون بفرنجية رئيساً إذا وافق على قانون انتخابي لمصلحتهم”. فضلاً عن ذلك، وعلى خلاف عون، فرنجية قد يشكّل ضمانة لتيار المستقبل لأنّه لن يغيّر التركيبة السياسية الحالية.
من أجل الاتفاق على اسم رئيس ما، يبقى مسيحيو لبنان هم المكوّن الأساسي للقرار. ولم يعترض على الأرجح حزب الكتائب على فرنجية من أجل إنهاء الأزمة السياسية. وعلى الرغم من أنّه لا يبدو بأنّ ميشال عون يقبل بالفكرة حتى الآن، ولكن التيار الوطني الحر قد يساوم على رئاسة عون في حال قرّر حزب الله أنّ فرنجية يجب أن يصبح رئيساً، سيما وأنّ مواصفات أي رئيس وفقاً لحزب الله هي أن يكون شخصية توافقية تدعم المقاومة ولديها قاعدة شعبية مسيحية، وفرنجية يمتلك هذه المواصفات.
غير أنّ القوات اللبنانية تبقى الحزب السياسي الوحيد المعترض لا سيما وأنّ رئيس القوات سمير جعجع اعتبر مبادرة الحريري لترشيح فرنجية للرئاسة هي “خطأ استراتيجيا غير مبرّر وغير مفهوم”.
وفي هذا السياق، قالت المسؤولة السياسية في القوات اللبنانية مايا سكّر لـ NOW إنّ الحزب قرّر في الوقت الحالي أن لا يعلّق على احتمال انتخاب فرنجية، مضيفة: “يقوم سمير جعجع حالياً بالتفاوض مع سلطات لبنانية سياسية مختلفة- سعد الحريري بشكل أساسي- من أجل الوصول الى اتفاق. سوف يعلن عن القرار النهائي للقوات اللبنانية فور صدوره”. وكونه الحزب الوحيد الذي يعارض وصول فرنجية الى الرئاسة، يبقى أن نرى إذا ما كان بإمكانه منع انتخابه لو اختار ذلك.
“يمكن مقارنة الوضع اليوم بالوضع عام 1988″، قال بيرم لـNOW، “في ذلك الوقت، كانت المعادلة قائمة بين اختيار مخايل ضاهر أو الفوضى. اليوم، أعتقد بأنّ الوضع هو الاختيار بين سليمان فرنجية أو الفراغ الرئاسي لعامين اضافيين، أو ربما أكثر”.
ميرا عبدالله تغرّد على تويتر @myraabdallah
هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)