فرنجية خرج بانطباعات متشائمة بعد لقائه نصرالله
بيروت – »السياسة«:14/12/15/يحاول رئيس »تيار المستقبل« سعد الحريري اعادة بعث الحياة في مبادرته الرئاسية بعد الاعتراضات الواسعة التي لاقتها سيما في جانب مسيحيي »8 و14 آذار«. ولهذه الغاية أجرى اتصالين هاتفيين بكل من رئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع والرئيس أمين الجميل، حيث تم الاتفاق على تكثيف الاتصالات في الايام المقبلة في محاولة لتقريب المواقف ومعالجة الاختلافات المتعلقة بترشيح الحريري النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وأفادت معلوات بأن اتصال الحريري وجعجع استمر ساعة وكان ودياً من الناحية الشكلية، وتركز على التحرك المتعلق بانتخاب فرنجية رئيساً، واتفق الرجلان على تنظيم أي خلاف بعيداً عن السجالات وعلى تكثيف الاتصالات الأسبوع المقبل مباشرة وعبر وسطاء. وعلمت »السياسة« من مصادر موثوقة ان الحريري أكد للجميل وجعجع انه يريد لمبادرته الرئاسية ان تحظى بأوسع وأكبر تأييد وطني، لأن رئيس الجمهورية هو لكل اللبنانيين وليس لفريق أو لطائفة، وأنه سيواصل مساعيه واتصالاته مع الاطراف المعنية للحصول منها على دعم التسوية التي يعمل لها، مشددا في الوقت نفسه على انه لن يسمح بانقسام قوى »14 آذار« التي تجسدها ثوابت ومبادئ لا يمكن التنازل عنها او التفريط بها. وأشارت المعلومات الى ان موفدين للحريري سيزورون جعجع والجميل وقيادات »14 آذار« في الايام القليلة المقبلة للبحث معهم في تطورات التسوية الرئاسية وشرح الموقف منها وضرورة توحيد الجهود وصياغة موقف موحد. وفي المقلب الاخر، أكدت اوساط عليمة لـ«السياسة« ان النائب فرنجية خرج بعد لقائه الأمين العام لـ«حزب الله« حسن نصرالله الاسبوع الماضي، بانطباعات متشائمة حيال المبادرة الرئاسية وصعوبة قبولها من جانب الحزب، بعدما أكد له نصرالله انه لن يتخلى عن دعم النائب ميشال عون الا إذا انسحب الاخير لمصلحة فرنجية. وأشارت الأوساط إلى أن الحزب »لا ينظر الى التسوية الرئاسية على انها جدية لا بل هي اقرب الى المناورة وليس مستبعدا ابدا ان يكون هدف الحريري من ورائها شق صفوف »8 آذار« وإثارة الانقسامات في ما بينها، وإلا لماذا لم يتبنَّ رسمياً ترشيح فرنجية ويعلن ذلك على الملأ لإزالة الالتباسات«؟ في سياق متصل، أكد رئيس حزب »الكتائب اللبنانية« سامي الجميل ضرورة إنهاء مسلسل التعطيل، لافتاً الى انه »حتى لو تم انتخاب رئيس للجمهورية فسنبقى سنة بلا حكومة وسنة بلا قانون انتخابات لأن نظامنا السياسي هو المشكلة«. وقال في كلمة له أمس خلال حفل قسم اليمين لمنتسبين جدد للحزب ان »الدولة لا تبنى بوجود سلاح خارج اطار الشرعية«، مشدداً على ان مواجهة الإرهاب يجب ان يخوضها جميع اللبنانيين من خلال الدولة والجيش والتضامن والوحدة الوطنية.
الحريري ضد «الفراغ القاتل» ويتمسك بمبادرته «حزب الله» مع عون أولاً لكن … من الثاني؟
محمد شقير/الحياة/14 كانون الأول/15
قالت مصادر سياسية مواكبة للمبادرة التي أطلقها زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري لملء الفراغ الرئاسي في لبنان عبر دعمه ترشيح زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، إن هذه المبادرة جدية وما زالت قائمة أكثر من أي وقت مضى، وأن لا صحة لما يشيعه البعض من أنه يدرس سحبها من التداول أو التراجع عنها. وقالت المصادر نفسها أن من يرفض هذه المبادرة، عليه أن يطرح البديل لأن من غير الجائز استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الى ما لا نهاية بعد أن مضى على شغورها أكثر من عام ونصف العام؟ ورأت بأن «الفراغ القاتل» لن يكون البديل خصوصاً أن أكلافه سياسياً واقتصادياً ومالياً أصبحت باهظة وليس في وسع من يروّج له أن يؤمن تغطية هذه الأكلاف. واعتبرت المصادر عينها أن لا جدوى من الالتفاف السلبي على مبادرة الحريري بذريعة الرهان على حصول تطورات في المنطقة يمكن أن تدفع في اتجاه إتاحة الفرصة لهذا الطرف أو ذاك لتحسين شروطه في التسوية وأن مثل هذا الرهان يستدعي الصمود ومقاومة الضغوط وعدم الاستسسلام للأمر الواقع. ولفتت الى أن كثيرين من الأطراف سيضطرون الى إعادة النظر في موقفهم أكانوا من الرافضين لهذه المبادرة أو المتحفظين عليها، ما أن يشعروا بأنها جدية وأن البديل عنها بالمعنى السلبي المزيد من الفوضى والفلتان وأن من أطلقها لا يتوخى منها المناورة وإلا لما تجرأ على طرحها داعماً ترشيح واحد من أبرز خصومه السياسيين.
فرنجية ماضٍ في خياره
وإذ أكدت المصادر أن الحريري أحدث صدمة من خلال طرحه مبادرته يفترض التجاوب معها، أو طرح البديل منها، قالت في المقابل إن فرنجية ماضٍ في تحركه ولن يرضخ لسياسة «تهبيط الحيطان» التي تمارس عليه من حليفه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون. وكشفت المصادر المواكبة أن مبادرة الحريري جاءت «مشغولة»، ولم يطرحها إلا لقناعته بأنها المخرج الوحيد لملء الشغور الرئاسي. واستغربت ما أشيع من قبل رافضيها وتحديداً العماد عون بأن لقاء باريس الذي جمع ما بين زعيمي «المستقبل» و «المردة» أدى الى توافقهما على صفقة سياسية شاملة تتوج بترشح فرنجية لرئاسة الجمهورية. وفي هذا السياق نفت المصادر كل ما قيل عن تفاهمهما المسبق حول قانون الانتخاب الجديد والتعيينات الأمنية والإدارية والتركيبة الوزارية، وقالت إن الهدف من تسريب مثل هذه الشائعة هو التحريض على اللقاء. ونقلت عن فرنجية قوله في لقاء باريس موجهاً كلامه الى الحريري: أنا من موقع سياسي على خلاف معك لكن أعتقد أن هناك مساحة واسعة يمكننا التلاقي فيها لمصلحة البلد. لكن عون أصر على أن يأخذ بهذه الشائعة على محمل الجد، خصوصاً أن اجتماعه مع فرنجية في حضور رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل لم يكن منتجاً، لأن «الجنرال» اكتفى بعد أن استمع من الألف الى الياء لمطالعة زعيم «المردة»، بالقول: أنا ما زلت مرشحاً لرئاسة الجمهورية.
لقاء فرنجية – عون
كما أن فرنجية صارح عون بقوله: أنا كنت مع ترشحك لرئاسة الجمهورية وما زلت أدعمك، لكن هل لديك خطة – ب – إذا ما تعذر انتخابك. لأن من غير الجائز أن لا يكون لديك تصور بديل. وفهم أن عون أصر على ترشحه ولم يتجاوب مع طلب فرنجية في سؤاله عن خطته البديلة لا سيما أن الأخير سأله عن موقفه من ترشحه كخيار ثانٍ. كما فهم بأن عون عاتب فرنجية على تفرده في ذهابه الى باريس من دون التنسيق معه أو إعلامه باجتماعه مع الحريري، وكان جواب الأخير له: أنت ذهبت الى باريس والتقيته ولم تعلمنا باللقاء. فرد الجنرال: عندما قررت التوجه الى باريس كنت أنا المرشح الوحيد عن «قوى 8 آذار». وهكذا انتهى لقاء عون – فرنجية كما بدأ لأن الأول – كما تقول المصادر – أقفل الباب أمام رغبة زعيم «المردة» في تبادل «غسل القلوب».
… ولقاء فرنجية – نصرالله
بالنسبة الى لقاء أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله بفرنجية في أعقاب اجتماع الأخير بعون، أكدت المصادر المواكبة بأن كل ما سرب عن محضر اجتماعهما لا ينطوي على موقف سلبي من ترشح فرنجية، وعزت السبب الى أن الأول وإن شدد على أن عون هو مرشح الحزب أولاً، داعياً فرنجية الى التريث فإنه في المقابل لم يتفوه بكلمة يفهم منها أنه ضد ترشحه. واعتبرت المصادر بأن نصرالله في مصارحته لفرنجية لم يقل إن عون مرشحنا أولاً وأخيراً ونقطة على السطر، وبالتالي لم يكشف عن خياره الثاني مراعاة منه لحليفه عون وقالت إنه ترك للآخرين بأن يطرحوا ترشيح فرنجية. وتابعت: إن التحالف الوثيق بين «حزب الله» وعون قد يكون وراء إحجامه عن ترشيح فرنجية لئلا يعرض تحالفه معه الى اهتزاز من دون أن يصدر أي موقف عن الحزب يشتم منه بأنه ضد ترشحه. ودعت المصادر الى ترقب ما سيصدر عن فرنجية في حديثه الخميس المقبل مع الزميل مرسيل غانم في برنامجه «كلام الناس» على محطة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، وقالت إنه سيضع النقاط على الحروف وسيؤكد ترشحه للرئاسة وهو لا يزال يواصل تحركه وكان التقى أول من أمس نادر الحريري مدير مكتب الرئيس الحريري ومستشاره النائب السابق غطاس خوري. ونصحت المصادر بعدم حرق المراحل والرهان على موقف حزب «الكتائب» والمستقلين في «14 آذار» من ترشح فرنجية وقالت إن إقحام هؤلاء في موقف سلبي من الأخير لا يعبّر عن الأجواء التي تتسم بها المشاورات الجارية بين حلفاء الحريري والتي يفترض مع الوقت أن تحمل معها تحولاً لمصلحة زعيم «المردة». وأكدت بأن «الكتائب» لا يعارض ترشح فرنجية ولا يضع «فيتو» عليه لكن من حقه أن يطرح هواجسه المشروعة للحصول على ضمانات وهذا ما يبحث الآن بين الطرفين. وقالت إن المواقف الإقليمية والدولية من ترشح فرنجية ليست سلبية وأن إصرار البعض على «ضبط النفس» والتريث في تحديد موقفه الإيجابي منه، والمقصود بهؤلاء أولاً النظام السوري وإيران و «حزب الله» يعود الى ترك الأخير يخوض معركة شراء الوقت مع عون لعله يتمكن من أن يستوعب موقفه الرافض بعد أن يقتنع من أن هناك أكثر من عقبة تحول دون انتخابه.
وقد يكون «حزب الله» – كما تقول المصادر – أمام مهمة صعبة في إقناع عون بالتنحي لمصلحة فرنجية تماماً كمهمة الحريري لدى حليفه رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع رغم الاتصال الذي جرى بينهما أول من أمس وهو الأول على الأقل في العلن بعد طرح الحريري لمبادرته السياسية.
وعلمت «الحياة» أن جعجع بادر للإتصال بالحريري وقالت مصادر في «القوات» إن الاتصال كان ودياً رغم الاختلاف بينهما من ترشح فرنجية. لذلك يمكن القول إن هذا الاتصال يأتي بهدف تنظيم الاختلاف بين «القوات» و «المستقبل» وإدارته بعيداً من التوتر والسجالات التي جرت بينهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يتدخلا لوقفه. إلا أن استمرار الاختلاف لا يمنعهما من التواصل سواء مباشرة أو عبر عدد من القياديين من الطرفين، علماً أن الحريري كان طرح مع جعجع عبر موفديه إمكانية البحث عن مرشح توافقي لأن البلد لم يعد يحتمل استمرار الفراغ القاتل الذي يدفع به الى حافة الهاوية وبالتالي يجب القيام بمبادرة إنقاذية قبل فوات الأوان. وعلمت «الحياة» بأن «المستقبل» كان طرح في السابق على جعجع لائحة بأسماء المرشحين للتوافق على أحدهم لأن هناك استحالة في بقاء البلد من دون رئيس لا سيما أنه أدى الى شلل الحكومة التي تعاني من عجز حتى في انعقاد مجلس الوزراء ومن تعطيل دور المجلس النيابي في التشريع. ومن الأسماء التي جرى التداول فيها: حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قائد الجيش العماد جان قهوجي، سفير لبنان لدى الفاتيكان جورج خوري وجان عبيد. لكن جعجع رد بالرفض، لا سيما بالنسبة الى عبيد من دون أن يطرح البديل. وعليه فإن عامل الوقت يمكن أن يسمح بتعديل المواقف من ترشح فرنجية شرط أن يتمكن «حزب الله» من استيعاب حليفه عون، خصوصاً أن تذمر رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط من الذين أعاقوا توفير النجاح لمبادرة الحريري وصمت رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا يعنيان أنهما في وارد تعديل موقفيهما من ترشحه، لأن زعيم «المستقبل» لم يتفرد في طرحه وإنما حرص على «طبخ الترشيح» بعيداً من الأضواء. وبالتالي فإن التأخير لا يعني أبداً أن المبادرة وضعت في البراد تمهيداً للبحث عن بدائل أخرى.
حزب الله» يضبط «خيار فرنجية» على… توقيته
الحريري لم «يستسلم» واتصل بجعجع لـ «ترميم العلاقة» و«تنظيم الخلاف»
الإثنين، 14 ديسمبر 2015/| بيروت – «الراي»
لا تزال معالم البلبلة الواسعة تسود المشهد السياسي الداخلي في لبنان، عقب ما اعتُبر فرْملة او تجميداً او حتى إسقاطاً لصفحة ترشيح زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، على يد «حزب الله» تحديداً، في اللقاء الأخير الذي جمع فرنجية بالأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، ليل الخميس الماضي. ويبدو واضحاً ان معالم هذا التطور أرخت بظلال كثيفة على مجمل الوضع السياسي، الذي يطلّ مع الأسبوع الجاري على ما تبقّى من السنة، بانطباعاتٍ قاتمة لجهة تَراجُع الآمال التي انتعشت بقوة في الأسابيع الأخيرة في إمكان حلول السنة 2016 برئيس منتخَب، تبدأ معه عملية إعادة ترميم الواقع الدستوري والسياسي ومعالجة الأزمات الكبيرة والمتراكمة التي يعاني منها اللبنانيون. غير ان هذه الآمال تلقّت ضربة قاسية، فيما لا يُعرف إذا كانت تداعيات الفرْملة في الملف الرئاسي ستقف عند حدود العودة الى الدوران في الفراغ أم ستتخطاه الى تداعيات أخرى، يخشى البعض ان تكون ذات طابع أمني ايضاً.
وتسجّل اوساط بارزة في قوى «14 آذار»، التي تشكّل الجانب الأكثر تضرراً، جراء صعود تسوية ترشيح فرنجية ومن ثم تَراجُعها، عبر «الراي»، مجموعة معطيات، تشير إلى ان من شأنها ان تبلور الاتجاهات المقبلة، أقلّه من الزاوية التي تنظر اليها غالبية الأطراف في تحالف «14 آذار».
وتعترف هذه الاوساط بدايةً، بأن «الأضرار البليغة التي أصابت (14 آذار) لا يمكن تجاهلها، وبدأ العمل الحثيث على ترميمها ومعالجتها. ولم يكن الاتصال الذي أجري قبل يومين بين زعيم (تيار المستقبل) الرئيس سعد الحريري، الذي بادر الى طرْح (خيار فرنجية)، وبين رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع (غير المؤيد لمثل هذا الخيار) إلا دليلاً على هذا الاتجاه، في ظل تَحسُّس أقطاب (14 آذار) بفداحة المنحى الذي رتّبه ظهور الخلافات العميقة حول ترشيح فرنجية على التوازن السياسي الذي يملي على (14 آذار) إعادة تصويب واقعه الداخلي، تجنّباً لمزيد من الخسائر». وتلفت الأوساط نفسها، الى ان «أقطاب هذا الفريق تنبّهوا الى ما نُقل عن نصرالله في لقائه وفرنجية، من دعوته الى إبقاء كرة الانقسامات والخلافات داخل ملعب (14 آذار) وعدم نقلها الى ملعب (8 آذار)، الأمر الذي فُهم منه ان (حزب الله) – بسعيه الدائم الى استمرار الفراغ الرئاسي، والى جانب الأهداف الاقليمية التي تتصل بموقف ايران – يريد ايضاً الانتظار لإضعاف خصومه اكثر، بما يحقّق له في التوقيت الملائم انتصاراً سياسياً واسعاً، يملي عبره مجمل شروط التسوية، قبل الإفراج عن أزمة الرئاسة».
وتشدد الأوساط على ان «هذا العامل بدأ يلعب دوراً أساسياً في إنعاش السعي الحثيث لإعادة اللحمة الى (14 آذار) في المرحلة الطالعة».
أما بالنسبة الى صفحة ترشيح فرنجية، فإن الأوساط تعتقد انها «لم تسقط تماماً، ولو انها أُخضعت للتجميد المرحلي بفعل ثلاثة عوامل، أوّلها انه ثبت ان لا ظروف اقليمية مواتية لفرْض اختراق سياسي كبير في لبنان راهناً، وثانيها أن (حزب الله) تلقّى إشارة ايرانية بمنْع إحداث اي اختراق لبناني في الوقت الحالي، ولو كان لمصلحة حليف للحزب، وهو الامر الذي لا يحرج الحزب إطلاقاً، ما دام يرفع لواء دعم حليفه الأكبر الآخر ميشال عون، وثالثها ان الرفض المسيحي لترشيح فرنجية شكّل السدّ الذي يصعب معه تسويق فرنجية من دون تداعيات مؤذية ترتدّ على زعيم (المردة) وداعمه الأساسي الرئيس سعد الحريري». ولكن في ظل هذه العوامل، يطلّ المشهد السياسي، منذ الآن، على السؤال الكبير الذي سيرمي مجدداً الكرة في مرمى رافضي التسوية،لا سيما المسيحيين منهم عن البديل. وتذكر الأوساط أن «مسعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لجمْع الأقطاب الأربعة الموارنة الرئيس أمين الجميل وعون وجعجع والنائب فرنجية سيتجدد مع عودة الراعي من زيارته إلى مصر، حيث التقى أمس، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن ثمة شكوكاً كبيرة في ان تكتمل موافقات الأقطاب الأربعة على الاجتماع، خشية فشله تكراراً او تَسبُّبه بخلافات اضافية بين هذه الزعامات، بعد خلط الأوراق والتوترات التي أصابت العلاقات الشخصية بين بعضهم، وهو الأمر الذي لا يحمل آمالاً فعلية في الرهانات على اي توافق مسيحي على بديل،خصوصاً ان عون وفرنجية لا يبدوان مستعدّيْن للتخلي عن ترشيحهما، فيما يقتصر هذا الاستعداد على جعجع وحده». ورغم مناخات التريّث في «خيار فرنجية»، فقد توقّفت دوائر سياسية عند ملامح إصرار الرئيس الحريري على عدم «الاستسلام» امام التعقيدات التي تعترض طرْحه، حيث وُضع تطوّران في هذا السياق: الأول ايفاده مدير مكتبه نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري،أول من أمس، الى بنشعي (زغرتا) حيث التقيا النائب فرنجية، وسط تقارير تحدثت عن ان زعيم «المردة» وضع موفديْ زعيم «المستقبل» في نتائج اللقاءين اللذين عقدهما مع عون ونصرالله، فيما نقل اليه الموفدان نتائج حركة الاتصالات التي يقوم بها الحريري.
أما التطور الثاني فتمثّل في أوّل اتصال يُكشف عنه بين الحريري وجعجع، منذ استقبال الاول فرنجية في باريس قبل نحو شهر. وفيما أفادت تقارير بأن الاتصال الذي أجراه زعيم «المستقبل» استمرّ ساعة وتركز على التحرك المتعلق بانتخاب فرنجية رئيساً، وبأن الرجلين اتفقا على تنظيم أي خلاف بعيداً عن السجالات وعلى تكثيف الاتصالات الأسبوع المقبل مباشرة وعبر وسطاء، وان كليهما لم يبدّل موقفه من خيار فرنجية، اعلن رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي ان «الاتصال كان ودياً جداً وواضحاً جداً»، لافتاً الى ان «ترشيح فرنجية هو تحرُّك لم يرق الى مستوى المبادرة».وقال: «السبت اتصل الرئيس الحريري بالدكتور جعجع وناقشا الموضوع الرئاسي وتفاصيل الخطوة التي اتخذها الأخير وخلفياتها، ولم يطلع الرئيس الحريري رئيس (القوات) على أي مبادرة، ونحن لم نتلقّ بعد خبراً يقول ان ما جرى (مبادرة)، ولا علم لنا بها، وعندما يقول الرئيس الحريري عنها مبادرة يصبح لنا علم بها»، مؤكداً ان اللقاء بين الرجليْن «وارد في أي لحظة، لكن الحركة مرتبطة بالوضع الأمني».