سقوط إيران في الامتحان السعودي
خيرالله خيرالله/المستقبل/06 كانون الثاني/16
اذا كانت ايران تريد امتحان المملكة العربية السعودية، فهي سقطت في الإمتحان. سقوطها عائد الى انّه فاتها انّها تتعاطى مع ذهنية جديدة في المملكة كانت «عاصفة الحزم» افضل تعبير عنها. مثلما كانت هناك «عاصفة الحزم»، كان قرار حازم للسعودية بقطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران، تلاه قرار لمملكة البحرين في الإتجاه نفسه. فات ايران انّ هناك مواطنا سعوديا، وليس ايرانيا، اسمه نمر باقر النمر اعدم في ظلّ القوانين المعمول بها في المملكة. اعدم مع ستة واربعين آخرين، معظمهم من السعوديين المدانين في قضايا ارهابية مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و»داعش». هؤلاء كانوا من السنّة باستثناء اربعة منهم.
قامت القيامة ولم تقعد على المملكة العربية السعودية بسبب النمر وذلك من منطلق انّه شيعي، وذلك في سياق الإستثمار في اثارة الغرائز المذهبية الذي هو في صلب السياسة الإيرانية ومشروعها التوسّعي على حساب كلّ ما هو عربي في المنطقة. لم يقتصر الأمر على الكلام الصادر عن «المرشد» علي خامنئي الذي توعّد القيادة السعودية بـ»انتقام الهي»، بل احرق متظاهرون ايرانيون السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد. عندما يتعلّق الأمر بان تكون ايران مسؤولة عن كلّ شيعي في العالم، لا يعود هناك احترام للأعراف الديبلوماسية او لسيادة الدول. ترافقت الحملة الإيرانية على السعودية مع انتقادات عراقية للمملكة صدرت عن رسميين مثل رئيس الوزراء حيدر العبادي ورجال دين من بينهم المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني المقيم في النجف، الذي احتفظ في الماضي بهامش يفصل بينه وبين السياسة الرسمية لإيران، ورجل الدين مقتدى الصدر. تأكّد مرّة اخرى انّ العراق صار تحت السيطرة الإيرانية لا اكثر. كما كان متوقّعا، خرج السيّد حسن نصرالله الأمين العام لـ»حزب الله» في لبنان عن الحدّ الأدنى من الإحترام المفترض تجاه الدول الأخرى، خصوصا الدول العربية، التي تربطها علاقات اكثر من ودّية بالبلد. قال في آل سعود وفي المسؤولين السعوديين كلاما اقلّ ما يمكن ان يوصف به انّه من النوع المبتذل والبذيء الذي لا يأخذ في الإعتبار العلاقات التاريخية بين بلدين عربيين ارتبطا منذ قيامهما بعلاقات خاصة انعكست خيرا على لبنان واللبنانيين.
ما لم يقله المسؤولون الإيرانيون، قاله نصرالله الذي جعل من «حزب الله» رأس حربة للسياسة الإيرانية في المنطقة.
لم يأبه حسن نصرالله لمصالح لبنان واللبنانيين. لم يتوقّف لحظة ليسأل نفسه ما دخل لبنان في قضيّة داخلية سعودية. لم يسأل كم عدد اللبنانيين الذين يعملون في السعودية، وهؤلاء من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق. لم يسأل كم عدد العائلات التي تصلها مداخيل من السعودية ودول الخليج العربي شهريا؟
مثل هذا النوع من الأسئلة ممنوع على نصرالله طرحه، ما دام الهدف نشر البؤس في لبنان من جهة وعزله عن محيطه العربي من جهة اخرى. يكشف خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» انه مطلوب ربط لبنان بايران بعيدا عن الواقع المتمثّل بان اللبنانيين، باكثريتهم الساحقة، يرفضون هذا التوجّه ويعتبرون ان التخلّص من الوصاية السورية لا يعني بالضرورة الوقوع تحت الوصاية الإيرانية وبالتالي تحت وصاية «حزب الله». ولكن ما العمل مع ميليشيا مذهبية، تابعة لإيران، تفرض نفسها على اللبنانيين بقوة سلاحها غير الشرعي متذرّعة بـ»المقاومة» و»الممانعة»؟ وصل الأمر بهذه الميليشيا المذهبية التي تمنع انتخاب رئيس للجمهورية الى المشاركة المباشرة منذ سنوات عدّة في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري، وهي حرب ابادة بكلّ معنى الكلمة ذات خلفية مذهبية ولا شيء آخر غير ذلك. كذلك وصل الأمر بنصرالله الى التحرّش بنيجيريا، حيث جالية لبنانية كبيرة، دفاعا عن مجموعة شيعية نشأت حديثا في هذا البلد بمبادرة من الحزب ومن ايران. سبق لـ»حزب الله» ان تجاهل وجود حدود دولية للبنان. تدخّل بناء على طلب ايراني في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. جلب الويلات على لبنان بعدما وضع الرابط المذهبي فوق كلّ ما عداه، اي فوق السيادة اللبنانية. من الواضح انّ ايران اعتقدت انّ تجربة «حزب الله» في سوريا يمكن ان تتكرر في مكان آخر وان الرابط المذهبي الذي يجعل منها مرجعية لكلّ شيعي في العالم صار هو القاعدة. نسيت ان هناك من هو على استعداد للتصدي لهذه الظاهرة المرضية التي يعتبرها الشيعة العرب، في معظمهم، اساءة لهم ولتاريخهم الوطني. نسيت ايران ايضا انّ قسما لا بأس به من الشيعة اللبنانيين الأحرار يرفضون ان يكونوا مجرّد جنود لدى ايران ولدى «الوليّ الفقيه»، كما حال حسن نصرالله. بقطعها العلاقات الديبلوماسية مع طهران، رسمت الرياض حدودا جديدة للعلاقة بين البلدين. هذه الحدود هي القانون الدولي بديلا من القانون الذي وضعته ايران والقائم على الإستقواء على دول المنطقة عبر اثارة الغرائز المذهبية.
لم تفهم ايران ماذا تعني «عاصفة الحزم»، او ربّما فهمتها جيدا؟ لعلّها ستبدأ، بعد الرد السعودي، في استيعاب ان هناك قيادة جديدة في المملكة، على رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز. تمتلك هذه القيادة ما يكفي من الجرأة وروح المبادرة لتأكيد الدور الإقليمي للمملكة بعيدا عن اي نوع من المزايدات والشعارات البراقة والشتائم التي لم تعد تخيف احدا… حتّى لو ترافقت مع كل انواع التهويل والترهيب والإرهاب الذي ذاق اللبنانيون طعمه قبل غيرهم.
ما كانت معاني «عاصفة الحزم» منذ انطلاقتها في اليمن، تحتاج إلى عقول استثنائية كي تُفهم تماماً! لكن إيران أصرّت، تبعاً لذلك البطر الاستعلائي، على تجاهل الحقيقة والتمسك بالوهم. وظلّت تتصرف على أساس غياب التكافؤ بين الفعل وردّ الفعل.. فوجئت تبعاً لذلك، بانطلاق تلك العاصفة وبالإصرار على إفشال انقلابها عند حافة الخليج العربي وأخطر وأهم ممرات الطاقة. ثم فوجئت راهناً برمي قفّاز التحدي في حضنها، وتأكيد الذهاب في صدّها وصدّ تدخلاتها وافتراءاتها إلى آخر المطاف!
وحده عقل قطعي وأحادي الإنتاج والاستنتاج، ودائخ بالبطر، يمكنه أن يفترض أن الواقع العربي في نواحيه المتفجرة كان يمكن له أن يستمر تحت وقع كل ذلك الضيم والبلاء من دون أن يتحرك لمواجهته.. ما يحصل راهناً وقد يحصل لاحقاً، هو تعبير عن ذلك التحرك المضاد، الذي لن يفاجئ على ما يبدو.. إلا إيران!
لبنان الباقي بالتنوع والاعتراف
محمد علي فرحات/الحياة/6 كانون الثاني 2016
وضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم بعد إحراق السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران. لقد بلغ الافتراق أوجه بين البلدين الكبيرين اللذين يتمتعان بنفوذ في لبنان: السعودية منذ ثلاثينات القرن الماضي بحضورها النخبوي والشعبي المتوارث، بحيث يدين آلاف اللبنانيين بوضعهم المالي المتميز إلى تعاملهم مع المملكة تجارياً أو عملهم فيها أو استقبالهم سياحها في غير مدينة وبلدة من الساحل والجبل، والفضل الأكبر هو إنهاء حرب لبنان الأهلية في مؤتمر عقد في المدينة السعودية، الطائف. وإيران النافذة منذ ثورتها على الشاه ونجاحها في تصدير هذه الثورة الى لبنان مستندة الى قضية الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية، عملت على دعم مقاومات مسلحة، تبلور من بينها «حزب الله» الذي حظي أيضاً بدعم النظام السوري المهيمن على لبنان ولا تزال بصماته حاضرة. ليس اللبنانيون وحدهم الذين يتخوفون من تبعات الصراع مع إيران، بدءاً من السعودية، فذلك ينسحب على بلاد عربية وإسلامية قريبة أو بعيدة.
في لبنان بدا الانقسام واضحاً لكنه لم يصل إلى الخط الأحمر. ثمة حرص دولي وإقليمي على عدم إحراق الوطن الصغير، وثمة وعي محلي بالمحافظة على الحد الأدنى من السلم الأهلي، هذا الحد تؤكده مصالح اللبنانيين والمقيمين في عدم الانجرار إلى حرب داخلية لا يعرف أحد مداها، كما تضمنه شخصيات إسلامية ذات مواقع عريقة، في مقدمها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان ورئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. نذكر هنا أن المجلس الشيعي تأسس عام 1964 بعناية الدولة اللبنانية العميقة في حين أن دار الفتوى موجودة منذ إنشاء دولة لبنان الكبير وزوال الحكم العثماني الرمزي لمتصرفية جبل لبنان، والعملي لمدن الساحل وللأطراف شمالاً وبقاعاً وجنوباً. لدار الفتوى والمجلس الشيعي ذاكرة لبنانية حديدية، وتاريخ من تبادل الرأي بين قادة الطوائف الدينيين بمن فيهم البطريرك الماروني وسائر البطاركة المسيحيين وشيخ عقل الدروز (الطائفة الأساس في جبل لبنان ووادي التيم). ولم يندرج قادة الطوائف هؤلاء في تسييس الدين أو عسكرته، على ما فعل آخرون اتخذوا من العمائم والقلانس معبراً لأيديولوجيات سياسية أو أجندات عسكرية، وهم يستندون إلى الزي الديني ليجذبوا المؤيدين والأتباع أو ليدفعوا الخصوم الى الامتناع عن التهجم على سياساتهم، خوفاً من الاتهام بالعداء للدين أو للطائفة.
ولا يقتصر تسييس الدين أو عسكرته على لبنان، فالعالمان العربي والإسلامي حافلان برجال دين يقودون دولاً أو ثورات أو أحزاباً أو مؤسسات ثقافية، ونراهم أحياناً يقودون مؤسسات صناعية أو تجارية. إنه الخلط بين السياسة كشأن اجتماعي متغير بحسب المصالح، والدين كشأن ثابت ثبات الإيمان والعبادة، ويصل هذا الخلط بمجتمعاتنا إلى فقدان الرقابة على السياسيين وفقدان الإحساس بقدسية الإيمان والعبادة. المفتي دريان والشيخ قبلان ومعهما شيخ العقل نعيم حسن والبطاركة المسيحيون، وفي مقدمهم البطريرك بشارة الراعي، هم من يمثل التنوع الديني والطائفي في لبنان القائم على حفظ الوطن والدولة، وأن يكون هناك دائماً قانون واحد لشعب واحد. أما رجال الدين المنصرفون الى السياسة أو الحرب فلا إجماع لبنانياً على الانصياع لهم، لأن فضائلهم، إذا وجدت، تعود إلى الخطاب السياسي المادي لا إلى الخطاب الديني الروحي.لبنان بطوائفه الإسلامية والمسيحية المتلاقية، يجد في تنوعه حصانة من حروب طالما جرّبها واكتوى بنارها. وربما اعتبره القريبون والبعيدون نموذجاً لاعتراف متبادل يحفظ الأديان ولا يحوّلها حطب حريق.
البلد أحوج ما يكون إلى ترشيد «ثقافة المجاملة» لا وأدها
وسام سعادة/،المستقبل/06 كانون الثاني/16
المدهش في الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله هو الحديث عن «مجاملة» سوف يتخفف منها ليقول رأياً يبدو أنه احتبسه أو اعتصره لسنوات، لكنه رأي لا يتعلّق، على ما أفصح عنه، بأحداث حصلت في زماننا هذا، إنّما بامتداد زمني لا يقل عمقه التاريخي عن قرنين ونصف، ولا يقلّ بعده الجغرافي عن بضعة آلاف من الكيلومترات عن المكان الذي تحدّث منه السيد. السؤال الأول الذي يطرح نفسه حينها، هل أن السيد نصر الله بتنحيته «المجاملة» على ما وصف به حتى نهار الأحد الماضي، امتناعه عن قول ما قاله كل هذه السنوات، يكون قد أقلع من الآن وصاعداً عن أدب المجاملة بالمطلق، أم أنه سيبقى يحتفظ لنفسه بالحق في تنحية المجاملات، واحدة بعد أخرى، مرة ليدلي برأيه بهذه الدولة ومرة بتلك، ومرة بهذه الملّة، ومرة بتلك؟ هل سنسمعه ذات مرة ينحّي «المجاملة» جانباً، لسرد التاريخ كما يراه منذ اجتماع السقيفة إلى يومنا هذا؟ السؤال الثاني الذي يطرح نفسه، بمناسبة حديث السيد عن «مجاملة» كانت تمنعه من قول ما قاله، إلى أن أفصح وباح، هل أن ما قاله السيد بعد تنحية المجاملة جانباً، هو موقف يسوقه من باب الخطاب العلمي، العلمي بالمعنى الاجتهادي الفقهي، أو العلمي بمعنى العلوم الاجتماعية على حد سواء؟ هل المقاربة التي قدّمها، سواء لحركة إحيائية أو مصفوفة حركات، أو لتركيبة كيانية اجتازت في الحد الأدنى مراحل ومنعطفات، أو لنظام حكم يطرح بالدرجة الأولى إشكالية شروط استدامته وأشكالها، أو للعلاقات الدولية والإقليمية، أو لمشكلة التعايش بين الجماعات الأهلية المختلفة، أو لمفارقات التداخل والتنافر بين الجغرافيا السياسية وبين الجغرافيا الثقافية في هذه المنطقة، يدخل في سياق أنه ملتزم في محور اقليمي – مذهبي بوجه آخر، أو أنه ملتزم نوعاً من الغيفارية الأممية المتعالية على أي تأطير مذهبي ديني أو قومي إثني؟ أو أنه قال ما قال بعد تحرره من «وطأة المجاملة» بوصفه خطاباً في علم الاجتماع التاريخي، أو في علم الاجتماع الديني، أو في الإسلاميات التطبيقية، أو كناشط مجتمع مدني، أو كناشط حقوق انسان أو داعية لا عنف؟ المشكلة تبدأ من هذا التعامل القاسي مع «المجاملة». كثيراً ما يجري التعامل مع المجاملة على أنها رياء، ومع الرياء على أنه تكاذب، ومع التكاذب على أنه عدو الحقيقة.
لكن «المجاملات» ضرورية في السياسة، ضرورية أكثر في المجتمعات التعددية إثنياً ومذهبياً. طبعاً، ثمة مجاملات موفقة وأخرى نافرة ومضحكة. ثمة مجاملات نافعة وأخرى عديمة النفع أو ضارة أو تؤدي عكس مرادها. لكن المجاملات لا غنى عنها. عدم تقدير قيمة المجاملات، واعتبارها مجرد أقنعة واهية يمكن إشاحتها للانتقال مباشرة إلى الشيطنة القصوى للآخر في لحظة هو بحد ذاته أمر خطير، ويستحق التوقف عنده. من مصلحة هذا البلد تحييد نفسه بشكل واضح، وقدر المستطاع، عن صراع المحاور الإقليمية، عن الصراع المذهبي الإقليمي. وهذا ينبغي أن يكون واضحاً ومفهوماً للجميع، لأن الحؤول دون تدهور الوضع في لبنان لينضم إلى نطاق الحرائق المشتعلة بضراوة في الإقليم هو في مصلحة اللبنانيين جميعاً أياً كانت تحيزاتهم في الإقليم. ولا يبدو، إلى هذه اللحظة، أن هناك رابطة سببية مباشرة، تجعل الوضع اللبناني يتدهور بشكل دراماتيكي على وقع التوتر المشتعل على ضفتي الخليج، لكن في الوقت نفسه، هذا الوضع اللبناني، «الممسوك» عن المآلات التناحرية، يتعرض كل فترة لنوبات يمكن جدياً تخفيف وطأتها إذا ما أعدنا لفكرة «المجاملات» أهميتها، ودورها، في بلد صغير، بهذا الكمّ من التعدّد الطوائفي، لأن البديل الحاصل، عن «ثقافة المجاملات»، هو تنقل هستيري بين احتقانات، واحتقانات متفجرة، ومجاملات جديدة أكثر اضطراباً، ومناخات متنوعة من «مرض اضطراب العاطفة ثنائي القطب». البلد أحوج ما يكون إلى ترشيد ثقافة المجاملة، لا وأدها، بل حتى التناول «العلمي» للمسائل والأبعاد، التاريخية والأيديولوجية ولمقاربة تشكل الكيانات ونوع الأنظمة في الإقليم، هذا التناول يحتاج هو الآخر، إلى حد أدنى، من الرويّة. الرويّة تُرشد ثقافة المجاملة، تمنعها من الابتذال والشطط، لكنها تعطيها أيضاً قدراً من التماسك والجدّية، بدلاً من التنقل بين مجاملة «امتداحية» ثم شيطنة تستجر شيطنة. شيء من المجاملة، بعرضكم، للنجاة بهذا الوطن!