فرنجية يرفع سقف التحدي.. بأمر من “حزب الله”؟
صبحي أمهز/المدن/الثلاثاء 26/01/2016
ارتفعت وتيرة المواقف السياسية التي تصب في خانة رفع أسهم رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية الرئاسية، خصوصاً أن الموقف الناري لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سأل فيه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان كان يريد من “حزب الله” أن يضع مسدساً في رأس القيادات السياسية لتنتخب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، تزامن مع تسريات تفيد بأن فرنجية قال أنه لن يتنازل عن ترشحه للرئاسة حتى لو هاتفه رئيس النظام السوري بشار الاسد، أو الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله. تسريبات فرنجية التي لم ينفها أحد، وضعتها بعض الأوساط السياسية في سياق تبني “حزب الله” لخيار فرنجية، خصوصاً أنه ليس لديه أي مشكلة بأن ينتخب فرنجية رئيساً، شرط ان يتم إخراج الامور بشكل يظهر ان الحزب بقي على التزامه بعون، ولكن سارت الأمور بهذه الطريقة خارج إرادته. وتضع مصادر مطلعة على الملف الرئاسي عبر “المدن” الكلام الجازم لفرنجية بعدم الإنسحاب من السباق الرئاسي، وعدم نفيه ما نقل عن لسانه، في إطار التنسيق مع “حزب الله”، خصوصاً أن هذا الموقف التصعيدي تضمن هجوماً واضحاً على الحلفاء، ويصب في خانة محاولة القول ان “حزب الله” لا يمكنه اقناع فرنجية بالإنسحاب لمصلحة عون، وبالتالي اخراج “حزب الله” من المعادلة بين الحلفاء. في قراءة اخرى أيضاً، لا تتضارب مع السابقة بل تتقاطع معها، ثمة من يرى أن صمت “حزب الله” كان عاملاً أساسياً في تمسك فرنجية بترشيحه، ورفع السقوف، فوراً بعد اعلان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تبني ترشيح عون. وفي هذا السياق أيضاً، يصب ما تسرب الى “المدن” من أن المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، ورئيس وحدة الإرتباط والتنسيق وفيق صفا، إجتمعا بفرنجية على مائدة غداء قبل يومين. وعلى الرغم من هذه الأجواء، إلا أن الوزير السابق يوسف سعادة يرفض التعليق على الملف الرئاسي، مؤكداً أن تيار “المردة” لن يدخل في أي سجال سياسي في هذه المرحلة. كما تلتقي مع سعادة في اللجوء إلى التلميح والإبتعاد عن التصريح قيادات “حزب الله”. ويقول مصدر مقرب من مكتب النواب في “حزب الله” لـ”المدن” إن “القرار الرئاسي في غاية التعقيد وان البحث به ليس على المستوى النيابي، لا بل محصور بقيادة الحزب، التي لا تزال تدرس خياراتها بهدوء منعاً للإحراج”. أهمية الملف هذه، تدفع كثراً الى الحديث عن حقيقة موقف “حزب الله”. لكن الأكيد أن فرنجية، الذي يعتبر نفسه صاحب الفرصة الأكبر في الوصول الى بعبدا، مستنداً الى الدعم الداخلي، الذي يؤمن له الفوز عددياً وميثاقياً، لن يتراجع. ويقول مصدر مطلع على أجواء بنشعي لـ”المدن” إن “هناك تفاؤلاً لدى المردة أكثر مما مضى، ويصب في خانة أن “حزب الله” لن يتخلى عن فرنجية، وسيدعمه في نهاية المطاف للوصول إلى سدة الرئاسة الاولى”. وتشير مصادر “المدن” الى أن “حزب الله” يستغل الآن التنافس بين عون وفرنجية لإطالة أمد الشغور، وبعد ذلك لا مانع في وصول عون أو فرنجية إلى سدة الرئاسة الأولى، خصوصاً أن كليهما حليف للحزب.
عون يقرع باب “المستقبل”.. الموصود!
نادين مهروسة/المدن/الثلاثاء 26/01/2016
في وقت شكّلت إحتفالية معراب، ضربة لتيار “المستقبل”، كان رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون يدرك أنه بات عليه اجتياز عقبة وحيدة للوصول إلى بعبدا، خصوصاً أنه يعلم أن الوصول إلى سدة الرئاسة، من دون موافقة الطرف السنّي، إن على الصعيد العددي أو على الصعيد الميثاقي، مستحيل، خصوصاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يسمح بعقد جلسة إنتخابية في غياب مكون أساسي. قبل الحدث المعرابي وبعده، بدا بوضوح أن عون يفتقد عنصر دعم باقي المكونات اللبنانية، خصوصاً المكون السني، والمكون الدرزي، ونصف المكون الشيعي، وهي النقطة التي أبقت رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية حاضراً، ورافضاً للإنسحاب لعون. وفق هذه القراءة، بادر عون سريعاً باتجاه “المستقبل”، بوصفه الحلقة الأهم، لتبريد الأجواء، وفي محاولة منه للعودة إلى مرحلة سابقة، تحديداً قبل سنتين من اليوم، عندما فتح حوار مباشر مع “المستقبل” تخلله غزل واضح، انهار بعد أن تبين أن “المستقبل” لا يريد عون للرئاسة.
إنطلق عون، في إشاراته إلى “المستقبل”، من قاعدة أرسيت في الحوار السابق، حينما توجه “المستقبل” إلى عون بالقول: “نحن معك، ولكن عليك إقناع المسيحيين بالأمر”. اليوم اقتنع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وبات خلف عون كتلة مسيحية وشعبية واسعة، وبالتالي يعتبر عون نفسه بصدد ردّ الجواب إلى “المستقبل” بناء على الوعد السابق. بدأ عون توجيه الرسالة، من موقف وزراء تكتل “التغيير والإصلاح”، وصولاً إلى موقف تبناه “التكتل” بعد احد إجتماعاته الأسبوعية يفيد بعدم الموافقة على كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بشأن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان والى رئاسة الحكومة. كانت الخطوة هذه سابقة لإعلان معراب، واستتبعها عون في حديثه التلفزيوني الأخير، متخذاً مواقف إيجابية من “المستقبل”. وتشير مصادر “التيار الوطني الحر” لـ”المدن” إلى أن الحسابات اليوم تفيد بأن عون يحظى بإجماع مسيحي، وتأييد شيعي، وبالتالي يجب الإنفتاح على الطرف السني تحديداً، والتوجه اليه، لأنه في هذه الحالة يكون عون حقق “وطنية ترشيحه”. ووفق ما علمت “المدن” فإن أحد المقربين من عون بادر إلى الإتصال بمقربين من الحريري، وبمستشاره النائب السابق غطاس خوري، لكسر الجليد الذي حلّ سابقاً على علاقة الطرفين، وبعدها أتى إتصال عون بالحريري، داعياً إياه إلى السير بترشيحه مجدداً بعد موافقة “القوات”، لكن الحريري رد على طريقته عبر تسريب خبر اتصاله بفرنجية بعد اتصال عون به. رد الحريري المبطن يفيد بأن “المستقبل” متمسك بفرنجية ويرفض كلياً عون، لكن الأخير مصمم على قرع أبواب “المستقبل” مجدداً، على الرغم من أن هذه المحاولات لا تلقى أصداءاً إيجابية في أوساط “المستقبل” خصوصاً بعد المواقف الأخيرة التي إتخذها وزير الخارجية والغتربين جبران باسيل في عدد من الإجتماعات العربية والمؤتمرات الإسلامية. وتفيد مصادر دبلوماسية عربية لـ”المدن” أن مواقف باسيل الأخيرة أثرت سلباً على العلاقات اللبنانية الخارجية، وبالتالي لا تسمح لدعم عون رئاسياً. هذا الموقف يبني عليه “المستقبل” رفضه لعون، وانتقاده لكل ما تقدم في مشهد معراب، ولكن في السياق ذاته تؤكد المصادر الدبلوماسية لـ”المدن” أن الحديث عن تردي العلاقة بين السعودية و”القوات اللبنانية”، وعن اقفال الأبواب في وجه “القوات” غير صحيح، وهو من ضمن الحملة التي يقودها المحور المعرقل لكل الإستحقاقات اللبنانية. هذا الكلام يتمسك به قيادو “التيار الوطني الحر”. وحتى في الوسائل الإعلام المحسوبة على “التيار”ثمة نفي متكرر لأي موقف للسعودية ضد جعجع، علّ في ذلك بادرة أو إشارة سعودية بدعم ترشيح عون. لكن في المقابل، تنفي مصادر “المستقبل” عبر “المدن” إمكانية القبول بعون بعد فشل الإتفاق السابق بينهما، كما تنفي خبر إمكانية عقد لقاء بين باسيل والحريري، وتلفت إلى أن اللقاء إن حصل فهو لن يغيّر شيئاً في موقف “المستقبل”، لكنها تؤكد أن لا قطيعة بين “المستقبل” و”التيار”، وإن كان هناك إختلاف في وجهات النظر والمبادئ، خصوصاً أن الإتصالات حاضرة. ويشير عضو كتلة “المستقبل” النائب عاطف مجدلاني لـ”المدن” إلى أنه “من الممكن أن يسعى عون في مثل هذا الوقت لفتح حوار مع المستقبل، الذي لا يمانع إطلاقاً”، لافتاً إلى أن “مساعي عون حالياً قد تكون الحصول على موافقة المستقبل، ورضاه، مما يسهل عملية وصوله لبعبدا، ولكن المستقبل سيبقى متمسكاً بموقفه”. على الرغم من حسم “المستقبل” للأمر، إلا أن مصادر “التيار الوطني الحرّ” تؤكد لـ”المدن” أن الإتصالات تعود تدريجياً بين “المستقبل” و”التيار”، وستبقى قائمة من أجل الوصول إلى حلول مثمرة على صعيد الإستحقاق الرئاسي.