Quantcast
Channel: Elias Bejjani News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 21056

خيرالله خيرالله: ما يفسّر تصعيد نصرالله/وسام سعادة: بعد تصنيف حزب الله .. ماذا يبقى من الحوار

$
0
0

ما يفسّر تصعيد نصرالله
خيرالله خيرالله/المستقبل/09 آذار/16

في الخطابين الاخيرين للسيد حسن نصرالله الامين العام لـ«حزب الله» تصعيد لا سابق له على المملكة العربية السعودية. في الخطاب الاول، كما في الثاني، يمكن فهم سبب التصعيد. يعود السبب في الخطاب الاوّل الى الفشل اليمني لنصرالله وللذين كلّفوه مهمّة التدخل هناك والعمل على تحويل البلد الى منطقة نفوذ ايرانية. اقتربت اللقمة من الفمّ. لكنّ «عاصفة الحزم« جاءت لتقطع الطريق على المشروع الايراني في اليمن. في الخطاب الثاني مساء الاحد الماضي والذي لم تفصل بينه وبين الخطاب الاوّل سوى ايّام قليلة، استمرّ التصعيد وبلغ سقفا لا حدود له، خصوصا عندما راح الامين العام لـ«حزب الله« يزايد على الدول العربية الخليجية، في مقدّمها المملكة العربية السعودية متّهما ايّاها بـ«التآمر على المقاومة«. منذ متى صارت المشاركة في الحرب على الشعب السوري والدخول في اثارة الغرائز المذهبية في اليمن والعراق والبحرين والعمل على التخريب في الكويت مقاومة؟ ثمة قاسم مشترك بين الخطابين اللذين يعكسان حالا من التوتر. القاسم هو عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت وجولاته في مناطق مختلفة من لبنان. كشفت هذه الجولات مدى تعلّق اللبنانيين بثقافة الحياة وتصميمهم على مقاومة ثقافة الموت. هناك مقاومة لبنانية حقيقية لثقافة الموت التي يرمز اليها «حزب الله« وممارساته ان داخل لبنان او في هذه الدولة العربية او تلك، خصوصا في العراق وسوريا واليمن والبحرين. عندما يتباهى الامين العام لـ«حزب الله« بما يسمّى «الحشد الشعبي« في العراق، فهو يتباهى بثقافة الموت التي يقاومها اللبنانيون يوميا. ليس «الحشد الشعبي« سوى مجموعة ميليشيات مذهبية وضعت نفسها في خدمة «داعش«. وفّر «الحشد الشعبي« عبر ممارساته في حق السنّة العرب والمسيحيين في العراق كل الاسباب التي جعلت تنظيما ارهابيا مثل «داعش« يجد لنفسه حاضنة شعبية.
ماذا فعلت الميليشيات المذهبية في بغداد منذ وصل الحكام الحاليون للعراق الى السلطة على ظهر دبّابة اميركية؟ نفّذت هذه الميليشيات في العاصمة العراقية عمليات تطهير ذات طابع مذهبي شملت الاحياء والمناطق التي كان فيها السنّة العرب اكثرية. لم توفّر هذه الميليشيات المسيحيين في بغداد الذين اضطروا، في معظمهم، الى مغادرة المدينة. ليس ما يدعو الى نكء جراح الماضي القريب ومأساة بيروت. ولكن يبقى معيبا ان يحاول حسن نصرالله القاء دروس في التسامح الديني، هو الذي يطمح، بالصوت والصورة، الى تحويل لبنان «جمهورية اسلامية« تدور في الفلك الايراني. هناك مقاومة حقيقية في لبنان. هذه المقاومة يجسّدها اللبنانيون الذين يعرفون تماما من اغتال رفيق الحريري ورفاقه ومن يقف وراء التفجيرات والجرائم التي استهدفت اللبنانيين الشرفاء، من رفاق رفيق الحريري، مثل باسل فليحان، وصولا الى الدكتور محمّد شطح، مرورا بسمير قصير وجبران تويني وجورج حاوي وبيار امين الجميّل وانطوان غانم ووليد عيدو ووسام عيد ووسام الحسن وآخرين كثيرين… من الواضح ان عودة سعد الحريري جعلت حسن نصرالله يفقد اعصابه. نسي حتّى ان من هزم الصرب في البوسنة كان الولايات المتحدة في عهد الرئيس بيل كلينتون.
لم يكن هناك مقاتلون تابعون لايران في البوسنة سوى من اجل تحقيق هدف واحد. يتمثّل هذا الهدف في توسيع النفوذ الايراني في البلقان… كلّ ما تبقى تفاصيل لا علاقة لها بالدفاع عن حقوق المسلمين الذين لم يجدوا من ينصرهم على الصرب الارثوذكس، سوى «الشيطان الاكبر« حليف ايران في حربها على العراق.
بعض التواضع يبدو اكثر من ضروري هذه الايّام. التواضع يعني العمل من اجل لبنان وليس الهجوم على السعودية التي لم تقدّم سوى الخير للبنانيين من كلّ الطوائف والمناطق والطبقات الاجتماعية. التواضع يعني ايضا ان يضع «حزب الله« نفسه في خدمة لبنان بدل المزايدة على العرب في كلّ ما له علاقة بفلسطين، فالطفل يعرف ان «حزب الله« يقاتل حاليا الشعب السوري ولا يقاتل في فلسطين. هناك القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الامن في آب 2006 والذي وافق «حزب الله« على كلّ حرف فيه. مشكور «حزب الله« لانّه يلتزم القرار. مشكور، لان القرار يصب في مصلحة لبنان واللبنانيين في مقدّمهم اهل الجنوب الذي عانوا طويلا من المتاجرة بهم وبارضهم التي اعتبرتها اسرائيل دائما حقل تجارب ورماية تبعث من خلاله الرسائل التي تريد توجيهها في هذا الاتجاه او ذاك، بما في ذلك الى ايران التي تتحكّم بقرار «حزب الله«. كان كافيا ان يبقى سعد الحريري في لبنان، كي يشعر «حزب الله« ان مشروع نشر البؤس واليأس في صفوف اللبنانيين يلقى مقاومة حقيقية. وهذا يفسّر الى حد كبير تلك الحملة على السعودية التي وضعت المسؤولين اللبنانيين امام مسؤولياتهم. في طليعة هذه المسؤوليات انتخاب رئيس للجمهورية بدل العمل بشكل يومي على تدمير ما بقي من مؤسسات الدولة اللبنانية. فوجود سعد الحريري الذي يبعث روح المقاومة في صفوف اللبنانيين يثير «حزب الله« ويثير خصوصا ايران التي تعتبر منع انتخاب رئيس للجمهورية خطوة على طريق الاستفراد بالبلد من اجل تغيير النظام فيه. نعم، سعد الحريري مستهدف نظرا الى انّه عقبة في وجه المشروع الايراني في لبنان. والسعودية مستهدفة لانها عقبة في وجه المشروع نفسه في الاطار الاقليمي، من العراق، الى سوريا، الى لبنان الى البحرين.

 

 

بعد تصنيف «حزب الله» .. ماذا يبقى من الحوار؟
وسام سعادة/المستقبل/09 آذار/16
اعتمد الاتحاد الأوروبي بدعة قبل سنوات: اعتبر أن لـ»حزب الله« جناحين. واحد يمكن ارتشاف القهوة معه، والثاني تتم مقاطعته أو تعقبه. جرى إسقاط النموذج الايرلندي (ثنائية الجيش الجمهوري والسين فين) على الحالة اللبنانية. سعد الحزب يومها بهذه البدعة في نهاية الأمر، لأنها تعطيه مهرباً سهلاً، وتقرّ به كحالة متجذرة في المجتمع اللبناني ليس من الوارد اقتلاعها من جذورها، على ما هي خلفية تصنيف هذه الجماعة أو تلك بالإرهابية. أو ربما لقي الحزب في هذا التمييز الأوروبي صدى للتمييز الذي لا يقلّ غرائبية، بين الحزب كحزب، وبين ما يعرف بـ»المقاومة الإسلامية». الفارق أن ما يعتبره الحزب مقاومة هو ما يعتبره الاتحاد الأوروبي إرهاباً. لكن المفارقة مع «حزب الله»، أنه في وقت تزداد فيه رقعة الدول التي تصنفه خارجاً عن القانون، كاد أن يصدّق نفسه في أنه «شرطي» محبوب، يتصدى بقوة للمنظمات المتطرفة في سوريا، ويقدّم نموذجاً لـ»مكافحة الإرهاب«، لا بل ويصرً على أنه لا يكافح الإرهاب بإرهاب آخر، بل بمناقبية عالية! لطالما حدث في الماضي أن صنفت حركة تحرر وطني في بلد من البلدان إرهابية، لكن أن تصنف إرهابية وتتبنى خطابية مكافحة الإرهاب فهذه لم تكن بالحسبان عند كثيرين. بطبيعة الحال، التهم الخارجية التي توجه للحزب تأتي من زاوية تبيان علاقته مع «الإرهاب الدولي»، في حين أن التهم الموجهة للحزب داخلياً هي أعمق من «إرهاب – غير إرهاب«. ليس أقلها تعطيل الدولة وتفريغ مؤسساتها والسعي الى إقامة هيمنة مذهبية فئوية مرتبطة بدولة أجنبية على البلد. بين الاعتبارين اللبناني والعربي مسافة غير قليلة. في الاعتبار اللبناني، نحن أيضاً أمام الحزب الجماهيري الأقوى في الطائفة الشيعية. في الاعتبار العربي، هناك حزب مهما تفرعن إلا أنه سيبقى حزباً صغيراً في بلد صغير مهما كانت أهميته. لا يمكن اختزال أحد الاعتبارين في الآخر، كما لا يمكن الفصل تماماً. لكن المشكلة هي في أن كل الأساليب التي اعتمدت لترويج فكرة «الحوار» مع الحزب، هي أساليب صدئة، قياساً على إلحاحات كل من الاعتبارين اللبناني والعربي اللذين تطرح ضمنهما مسألة طبيعة الحزب الإلهي وكيفية التصرف معه. المفارقة أن الحوار، حوار الطاولة كان بدأ قبل تسع سنوات، حول موضوع «السلاح» أو المنظومة الدفاعية، ثم صار دوره محصوراً بإطفاء النيران، أو التبريد الطقوسي للمناخات، في حين أن القضية «الخلافية الوحيدة» قبل تسع سنوات صارت سرباً من القضايا الخلافية. التدخل في سوريا، الشغور الرئاسي، «سندبادية» الحزب في اليمن وغيرها، العمل العدائي والتحريضي ضد الدول العربية المواجهة لإيران، كل هذا صار يوجب «التحاور» حول موضوعات أساسية عددها أكبر، في حين يحصل العكس: بدل الحوار في السياستين الدفاعية والخارجية، صار الحوار ينحّي الموضوعات الخلافية عن طاولته، ويصير معيار النظر في إيقاعه، هو قدرته على «ضبط الشارع»، الشارع نفسه الذي يحرّكه المتحاورون قبل ذلك بشكل في غاية التشنج. كل هذا يجعل الحوار مسألة لا يكترث بها المواطنون جدياً، في حين أن الحوار ملحّ أكثر من أي وقت مضى، إنما على القضايا الخلافية وليس على مبدأ تنحية القضايا، والاكتفاء بإدارة الفوضى أو كبح جماح فلان وعلتان. بالذات بالنسبة الى سياسة لبنان الخارجية، هذا الموضوع الانقسامي منذ تأسيس الكيان، فهذه قضية ملحة لا يمكن اعتماد الموقف «الهواتي» حيالها. من الضرورة أن يسلك هذا الخلاف حول الديبلوماسية ونمطها جزءاً بارزاً من عملية التفاوض الداخلي العسير.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 21056

Trending Articles