تهريج على ضفاف الميثاقية
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/12 أيلول/16
الجزء الأساسي من اتفاق الطائف الذي هو اتفاق الوفاق الوطني اي الميثاق الجديد الذي حل محل ميثاق ١٩٤٣ المعقود بين اللبنانيين (بشارة الخوري ورياض الصلح) والمكرس في البيان الوزاري لحكومة رياض الصلح سنة ١٩٤٣ الجزء الأساسي هو إصلاحات سياسية عميقة ومؤسساتية تدخل تغييرات جذرية على النظام الطائفي وبشكل يضع لبنان على مسار بناء المواطنية وعلى مسار إنهاء كل القواعد والاعراف الطائفية والمذهبية التي كانت ولا زالت تولّد الحروب الأهلية وتمنع قيام وحدة وطنية وتمنع تالياًسيادة واستقلال البلد٠
الوصاية الاولى امعاناً في تفكيك الدولة والبلد حوّلت الميثاق الجديد الى محاصصة طائفية مذهبية استفاد منها اتباع واقزام الوصاية ولم تستفد منها اي طائفة او مذهب بل ان الفساد تجاوز كل الحدود بحماية الوصاية وبإسم “حقوق الطائفة” وسيطرت الميليشيات والمحسوبيات على الدولة والادارات ولأجهزة والقضاء٠
التهريج بإسم الميثاقية ليس جديداً على اللبنانيين٠منذ عام ١٩٩٠ ومهرجو حقوق الطوائف حوّلوا الميثاق وجوهره الأساسي المواطنية الى محاصصة مذهبية على حساب المواطنية والبلد ككل٠
لحظة واحدة انتصرت فيها المواطنية هي ١٤ آذار ٢٠٠٥ حيث ظهرت إرادة جامعة أسقطت الوصاية لمصلحة السيادة والهوية الوطنية وهذه اللحظة عملت كل أطراف ٨ آذار بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وبالسلاح والتفجير على إفراغها من المضمون الوطني اللبناني وفرض الهوية المذهبية على كل لبناني بإسم الميثاقية أحياناً او بإسم إعطاء الطائفة حق الفيتو او الثلث المعطل وغيرها من الصيغ التي خرقت الدستور والميثاق بإسم حقوق الطائفة٠
اليوم نشهد موجة تهريج جديدة بإسم الميثاقية وحقوق الطائفة تحت راية الوصاية الجديدة وبحماية سلاحها وهذه الموجة تأتي في ظروف انهيار عام في البلد الذي يحتاج الى قيادات وليس مهرجين٠
حزب الله وبري وعون عملوا طوال عشر سنوات على إلغاء الهوية الوطنية واعلاء الهوية المذهبية خدمةً لمصالح ايران التي تنشر نفوذها في المنطقة من خلال تصدير المذهبية والميليشيات المذهبية وصار لبنان محافظة إيرانية خصوصاً بعدما فقدت حركة ١٤ آذار زخمها وغرقت وصارت تتبع سياسات غير مفهومة وغير معقولة٠
ليس في لبنان غبن لاحق بإي طائفة او فئة٠كلها تجارة رخيصة تتكرر أمامنا منذ الطائف٠الغبن الوحيد هو اللاحق بالمواطن اللبناني وبحقوقه التي ابتلعها المهرجون وحوًلوها ثروات لعائلاتهم وبطانتهم ٠الغبن هو اللاحق بالميثاق عند محاولات تحويله قسراً الى محاصصة بين إقطاعيات عائلية-مالية-ميليشيوية٠
الغبن اللاحق باللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً هو حرمانهم من هويتهم الوطنية اللبنانية ودفعهم الى مشاريع يدافعون فيها عن كل المصالح إِلَّا مصلحة بلدهم٠