فرنجية يعرّي مرشح حزب الله: هذا هو ميشال عون
نسرين مرعب/جنوبية/ 25 أكتوبر، 2016
حلقة استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، فإطلالة النائب سليمان فرنجية عبر برنامج كلام الناس كانت مسرحاً لاستعراض من هو ميشال عون حليف فرنجية في الأمس وخصمه اليوم.
صمت فرنجية مطوّلاً، باستثناء بعض المناوشات الإعلامية والتعليقات التويترية بينه وبين وزير الخارجية جبران باسيل، دون ذلك لم يسبق له أن شنّ هجوماً على العماد ميشال عون ولا أن عرّاه من التحالف واضعاً اياه في إطار المصالح.
معبئاً بكل ما حملته المرحلة السابقة من استهداف التيار الوطني الحر له ومحاولة تحجميه، ومحصناً بقلب السيد حسن نصرالله وبدعم رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، قال فرنجية ما كان يجب أن يقال، كشف الأوراق ليكون فحوى كلامه “هيدا أنت يا جنرال وهيدا أنا”.
بصراحة وابتسامة ذكية وبهدوء مستفز، استهل فرنجية الإطلالة فهو كلّ ما يريده “الحكي”. إذ أنّ من تابع المقابلة التقط أنّه ما من هدف منها سوى أن يسجل فرنجية موقفه من ميشال عون كل الملفات كان مجرد تحصيل حاصل في الحلقة، الأهم هو المقاربة بين المرشحين.
فرنجية الذي يتعامل مع عهد الوصاية السورية كوجود انتقد عون الذي تارة يصفه وجود وتارة أخرى احتلال كما وجه لطشة لكل من حليفي معراب مذكراً اياهما بالحروب والفوضى والجريمة.
كذلك لفت رئيس تيار المردة إلى الطائف الذي أصبح عنوان مرحلة الجنرال بعدما شنّ ضده حروباً هوجاء تحت ذريعة الميثاقية.
وببساطة سرد فرنجية كلّ ما دار بينه وبين الحريري من اللقاء للمبادرة للتعاون والتنسيق عند كل الأطراف وصولاً إلى عون الذي رفض دعمه ولم ينسَ انتظاره المطول في دارة الجنرال قبل استقباله فيقول “منباركله اذا منضمن ما ينطرونا نص ساعة بالصالون”.
كذلك أسقط ابن زغرتا عنه جميلة التيار موضحاً أنّ لا فضل عليه منهم وأنّه هو من تنازل، ولم ينسَ أن يهمس باسم فايز كرم “العميل” الذي أراد عون ترشيحه عن زغرتا فيما رفض هو.
ولم يتوقف عند ذلك بل أشار إلى عدم مصداقية الجنرال متحدثاً عن لقاء كان قد نفاه الأخير بينه وبين الحريري في فرنسا، فيما اللقاء كان قد حصل بالفعل حيث أنّ فرنجية صادف الجنرال في ذلك اليوم على باب الفندق الذي يتواجد به رئيس تيار المستقبل.
كذلك أكّد أنّه ليس نكرة وأنّ عون ليس وحده الأقوى والميثاقي، مركزاً على علاقته المميزة بالطائفة السنية، ومؤكداً أنّ عون لا قبول له في هذا الشارع الذي يربطه به تاريخ “عاطل”.
شدّد فرنجية أنّ “ما حدا بغير عوايده بعمر 85 سنة”، مركزاً على الثقة بينه وبين الثنائية الشيعية وعن الحلف الوطيد الذي يختلف عن العلاقات مع الطرف العوني والذي تحكمه المصلحة، بالمقابل مرر رسالة للحريري وهي غدر الجنرال فالميثاقية تتغير حسب بوصلة المصلحة.
ولم ينسَ أن يشكك بالعهد القادم وحتى بتحالف معراب، معرياً عون من الثقة والالتزام والمصداقية ووضوح المواقف.
ما قاله فرنجية تلقفته ايجاباً الثنائية بجمهورها، فالنائب المدلل حليف المقاومة و أمل، وكلاهما يتفقان عليه، وحده جمهور التيار الوطني الحر قد وصفه بالابن الضال، فيما الحركة وبعض الحزب كانوا يقولون له “نحن معك”.
ممّا لا شكّ به أنّ العلاقة بين فرنجية والشيعة الموالية للنظام لا تشبه علاقة الجنرال، فإن كان برّي المثال الأول، فثقة السيد بزعيم المردة وتشكيكه بتفاهمات التيار الوطني لها أكثر من دلالة.
إطلالة فرنجية أسقطت عهد الجنرال قبل بدايته، وحولت جلسة 31 تشرين لمفتوحة الافاق، الفوز مرجح لعون وليس مؤكد، وبكل الاحوال طريق بعبدا ليست معبدة، مع الإشارة أنّ ما أدلى به فرنجية من كلام ما كان ليكون لولا رضا الأطراف من حارة حريك لعين التينة.